الجمعة، 08 نونبر 2024 01:25

واشنطن- مسيحيون ويهود ينتفضون ضد حملة مسيئة لمسلمي أميركا

الخميس, 18 أكتوير 2012

أطلقت اللجنة الأميركية العربية لمناهضة العنصرية في الولايات المتحدة حملة للضغط على شركة قطارات أنفاق العاصمة واشنطن من أجل حملها على توضيح موقفها من الإعلانات التي نشرتها منظمة "المبادرة الأميركية للدفاع عن الحرية"، والتي تحمل حسب اللجنة عبارات عنصرية ضد العرب والمسلمين في الولايات المتحدة.

وانضمت إلى هذه المبادرة 127 منظمة مسيحية ويهودية وإسلامية، إضافة إلى جمعيات مدافعة عن حقوق الإنسان وحرية الرأي، وذلك بهدف إقناع شركة مترو الأنفاق للنأي بنفسها عن هذا الإعلان المثير للجدل، الذي يصف المسلمين بالوحوش في حين يصنف إسرائيل على أنها "المتحضر الذي يجب مساندته".

ويقول القائمون على هذه الحملة إنهم يأملون في أن يسيروا على خطى الجمعيات الناشطة في كل من نيويورك وسان فرانسيسكو، اللتين نجح فيهما الناشطون في إرغام شركتي مترو الأنفاق في المدينتين على الاستجابة لمطالبهم.

وتقف منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" ضد نشر الإعلانات التي تدعو إلى الكراهية والعنصرية، وتقول سيسيلي سوراسكي العضو الناشط في المنظمة، إن انضمامها للمبادرة يهدف إلى قطع الطريق أمام "جماعة عنصرية تعتقد أن انتقاد الإسلام هو وسيلة لخدمة إسرائيل".

وتضيف سيسيلي في تصريحات لموقع "الحرة" أن منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" واجهت دوما مثل هذه التصرفات التي "تقوم على أساس العنصرية والكراهية للغير. نحن مجبرون على الوقوف دوما ضد أي نوع من الكراهية في كل مكان في الولايات المتحدة".

ومن جانبه يصر ديفيد وارن رئيس اللجنة الأميركية العربية المناهضة للعنصرية المشرفة على الحملة، على الذهاب بعيدا بهذه المبادرة إلى غاية إرغام شركة مترو واشنطن على توضيح موقفها من الإعلانات المثيرة للجدل، وإعلانها الصريح أنها لا توافق على ما جاء في هذه الإعلانات.

ويضيف وارن أن لجنته بعثت بالتنسيق مع المنظمات المسيحية واليهودية والمدافعة عن حرية الرأي وحقوق الإنسان رسالة إلى شركة مترو الأنفاق حملت ثلاثة مطالب رئيسية، تتمثل في توضيح موقفها الرافض لفحوى الإعلانات، وعقد اجتماعات دورية مع ممثلين عن الجالية العربية والمسلمة من أجل مناقشة تفاصيل القضية، إضافة إلى السماح لها بنشر إعلانات بجانب تلك المثيرة للجدل، لكن هذه المرة للدعوة إلى التسامح.

حملة مسيئة

ومن المنضمين إلى هذه المبادرة التحالف الفلسطيني المسيحي من أجل السلام في الشرق الأوسط، الذي أبدى بدوره رفضه لمثل هذه الإعلانات "المسيئة للجالية العربية والمسلمة".

ويأمل فيليب فرح، مؤسس التحالف أن يتمكن أصحاب المبادرة من دفع شركة مترو الأنفاق إلى الاستجابة لمطالبهم.

وكان قاضي محكمة اتحادية في واشنطن قد حكم لصالح منظمة "المبادرة الأميركية للدفاع عن الحرية"، وذلك من خلال إجبار إدارة مواصلات منطقة واشنطن، المسيرة لمترو الأنفاق على السماح بنشر الإعلانات المثيرة، بعد أن رفضت الإدارة في البداية نشر الإعلانات لخشيتها من وقوع أعمال عنف، على ضوء الضجة الأخيرة حول الفيلم المسيء للإسلام.

