أكد محمد القادري ٬ مدير المركز الثقافي المغربي بنواكشوط٬أن المركز يعد معلمة ثقافية بامتياز وفضاء لتلاقح وتناغم الثقافات وحوار الحضارات.
وقال ٬ محمد القادري في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ إن المركز٬ الذي يعد أول مؤسسة ثقافية مغربية في الخارج٬ تم بناؤه في إطار مشروع ثقافي متكامل٬ يضم كذلك مسجد الحسن الثاني ودار الشباب٬ والذي يعود تاريخ تدشينه إلى سنة 1987 ، يشكل فضاء للتواصل المسترسل والمستديم٬ ويقوم بدور إشعاعي نظرا لمساهمته الوازنة في تنشيط الحركة الثقافية المحلية وانفتاحه عليها والتواصل مع كافة الفاعلين فيها// .
وأوضح أن المركز يسعى إلى أن يكون منارة ثقافية مغربية في بلد المليون شاعر بفضل تعاون وطيد مع الفاعلين والمهتمين بالشأن الثقافي والمجتمع المدني الموريتاني٬ مبرزا أن هذه المؤسسة تركز بالأساس على كل ما له صلة بالتواصل الثقافي والروحي بين المغرب وبلاد شنقيط٬ من خلال المعارض والندوات والمحاضرات٬ علما بأن العلاقات الثقافية والوشائج الروحية تعد من الثوابت المتجذرة في الموروث الثقافي والحضاري بين شعبي البلدين الجارين٬ اللذان يعدان من أكثر الشعوب العربية٬ تقديرا للثقافة الروحية والعلمية وتأثرا بها.
وأضاف القادري أن من أهم عوامل التواصل بين البلدين وحدة الدين واللغة والمذهب المالكي والعقيدة الأشعرية والتصوف السني الجنيدي والقراءة على طريقة ورش والخط المغربي الأندلسي٬ وكلها عوامل لها أثرها في بقاء هذا التواصل الذي ظل يزداد وينمو مع الزمن إلى اليوم.
كما أكد بأن من بين مهام المركز المساهمة في الحفاظ على الهوية الثقافية لأبناء الجالية المغربية المقيمة بموريتانيا والتعريف بالثقافة والحضارة المغربيتين وإغناء التلاقح والتناغم الثقافيين عبر تنظيم مجموعة من الأنشطة والبرامج الإشعاعية ٬مذكرا بأن المركز يتولى إعطاء دروس أسبوعية في العربية للصغار والمبتدئين غير الناطقين بها وفي الخط العربي والفن التشكيلي وتعليم القرآن. كما أنه يضع رهن إشارة مرتاديه حواسيب موصولة بشبكة الإنترنيت٬ علما بأن كل الأنشطة التي يقوم بها المركز والخدمات التي يقدمها هي مجانية.
وأشار إلى أن مكتبة المركز تتوفر على رصيد هام من الكتب أي ما يربو عن 10 آلاف عنوان ٬ في جميع الأصناف والتخصصات ٬ لاسيما في الدين والتاريخ والآداب والاقتصاد والقانون باللغتين العربية والفرنسية٬ والجرائد والمجلات الموريتانية والمغربية.
وقال // نحاول كل سنة إثراء هذا الرصيد الفكري والمعرفي استجابة لطلبات مرتادي المكتبة من أساتذة باحثين ومفكرين في شتى أصناف المعرفة وطلبة جامعيين من جنسيات مختلفة بناء على استمارة نقدمها لهم في نهاية كل موسم لإبداء ملاحظاتهم بشأن نوعية الخدمات المقدمة إليهم وانتظاراتهم من المركز٬ الذي دأب منذ أكتوبر 2009 على إصدار كتيب شهري يرصد كل أنشطته من معارض للكتب والصناعة التقليدية المغربية والموريتانية وفن الطبخ المغربي والفنون التشكيلية والورشات من ترجمة للشعر الحساني إلى اللغة الفرنسية والتدريبات المسرحية ومحاضرات وندوات وعروض سينمائية منتقاة بدقة وعالية الجودة اعتبارا للتجهيزات التقنية المتطورة التي يتوفر عليها المركز في مجال الصوت والصورة والإضاءة ٬ فضلا عن إصدار نشرة إلكترونية موجزة.
ويتم توزيع هذا الكتيب الشهري على مختلف مديريات وزارة الثقافة والشباب والرياضة الموريتانية والمكتب الوطني للمتاحف والمستشارين الثقافيين بالسفارات المعتمدة لدى موريتانيا والمكتبات وكذا لدى بعض الفاعلين في الحقل الثقافي الموريتاني. وأوضح محمد القادري أن المركز يأخذ أيضا على عاتقه طبع المحاضرات والندوات ذات القيمة الفكرية التي يحتضنها٬ في إطار سلسلة منشوراته بالإضافة إلى تنظيمه مسابقة سنوية في القصة القصيرة تمنح للفائزين الثلاثة الأوائل بها جوائز قيمة . وإلى جانب الأنشطة المكثفة التي يستضيفها يساهم المركز بشكل فاعل وفعال في بعض التظاهرات التي يدعى إليها على غرار أسبوع الثقافة الفرنكوفونية وندوة تلاقح الثقافات التي تنظمها المدرسة الفرنسية في شهر فبراير من كل سنة٬ برواق تعرض فيه الكتب ومنتوجات الصناعة التقليدية وفن الطبخ والأزياء التقليدية وعدة منتجات أخرى.
وخلص القادري إلى أن المسؤولين عن الوكالة المغربية للتعاون الدولي وسفارة المملكة بنواكشوط يحرصون أشد ما يكون الحرص على أن يظل المركز //جسرا للتواصل الثقافي والحضاري بين الشعبين المغربي والموريتاني٬ لذلك فإننا نتطلع دائما إلى الأفضل وننشد الامتياز موسما بعد آخر.
13-08-2012
المصدر/ وكالة المغرب العربي للأنباء