الأربعاء، 03 يوليوز 2024 16:21

برلين- مواطنون ببشرة سوداء يبحثون عن هويتهم

الأربعاء, 19 شتنبر 2012

يشعرون بتهميش المجتمع لهم، رغم أنهم ولدوا و ترعرعوا في ألمانيا. ويطلق عليهم اسم "الألمان الأفرو" نسبة إلى إفريقيا لأن لون بشرتهم أسود. يقدر عدد هؤلاء المواطنين الألمان بحوالي نصف مليون، غير أن مجتمعهم ينظر إليهم كأجانب.

المواطن الألماني Vincent Bababoutilaboيبلغ من العمر ثالثة وعشرين عاما مولود لأب كونغولي وأم ألمانية الأصل. ولد في العاصمة الألمانية برلين وترعرع بها، وهو يدرس الموسيقى الآن. ورغم كل هذه الثوابت فلديه الشعور بعدم الانتماء لمحيطه الاجتماعي في ألمانيا. فالناس في بلده يعتبرونه أجنبيا بسبب لون بشرته "وهذا ما يزعجني بالخصوص" كما يؤكد الطالب Vincentفي لقاء له مع DW

السؤال التقليدي: من أي بلد أنت؟

كثيرا ما عايش Vincentمثل هذه التجارب التي تتجلى في تعامل الناس معه وكأنه أجنبي. فعندما كان يبحث مثلا عن قسم في الجامعة للقيام بتدريبات على عزف الناي واجهه أحد الحراس بحركات وكلام مقطع، حيث اعتبر الحارس عن حكم مسبق أن الطالب بالبشرة السوداء أجنبي ولا يفهم اللغة الألمانية. وكثيرا ما يلاحظ الناس Vincentخلال حديثهم مع الطالب Vincent: "إنك تتكلم اللغة الألمانية جيدا مثل الألمان". وكيف لا وهو ألماني! وكلما تعرف على شخص إلا وكان السؤال: أنت من أي بلد؟. إن ذلك يغضبه جدا. فإذا أجاب أنه ألماني، فإن الناس يريدون تأكيد ذلك، فيسألون عن أبيه وأجداده ويريدون " أن أعترف – رغما عني – أني لست مواطنا ألمانيا حقيقيا. ويعبر الطالب عن أسفه لذلك قائلا: " يبدو أن الانتماء الوطني في ألمانيا يمر عبر الانتماء العرقي فقط".

ثنائية الهوية والثقافة

وكانت نقطة التحول في طريق البحث عن هوية له في ألمانيا عبر إحدى صديقاته التي قالت له مرة: "إن لون بشرتك أقل سوادا من لون بشرتي". وعندها اتضح له حينئذ أن هويته "لا تكمن في الانتماء إلى ذوي البشرة السوداء أو البيضاء بل إلى كل الأطراف". إنها الهوية الثنائية المشتركة التي كان يبحث عنها طويلا حيث يشرح ذلك قائلا: " كيفما كنتُ فأنا فخور بشخصيتي التي تجمع بين مواطني كلا الطرفين وليس من المفروض أن أنتمي إلى مجموعة واحدة من المواطنين فقط".

الأمر يختلف بالنسبة للمواطنة الألمانية Ndella Baiالتي هي في العشرين من العمر وتنحدر من أصل سينيغالي وتدرس الثقافة الإفريقية. فهي ولدت وترعرعت بمدينة كولونيا الألمانية وكانت منذ طفولتها على ارتباط دائم بمحيط أسرتها الإفريقي والألماني، كما قضت مع والدها فترات العطلة في السينيغال. وتقول الطالبة Ndellaإن هويتها متوازنة بشكل جيد وتقوم على ثقافتين، افريقية وألمانية.

التعايش مع الواقع والتواصل مع الآخرين

غير أنها تعترف هي الأخرى أنها تعيش في حياتها اليومية بعض التجارب المؤسفة بسبب بشرتها السوداء، وتشير أن ذلك لا يؤثر سلبيا على شخصيتها، فهي ترى في ذلك فرصة للتواصل مع الناس لكي توضح لهم أنه ليس هناك تناقض بين سواد البشرة والانتماء إلى ألمانيا كما تؤكد لهم أنها ليست في حاجة إلى مدح من الناس بسبب إتقانها للغة الألمانية.

وتضيف المواطنة الألمانية Ndellaأنها لا تغضب من بعض مواقف الناس ولا تعير لكلامهم اهتمام كبيرا بل على العكس من ذلك فهي تستمتع بكلامهم ولا تنزعج حيث تقول: لا أرى عائقا في أن أشرح لهم أني مواطنة ألمانية وبالتالي فأنا أتحدث اللغة الألمانية بشكل جيد. كما تلاحظ " أن جهل الناس وعدم المعرفة بالأمور هو ما يدفع بهم إلى وضع مثل تلك الأسئلة".

ورغم انفتاحها على هذه المواقف المختلفة في هذا الموضوع فإن الطالبة Ndellaتعبر في نفس الوقت عن أملها في أن تصبح النظرة إلى المواطنين الألمان ببشرة سوداء أمرا طبيعيا في المستقبل.

19-09-2012

المصدر/ شبكة دوتش فيله

مختارات

Google+ Google+