وطلب محامي الإدارة من هيئة المحكمة تأجيل الإعلان عن الحكم القاضي بالسماح بنشر الإعلانات، فيما وصفه بمنح "فترة تهدئة قبل وضع الإعلانات".

غير أن هذا الطلب أثار جدلا واسعا في صفوف العديد من القانونيين الذين أكدوا أن تأخير الإعلان عن الحكم يتناقض مع روح التعديل الأول في الدستور الأميركي الذي يضمن حرية الرأي، وحجتهم في ذلك أن القوانين الأميركية لا تتوفر على نصوص تقيد ما يمكن اعتباره "خطاب كراهية".

الإعلان لم يثر انتباه العديد من مستعملي الميترو

وعلى خلاف واشنطن صوتت هيئة النقل في نيويورك بالإجماع على تغيير معايير الإعلان في محطات مترو المدينة بعد أن اضطرت لنشر الإعلانات ذاتها بمقتضى حكم قضائي أيضا.

وأعلنت الهيئة أنها ستمنع في المستقبل أي إعلان "يمكن أن يحرض أو يثير العنف أو يخرق السلام، وبالتالي يؤذي أو يزعج أو يعرقل عمليات النقل الآمنة".

ورغم الانتقادات التي وجهتها المنظمات الحقوقية للإعلانات المثيرة، إلا أن باميلا غيلر التي تتولى منصب المديرة التنفيذية "للمبادرة الأمريكية للدفاع عن الحرية"، المسؤولة عن هذه الإعلانات، قالت "لا أتفق مع وصف هذه الإعلانات بالمناهضة للمسلمين".

وأضافت في حديث لموقع "الحرة" "هل تعتقد أن الحملة مناهضة للمسلمين لمجرد أنها تقف في وجه العنف الناجم عن الجهاد ضد المدنيين الأبرياء؟ ألا يجعلك هذا خائفا من الإسلام؟".

وخاطبت غيلر منظمي المبادرة المناهضة لإعلاناتها بالقول "هل اطلعتم على الدستور الأميركي؟ أنا لا أقبل وصف إعلاناتي بالكراهية والعنصرية لمجرد أنها تقف في وجه المجازر التي ترتكب باسم الجهاد"، على حد قولها.

أنا لا أقبل وصف إعلاناتي بالكراهية والعنصرية لمجرد أنها تقف في وجه المجازر التي ترتكب باسم الجهاد

وتعد باميلا غيلر مؤلفة وناشطة سياسية، عرفت بمواقفها المنتقدة للإسلام وانتشاره في الولايات المتحدة تحت شعار معارضة "أسلمة أميركا".

وخصصت غيلر المعروفة بمساندتها لإسرائيل نشاطها لمعارضة العديد من المشاريع الإسلامية مثل بناء المساجد، حيث كانت من الداعين إلى وقف بناء مركز إسلامي قرب موقع مركز التجارة العالمي في نيويورك.

وفي هذا الشأن تعتقد غيلر أن حملتها لن تؤثر سلبا على قضيتها الأساسية المتمثلة في الدفاع عن إسرائيل، قائلة إنه "لا يمكن أن تكون للحقيقة آثار سلبية".

حرية رأي أم عنصرية

ويعتقد أصحاب المبادرة المناهضة لهذا الإعلان أن تحركهم لا يهدف إلى وقف نشر الإعلانات، لكون العملية تمت بقرار قضائي، إضافة إلى أنها تدخل ضمن إطار حرية الرأي التي يضمنها الدستور الأميركي.

ويقول ديفيد وارن "نحن نؤيد حرية التعبير ولكن شريطة أن لا تحمل الكراهية والعنصرية ضد الآخرين. أتفهم تماما أن نشر الإعلانات يدخل في إطار حرية الرأي ولكنني أعارضها من حيث كونها ذات طابع عنصري".

ومن جانبها تعلق سيسيلي سوراسكي على هذا الموضوع بالقول "المشاركون في المبادرة كلهم يؤمنون بمبدأ حرية الرأي. ونحن نؤمن أيضا بحرية الإعلان في الأماكن العمومية، لكن ما يحدث هنا مختلف لأن دوافعه تحمل معاني العنصرية والكراهية".

