السبت، 18 مايو 2024 08:47

واشنطن- الأميركيون من أصول لاتينية يفرضون ملف الهجرة على الحملة الانتخابية

الإثنين, 29 أكتوير 2012

لم يف الرئيس الأميركي باراك اوباما بوعده بإصلاح ملف الهجرة فيما يتبنى خصمه الجمهوري ميت رومني سياسة قاسية تجاه المهاجرين غير الشرعيين...بالنسبة الى ذوي الاصول اللاتينية في الولايات المتحدة ما زالت الهجرة ملفا حساسا في الانتخابات الرئاسية.

فقبل تسعة ايام على الانتخابات بدأ الجمهوريون يحصدون ما زرعوا حيث يعجز رومني عن تجاوز نسبة 20% من التأييد في اوساط الناخبين اللاتينيين المستائين من قوانين تم اقرارها ضد المهاجرين غير الشرعيين في عدة ولايات محافظة.

لكن اللاتينيين البالغ عددهم 52 مليونا من بينهم 23 مليون ناخب خائبون حيال الرئيس الذي فشل في طرح الإصلاح الواسع لملف الهجرة الذي وعد به عام 2008 ولو انه اقترح قبل عدة أشهر نصا يعد بتسوية أوضاع جزئية لعامين يستفيد منها عدد من الطلاب الذين لا يحملون اوراقا قانونية.

ورغم ذلك يحظى اوباما بدعم 71% من اللاتينيين بحسب دراسة اجرتها مؤسسة "لاتينو دسيجنز". وهذا الرقم يثير المفاجأة لدى غابرييل سانشيز استاذ العلوم السياسية في جامعة نيو مكسيكو (جنوب غرب). ويقول "كيف يمكن ذلك, في ظل خيبة اصلاح ملف الهجرة?"

وصرح لفرانس برس "اعتقد ان السبب هو ضرورة اختيارهم بين اوباما الذي يشكل +مكسبا معنويا+ يتكلم كثيرا ولا يفعل الكثير و+الطرد الذاتي+ كنموذج لسياسة الهجرة".

وطرح رومني مفهوم الطرد الذاتي في اثناء الانتخابات التمهيدية الجمهورية. ويؤكد معارضوه ان هذا المفهوم يقضي بالتضييق على المهاجرين غير الشرعيين الى حد يدفعهم الى المغادرة من تلقاء انفسهم.

ويعتبر الناخبون اللاتينيون الذين يشكلون 11% من الكتلة الناخبة ملف الهجرة احد مشاغلهم الخمسة الرئيسية بعد الاقتصاد والتوظيف بحسب مؤسسة بيو هيسبانيك.

فبالرغم من ان ملف الهجرة ليس الاكثر اهمية لكنه قد يؤدي الى ترجيح الكفة ولا سيما في ولايات ذات كثافة مرتفعة من السكان اللاتينيي الاصول على غرار نيفادا وكولورادو (غرب) وفلوريدا (جنوب شرق).

ويتهم اللاتينيون الجمهوريون الديموقراطيين باستغلال موضوع الهجرة "لاثارة الانقسام بين الحزب الجمهوري والمجموعات اللاتينية المختلطة" على ما تؤكد السي مالدونادو رئيسة الجمعية الوطنية اللاتينية الجمهورية.

وتشير الى ان "الجمهوريين هم الذين طرحوا اصلاحا واسعا لملف الهجرة في اثناء ولاية (الرئيس السابق) جورج بوش" رفضه مجلس الشيوخ عام 2007.

اليوم "يدفع (الجمهوريون) ثمن الاجواء السلبية التي نشروها تجاه اللاتينيين" على ما صرحت جودي فاييهو استاذة علم الاجتماع في جامعة جنوب كاليفورنيا لفرانس برس. واضافت "على الاخص في ولايات مثل اريزونا (جنوب غرب) حيث يستهدف المشرعون الجمهوريون اللاتينيين".

ففي هذه الولاية يطلب من الشرطة التدقيق في اوراق الموقوفين في حال كان لديهم "شك مقبول" حيال وضع هؤلاء القانوني.

اما بالنسبة الى الجيل الثاني او الثالث من ذوي الاصول اللاتينية الذين ليست لديهم مشاكل اوراق لانهم مواطنون اميركيون, فان القوانين المشابهة لقوانين اريزونا المنقولة عن ولايات اخرى تؤثر على الجالية برمتها.

وقال سانشيز "الامر سيان ان وصلت للتو او ان كنت اميركيا من اصول لاتينية: سيطلبون منك ابراز اوراقك اذا كنت مكسيكي الملامح".

واضافت فاييهو ان الاميركيين اللاتينيي الاصول يتعاطفون مع المهاجرين غير الشرعيين "ويقلقون بشدة عندما يواجهون حزبا يهاجم المهاجرين".

في النهاية اعتبر سانشيز ان "السؤال اليوم ليس حول قدرة رومني في الحصول على ما يكفي من اصوات اللاتينيين لان هذا لن يحصل, بل حول استعداد اللاتينيين للذهاب الى الصناديق لاعادة انتخاب الرئيس".

29-10-2012

المصدر/ وكالة الأنباء الفرنسية

مختارات

Google+ Google+