الأربعاء، 03 يوليوز 2024 16:29

ستراسبورغ- تدشين مسجد ستراسبورغ الكبير في غياب رئيس الحكومة الفرنسي

الخميس, 27 شتنبر 2012

يدشن وزير الداخلية الفرنسي وشؤون العبادة مانويل فالس صباح اليوم مسجد مدينة ستراسبورغ الكبير، بحضور ممثل عن رئيس الجمهورية وبغياب رئيس الحكومة جان مارك إيرولت الذي كان من المفترض أن يحضر الاحتفال. وبررت مصادر رئاسة الحكومة التي اتصلت بها «الشرق الأوسط» للاستفسار عن غياب إيرولت بـ«انشغالاته الكثيرة» هذا اليوم من جهة، وبأنه وبعكس الأخبار التي سربتها مصادر الجالية الإسلامية في فرنسا والمشرفين على مشروع المسجد الكبير لم يؤكد أبدا حضوره حفل الافتتاح الذي يأتي في ظل تصاعد التوتر في أوساط الجالية الإسلامية على خلفية فيلم «براءة المسلمين» والصور الكاريكاتيرية التي نشرتها أسبوعية «شارلي إبدو». وقالت مصادر في المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية إن غياب إيرولت عن هذا الحدث المهم يعد «خطأ سياسيا»، وإنه كان الأجدى به الحضور «من أجل إيصال رسالة قوية للمسلمين»، الذين يجدون أنفسهم، ورغم إرادتهم، وسط جدل سياسي حول موقع ودور الإسلام في فرنسا.

وخلال الأيام الماضية، ثار جدل آخر سببه، رغبة الحكومة الاشتراكية بالإيفاء بوعد انتخابي للرئيس فرنسوا هولاند، وهو إعطاء حق الاقتراع في الانتخابات المحلية للأجانب الأمر الذي استجلب انتقادات حادة من اليمين الكلاسيكي واليمين المتطرف حول ضياع الهوية الفرنسية، و«أسلمة» فرنسا وفق ما تدعيه زعيمة حزب اليمين المتطرف والمرشحة السابقة لرئاسة الجمهورية مارين لوبن. ودعت هذه الأخيرة، يوم الأحد الماضي إلى منع ارتداء الحجاب والقلنسوة اليهودية في الأمكنة العامة الأمر الذي رفضه بقوة كبار مسؤولي الدولة والأحزاب السياسية باستثناء اليمين المتطرف.

ويأتي تدشين مسجد ستراسبورغ الكبير الذي يتم بحضور ممثلين رسميين عن المغرب والسعودية والكويت ورئيس بلدية ستراسبورغ ورئيس منطقة الألزاس والراين الأسفل ونواب المنطقة وشيوخها وأعضاء من السلك الدبلوماسي العربي والإسلامي ورئيس وأعضاء المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية وممثلين عن مختلف الديانات فضلا عن السلطات المحلية وشخصيات روحية وفكرية وفعاليات سياسية واجتماعية، تتويجا لجهود جبارة بذلتها الجالية المسلمة في هذه المدينة منذ 15 عاما. وفي عام 1999. وافقت بلدية ستراسبورغ الاشتراكية على المشروع الذي توقف بعد عامين بسبب وصول اليمين ثم استؤنف في عام 2008. وساهمت مدينة ستراسبورغ ومنطقتها في تمويل المشروع الذي كلف 10.5 مليون يورو بنسبة 26% فيما قدم المغرب 4 ملايين يورو والسعودية مليون يورو والكويت 500 ألف يورو. أما الكلفة الباقية فقد جمعت من تبرعات الأفراد.

ويعد تدشين هذا المسجد الخامس من نوعه هذا العام بعد مساجد مدن سان أتيان (وسط) وسيرجي (شمال باريس) وألونسون (النورماندي) وأبينال (شرق)، ما يعكس التقدم الذي حققه مسلمو فرنسا في بناء دور للعبادة والانخراط بشكل مشرف في المشهد الفرنسي بعدما كان المسلمون محرومين من المساجد ودور العبادة بحيث كانوا يضطرون للصلاة في الشوارع. وعهدت تصاميم المسجد الجديد إلى المهندس المعماري الإيطالي باولو برتوغيسي. ورغم أن المسجد لا يتضمن مئذنة، فإن بناءه بديع. ويزيد من جلاله القبة النحاسية التي ترتفع إلى 24 مترا والزخارف الداخلية التي نفذها عاملون مهرة استقدموا من المغرب. وتبلغ مساحة قاعة الصلاة 1300 متر مربع وتتسع لـ1500 مصل. ووصف محمد موسوي، رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية المسجد بأنه «أحد أجمل مساجد أوروبا»، وأنه «رمز للسلام والأخوة» بين المواطنين والأديان. وربط موسوي بين تدشين المسجد وتدشين قسم الآثار الإسلامية في متحف اللوفر، معتبرا أنه في الحالتين: «يظهر الوجه المضيء للحضارة الإسلامية التي لا يتعين تركها لا للمتشددين والمتطرفين ولا لمن يسيء للإسلام بشكل مجاني». وأشار موسوي إلى الحاجة لبناء مساجد إضافية في فرنسا حيث لا تزيد مساحة أماكن العبادة عن 250 ألف متر مربع لنحو مليون مؤمن يرتادون المساجد للصلاة. ووفق ما قاله، فإن هناك حاجة ماسة لمضاعفة المساحات المخصصة ما يعني مضاعفة المساجد وأماكن العبادة. وردا على الاتهامات الدارجة بحق مسلمي فرنسا ومنها عدم التزامهم بقيم الجمهورية الفرنسية وعلمانيتها، قال موسوي إنهم «في غالبيتهم العظمى مواطنون يتحلون بحس المسؤولية ويحترمون العهد الجمهوري ويتبنون قيم الجمهورية التي يعيشون فيها».

27-09-2012

المصدر/ جريدة الشرق الأوسط

مختارات

Google+ Google+