وتضيف معلقة على المطالب التي بعثت بها المنظمات إلى شركة مترو الأنفاق "نطلب منهم منحنا أماكن للإعلان المجاني للرد على هذه الإعلانات المسيئة وهذا أيضا ضمان لحرة الرأي".

وأوضحت المتحدثة أن هذه المبادرة تعد فرصة لمسؤولي شركة مترو الأنفاق من أجل أن "يجتمعوا مع ممثلي الجاليات العربية والمسلمة بهدف خلق جو من النقاش حول المسائل المتعلقة بالحملات المتكررة ضد المسلمين".

ويوافقها ديفيد وارن هذا الطرح، حيث يشير إلى أن المسألة تحتاج إلى نقاش موسع "لأننا متأكدون أن هذه الحملة ضد الجالية العربية والمسلمة لن تكون الأخيرة".

متأكدون أن هذه الحملة ضد الجالية العربية والمسلمة لن تكون الأخيرة

أما فيليب فرح فيؤكد أن الهدف من الحملة التي يقودها رفقة منظمات مختلفة لا تهدف إلى حمل شركة المترو على وقف الإعلانات "لأن أي مطالبة بلجم حرية الرأي ستكون لها نتائج عكسية علينا".

ويبرر فرح ذلك بكون منظمته بادرت في السابق إلى وضع إعلانات في محطات المترو تدعو إلى وقف المساعدات الأميركية إلى إسرائيل، وإذا "ما طالبنا بنزع هذه الإعلانات المسيئة للعرب والمسلمين فإننا سنكون ضد المنطق وستكون النتائج سلبية علينا وعلى نشاطنا في المستقبل".

وترد غيلر على هذه الطرح بالتأكيد على أن "الدستور الأميركي يحمي حرية الرأي ولا يمنع الآراء التي تتحدث عن تفوق الإسلام ولا يصفها بالمنتجة للكراهية والعنصرية".

وأوضحت أن "هناك العديد من الناشطين من أجل الحرية والذين يحبون الشعب الأميركي يساندون حملة الإعلانات التي باشرناها ونضالنا من أجل حقوق الإنسان".

وأشارت غيلر إلى أن بداية حملة الإعلانات التي شرعت فيها ليس لها علاقة بفيلم "براءة المسلمين"، وقالت "حملتنا كانت متعلقة بقرار المحكمة. لقد استعنت في حملتي في نيويورك وواشنطن بالتعديل الأول للدستور الأميركي ونجحت في ذلك. وفي الواقع فإنني شرعت في التحضير لوضع هذه الإعلانات سنة 2011".

رسالة خاصة

وليست هذه المرة الأولى التي تعلن فيها منظمات أميركية مسيحية وأخرى يهودية مساندتها للجالية المسلمة ضد حملات التشويه والإساءة التي تتعرض لها.

وتصر منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" على توجيه ما تصفه سيسيلي بالرسالة الخاصة إلى العالم، مفادها " الدفاع عن القضايا العادلة التي تخص أصدقاءنا المسلمين".

وتضيف سيسيلي قائلة "رسالتنا الخاصة هي أننا كلنا متساوون ويجب معاملة الجميع بالتساوي لأننا نملك جميعا القدر ذاته من الحرية".

وبرأي المتحدثة فإن الجالية اليهودية في الولايات المتحدة لديها "تجارب سابقة بأن هناك نظرة سلبية تجاهنا بناء على معتقدنا الديني. لدينا اعتقاد أنه لابد من تغيير هذه النظرة".

وتصف سيسيلي الدفاع عن حقوق الجالية العربية والإسلامية في الولايات المتحدة بأنه "مسألة مبدأ وسنقف دوما إلى جانب المسلمين وضد الجرائم الناجمة عن الكراهية".

سنقف دوما إلى جانب المسلمين وضد الجرائم الناجمة عن الكراهية

تحركات في المستقبل

ويجمع أصحاب المبادرة على أن تحركاتهم لن تتوقف عند مراسلة هيئة مترو أنفاق واشنطن، وإنما ستستمر لمواجهة أي حملة جديدة. و يقول فيليب فرح "نتوقع أن يكون هناك رد إيجابي من رئيسة شركة المترو كاثرين هوجينز لأنها صديقة حميمة للجالية العربية".

