مع اقتراب فصل الشتاء الذي تهبط فيه درجة الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي في هولندا، لم تمنع برودة الطقس من إقدام لاجئين على نصب خيامهم في العراء، احتجاجا على وضعهم الذي وصفوه بالمأساوي، في حين تتعالى أصوات ناشطين هولنديين ومنظمات إسلامية بضرورة إنقاذ حياة آلاف اللاجئين المقيمين في الشوارع، أو لدى عائلات تستضيفهم مؤقتا بانتظار استيفاء إجراءات طلبات اللجوء.
وطالب اللاجئون -في لقاء جمعهم الثلاثاء مع برلمانيين من ستة أحزاب كبرى- بمنحهم الحد الأدنى من مستلزمات الحياة الكريمة، خاصة أن أغلبهم موجود في هولندا منذ أكثر من خمس سنوات، حيث لم يحصل بعضهم على تصريح الإقامة بعد، كما سُحبت هذه التصاريح من البعض الآخر بذريعة تحسن الوضع الأمني في دولهم الأصلية.
وبالتعاون مع منظمات تهتم بحقوق اللاجئين والحقوقيين الهولنديين، نصب عدد من اللاجئين خياما منذ أكثر من شهر في مدينتيْ أمستردام ولاهاي، بعد أن أقرت المحكمة في لاهاي حق اللاجئين بوضع خيام تؤويهم، لتنتصب بعضها على بعد نحو كيلومتر واحد من مقر البرلمان الهولندي.
إجراءات صارمة
وتشير تقارير إلى ارتفاع مستمر في عدد طلبات اللجوء المرفوضة، بسبب الإجراءات الصارمة التي فرضت من قبل الحكومة اليمينية السابقة المدعومة من اليميني المتطرف غيرت فيلدرز، كما تؤكد الإحصاءات وجود أكثر من ستة آلاف لاجئ ينتظر الترحيل.
ووفقا للقانون الهولندي، يتوجب على الأشخاص الذين رُفضت طلباتهم مغادرة البلاد في غضون 28 يوما، ولكن تعقد الإجراءات الإدارية ورفض منح بعض الدول لمواطنيها جوازات سفر، فضلا عن اختفاء بعض اللاجئين أثناء الترحيل، يجعل من الترحيل أمرا في غاية الصعوبة.
ويصر وزير الهجرة في حكومة تسيير الأعمال غيرت ليرز على عدم منح استثناءات تسمح بالبقاء للاجئين المستوفين إجراءات التقاضي.
مساعدات إسلامية
من جهة أخرى، فإن أغلب اللاجئين المرفوضة طلباتهم ينتمون لدول إسلامية، حيث يمثل العراقيون حوالي ربعهم، يليهم الصوماليون والسودانيون، مما استدعى تدخل منظمات وجمعيات إسلامية في هولندا لمساعدتهم، وخصوصا الأطفال والحوامل وكبار السن.
وقال المسؤول في مؤسسة اكتشف الإسلام الهولندية نور الدين فيلدومان إن المنظمات تحاول توفير الطعام والملابس والمأوى للاجئين في ظل تخلي الأحزاب السياسية عن دورها.
وحذر فيلدومان من خطورة الوضع الصحي للاجئين المقيمين في العراء، مضيفا أن الوضع يصبح أكثر مأساوية مع اقتراب الشتاء، وأنه من الواجب توفير حد أدنى من المعيشة الكريمة لهم بغض النظر عن أديانهم وأعراقهم.
ومن جهته، طالب الناشط العراقي علاء الدويلي بتقديم العون للمعتصمين في شكل خيام وأغطية ومواد غذائية، مشيرا إلى أن الطقس يميل بسرعة إلى البرودة مع تزايد سقوط المطر، ومؤكدا أن فك الاعتصام مرتبط باستجابة الحكومة لمطالبهم.
وأوضح الدويلي -في حديث للجزيرة نت- أنه قدم من العراق عام 2007 واستوفى كل مراحل التقاضي دون الحصول على تصريح الإقامة، مضيفا أن اللاجئين في المعسكرات يضطرون إلى نقل الحوامل والأطفال ليلا للمبيت مع عائلات صديقة.
يذكر أن الحكومة قررت عام 2008 تغيير سياسات اللجوء لديها للقادمين من مناطق بعينها مثل العراق والصومال، حيث يمنح حق اللجوء بعد دراسة كل حالة على حدة.
25-10-2012
المصدر/ الجزيرة نت