انطلق اليوم الخميس الخامس والعشرين من أكتوبر البرنامج الإذاعي الجديد "هنا وهناك". هذا البرنامج الحواري هو ثمرة الشراكة بين إذاعة هولندا العالمية وراديو شدى أف أم المغربي، بعد تجارب سابقة خلال العامين الماضيين في التعاون بين الإذاعتين سيكون البرنامج الشهري "هنا وهناك" حلقة الوصل المستمرة بين أمستردام والدار البيضاء (كازا).. ويمكن الاستماع إليه على أمواج شدى أف أم وعبر موقع إذاعة هولندا العالمية وقناتها على الستلايت، قناة "هنا أمستردام".
تزامن بث الحلقة الأولى من برنامج "هنا وهناك" مع اقتراب عيد الاضحى المبارك .. لذلك كان من السهل اختيار موضوع الحلقة الأولى.. وهو العيد هنا وهناك.
استضاف القسم العربي في إذاعة هولندا العالمية السيد ادريس سراجي.. وهو مهاجر مغربي من الجيل الأول وناشط في العديد من الجمعيات الإسلامية والمغربية إلى جانب عمله كمساعد اجتماعي. فيما استضاف راديو شدى اف ام السيد جمال فرحان الكاتب العام لقطاع نقل اللحوم في الدار البيضاء.
الذبح في الحمام
تحدث السيد ادريس السراجي عن تجارب الجالية المغربية خلال أكثر من أربعة عقود في الاحتفال بعيد الاضحى في هولندا. ومعروف عن المسلمين المغاربة تمسكهم الشديد بعادة ذبح الاضاحي في صباح اليوم الأول من العيد.
واجه المغاربة في هولندا صعوبات في ممارسة هذا الطقس بسبب القوانين الهولندية التي تضع ضوابط متشددة لذبح الحيوانات. ومن الحالات التي انتشرت في وسط الجيل الأول من المهاجرين هو لجوؤهم لذبح الاضاحي سراً في حمام المنزل، وهو ما أدى إلى تشديد الرقابة على هذا الأمر من قبل السلطات وفرض غرامات مالية باهظة على من يمارس ذلك. وتحدث السيد السراجي عن الجهود التي قامت بها الجمعيات والمساجد المغربية، لتوفير البدائل، من خلال مجازر إسلامية في كل مدينة، تقوم بعملية الذبح بشكل جماعي لساكنة المدينة من المسلمين وخصوصاً المغاربة في يوم العيد. وبالرغم من المدة الطويلة للوجود المغربي في هولندا إلا أن تنظيم ذبح الاضاحي لا يزال يواجه صعوبات وخلافات داخلية، كما يروي السيد السراجي.
مبادرة في الدار البيضاء
من جانبه تحدث السيد جمال فرحان، الكاتب العام لقطاع نقل اللحوم في الدار البيضاء، عن مبادرة أطلقت هذه السنة من طرف القطاع المهني لتنظيم عمليات ذبح الاضاحي في العاصمة الاقتصادية للمغرب حيث يقطن اكثر من اربعة ملايين نسمة. وقال السيد فرحان أن المجازر في الدار البيضاء ربما هي الأكبر في عموم القارة الإفريقية، ومع ذلك فإنها لا تـُستغل في عملية ذبح الاضاحي، التي تجري عادة في المنازل والشوارع والساحات العامة، مما يشوه منظر المدينة، ويلوث البيئة، وقد يضر بالصحة العامة. وتدعو المبادرة إلى الاستفادة من المجازر الموجودة، وتنظيم عمليات الذبح فيها من قبل جزارين محترفين، ثم مؤسسات النقل المتخصصة بنقل اللحوم سواء إلى المنازل أو إلى الجمعيات الخيرية التي تتولى توزيعها على المحتاجين.
حظيت هذه الدعوة، حسب السيد فرحان بتجاوب من الأهالي، وتشجيع من السلطات المحلية، ولكنها مع ذلك لن ترى النور هذا العام. ويعزو السيد فرحان ذلك إلى عدم تهيؤ العاملين في قطاع اللحوم والنقل لهذا الأمر، وعدم استعدادهم بهذه السرعة إلى التخلي عن التزاماتهم العائلية في يوم العيد.
أجيال جديدة
تناول الحوار أيضاً التحولات الاجتماعية وتغير نظرة الأجيال الجديدة إلى طقوس العيد، سواء داخل المغرب أو في أوساط المهاجرين. وحسب السيد السراجي فإن نسبة ليست بالقليلة من الجيل الثاني من أبناء المهاجرين المغاربة، لم يعودوا يلتزمون بالطريقة التقليدية في الاحتفال بالعيد. ويفضل كثير منهم دفع صدقات مالية للمحتاجين أو للجمعيات الخيرية بدلاً من ذبح الاضاحي.
وفي المغرب هناك ايضاً تحولات مشابهة، اشار إليها السيد جمال فرحان، حيث تكتفي بعض الأسر "المثقفة" كما وصفها، بذبح اضحية واحدة لعدة عوائل، أو تقديم الأضحية قبل ذبحها إلى أسرة فقيرة، أو الاستعاضة عنها بصدقة مالية.
لكن جمال فرحان أشار ايضاً إلى ظاهرة معاكسة ايضاً في بعض الأوساط الحضرية في المغرب، وهي الميل إلى المزيد من المبالغة في الاهتمام بالاضحية، بحيث لا تقبل الاسرة إلا بكبش كبير، أو بعجل أو بقرة، وهو ما يزيد من مظاهر التشوه الحضري في المدن وتلويث البيئة، ويستنزف الثروة الحيوانية في البلاد، ويزيد في الأسعار.
29-10-2012
المصدر/ إذاعة هولندا العالمية