وأضاف فرح أن شركة المترو نفسها "لا توافق على مثل هذه الإعلانات ولكنها اضطرت إلى نشرها تحت طائلة القانون الأميركي الذي يضمن حرية التعبير".

أما ديفيد وارن رئيس اللجنة الأميركية العربية المناهضة للعنصرية فيصر على الذهاب بعيدا في مسألة الدفاع عن حقوق الجالية العربية والمسلمة، وكذا وضع حد للعنصرية.

ويقول في هذا الشأن "نحن ننتظر إجابة من شركة المترو ولكننا لن نتوقف هنا. سنكون وراء كل حملات الكراهية والعنصرية لوقفها، لأننا متأكدون أن هذه لن تكون الأخيرة".

لكن في المقابل تشكك باميلا غيلر في أن تنجح هذه المبادرات في مسعاها للحصول على مساحات مجانية لنشر إعلانات مضادة لإعلاناتها، حيث أكدت أن "واشنطن لا يمكنها أن تنتصر لرأي سياسي على حساب آخر، وإذا منحتهم أماكن مجانا لنشر إعلاناتهم، فلا بد لها أن تمنح مجانا أماكن للجميع".

وتابعت قائلة "لا أعتقد أن أصحاب المبادرة المناهضة للإعلانات سينجحون في مسعاهم".

ومن جانبها تقول سيسيلي سوراسكي "لدي مخاوف من أن لا تكون هذه القضية الأخيرة. نحن لن نتوقف هنا وإنما سنظل ندعم كل الخطوات القانونية التي يقوم بها المسلمون سواء فيما يتعلق بحملات الكراهية أو في قضايا أخرى مثل بناء المساجد وغيرها".

ومضت تقول "سنقوم بمبادرات كلما رأينا المسلمين يتعرضون لحملات الكراهية والعنصرية".

حركة عادية

ويخشى مسؤولو شركة مترو واشنطن أن تتحول الإعلانات المثيرة للجدل إلى مصدر لردود فعل عنيفة، حيث قال مسؤول بالشركة في تصريحات إن مكتب التحقيقات الفدرالي باشر تحقيقات في تهديدات عنيفة ناجمة عن ردود فعل محتملة، مثلما حدث في إحدى محطات المترو في نيويورك.

وموازاة مع هذه المخاوف باشر مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية "كير" بنشر إعلانات مضادة تدعو إلى التسامح.

وتكفي زيارة لبعض محطات المترو التي نشر فيها الإعلان المثير للجدل، للوقوف على الحركة العادية لمستخدمي هذه الوسيلة، حيث لم تثر انتباه العديد منهم.

ورغم أن زيارتنا كانت في وقت الذروة التي من المفترض أن تعرف حركة الزبائن نشاطا كثيفا، إلا أن لوحة الإعلانات المضيئة التي كتب عليها عبارة "في أي معركة بين الرجل المتحضر والهمجي.. إدعم الرجل المتحضر، إدعم إسرائيل واهزم الجهاد"، لم تلفت انتباه أحد.

إلا أن هذه الحركة العادية، لم تمنع شركة محطات مترو الأنفاق من تكثيف المراقبة الأمنية، حيث انتشرت عناصر الأمن في أماكن عديدة، خوفا من ردود فعل عدائية.

18-10-2012

المصدر/ قناة الحرة

 

فيضانات إسبانيا

فيضانات إسبانيا.. وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج معبأة لتقديم المساعدة للمغاربة بالمناطق...

01 نونبر 2024
فيضانات إسبانيا.. وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج معبأة لتقديم المساعدة للمغاربة بالمناطق المتضررة

تتعبأ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، من خلال خلية الأزمة المركزية، وكذا المصالح القنصلية المغربية بالمناطق الإسبانية المتضررة من الفيضانات، من أجل تقديم المساعدة للمغاربة المقيمين بالمناطق...

Google+ Google+