السبت، 18 مايو 2024 04:54

بروكسيل-الأحزاب البلجيكية تسعى إلى استقطاب أصوات المهاجرين في الانتخابات البلدية

الأربعاء, 10 أكتوير 2012

باستثناء اليمين المتطرف٬ تحرص مختلف الأحزاب السياسية البلجيكية٬ وعيا منها بأهمية وزن الناخبين المهاجرين٬ على فتح لوائحها للمرشحين من أصول أجنبية في الانتخابات البلدية المقررة في 14 أكتوبر الجاري٬ وذلك بهدف استقطاب أكبر عدد من أصوات مختلف الجاليات في بلجيكا.

وليست الرغبة الجلية للأحزاب السياسية البلجيكية في جذب الناخبين المهاجرين إلى صفوفها وإدراك أهمية وزن أصواتهم وليدة اليوم٬ ذلك أن هذه الأحزاب سعت٬ منذ زمن بعيد٬ إلى خيار "تلوين" لوائحها الانتخابية حتى تعكس بشكل صحيح التنوع السكاني٬ لكن الانتخابات الأخيرة تتميز٬ على الخصوص٬ بسعي الأحزاب إلى استقطاب أصوات لا زالت غير معروفة.

وتعمل أغلبية الأحزاب على أن يحضر مرشحون من مختلف الأصول والثقافات والأديان في لوائحها الانتخابية٬ بل ذهبت بعضها إلى أبعد من ذلك بوضع مرشحين من أصول أجنبية على رأس قوائمها الانتخابية.

ويعد هذا الاستقطاب الشامل لأصوات الناخبين من أصول أجنبية إحدى النقاط البارزة في هذا الاستحقاق دون منازع٬ ويؤكد تصميم الأحزاب السياسية على تعزيز مواقعها داخل المشهد السياسي إن على المستوى المحلي أو الجهوي٬ وتعزيز هيمنتها على بعض البلديات.

وتعود ظاهرة بروز مرشحين ومنتخبين من أصول أجنبية إلى نحو ثلاثة عقود٬ وتزايدت خصوصا مع عملية التجنيس المكثف ومنح حق التصويت سنة 2004 للأجانب المقيمين منذ خمس سنوات على الأقل.

وقال حسن بوستة الأستاذ بجامعة ليييج٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ إن هناك٬ نظريا٬ عدة استراتيجيات لجذب أصوات الناخبين المهاجرين٬ مشيرا إلى أن الأحزاب السياسية تلجأ في بعض البلدان إلى التفاوض مع زعماء الجاليات٬ بينما ارتأت الهيئات السياسية في بلجيكا وضع مرشحين من أصول أجنبية ضمن لوائحها.

وأضاف بوستة٬ الذي أنجز العديد من الدراسات حول الانتخابات البلدية في سنة 2006٬ أن "الكتلة الناخبة من أصول مهاجرة لها وزنها٬ ولا يمكن للأحزاب السياسية حاليا تجاهل هذه الحقيقة٬ كما أنها تدرك مدى أهمية تعبئة مختلف الناخبين المحتملين".

وبرأيه٬ فإنه ينتظر أن تتمخض عن انتخابات 2012 نفس الميول التي تمخضت عن انتخابات 2002 و2006 ٬ وتفضي إلى تمثيلية قوية للتنوع لاسيما في المدن الكبرى.

وبالفعل٬ فقد تضاعف عدد المنتخبين من أصول أجنبية بشكل قوي خلال الاستحقاقات الانتخابية السابقة٬ خاصة في التجمعات الحضرية الكبرى٬ إذ شهد استحقاق 2006 انتخاب 150 مرشحا من أصول مهاجرة في بروكسيل من أصل 663 مستشارا.

واعتبر أن هذه النتائج لا تبعث على الدهشة باعتبار أن هذه الظاهرة لا تنتشر بنفس الطريقة في كل مكان٬ وترتبط فقط بالمدن الكبرى المتعددة الثقافات وبجغرافيا الهجرة.

وأكد أن الحواضر الكبرى هي التي تستقبل أكبر نسبة من السكان الأجانب٬ وبالتالي فإنه من الطبيعي جدا أن يبرز المهاجرون في المجال السياسي٬ مشيرا إلى أن من أكبر التكتلات الحضرية في بلجيكا العاصمة بروكسل٬ حيث توجد أكبر تمثيلية للتنوع في المجالس المحلية والمجلس الإقليمي وحتى على الصعيد الوطني.

وأسفرت الانتخابات البلدية لعامي 2000 و2006 عن انتخاب ليس فقط مرشحين من أصول أجنبية ولكن أيضا منتخبين من المهاجرين الذين تم تعيينهم في وظائف تنفيذية لها أهمية بالغة٬ من بينهم مساعدو عمد مدن.

إلا أن هذا الانفتاح المفيد للمشهد السياسي البلجيكي على مختلف الجاليات لا يخلو من بعض الصعوبات٬ إذ أن الأحزاب السياسية غالبا ما تعطي الانطباع لمرشحيها بأنهم يمثلون جالياتهم٬ لكن ما إن تنتهي الانتخابات حتى تشدد على أنه يتعين عليهم التصرف كممثلين للصالح العام. وهكذا٬ يجد المنتخبون من المهاجرين أنفسهم عرضة لدعوات متضاربة ومواقف متناقضة قد تنجم عنها أوضاع معقدة أحيانا.

10-10-2012

المصدر/ وكالة المغرب العربي للأنباء

مختارات

Google+ Google+