الخميس، 07 نونبر 2024 23:28

بروكسيل- محمد برادة يشرف على أنطولوجيا قصصية بالفرنسية في إطار موسم دابا ماروك

الإثنين, 19 نونبر 2012

تعرف بلجيكا في الفترة ما بين 9 أكتوبر (تشرين الأول) 2012 و31 يناير (كانون الثاني) 2013 موسما ثقافيا حافلا: «دابا ماروك» أو (المغرب، الآن!) وهو نسخة مصغرة عن «سنة المغرب» التي عرفتها فرنسا قبل سنوات. ولكن الثقافة «المغربية» خرجت هذه المرة، منتصرة بفضل الاستفادة من تجارب الماضي، العشوائية والمترددة، وبفضل ألمعية وحركية الكاتب محمد برادة. ولا يقتصر الموسم فقط على الكتابة والأدب، بل يتعدّاه إلى مختلف أوجه الثقافة المغربية، بتعبيراتها ولغاتها ولهجاتها المتعددة (المغرب المتعدد، بتعبير المفكر الراحل عبد الكبير الخطيبي).

والفرصة مناسبة، أيضا، للقاء وجوه من الثقافة المغربية هجرت الساحة الوطنية، ومن بينها الشاعر عبد الله زريقة.

تصعب الإشارة إلى كل الأنشطة التي ستتخلل هذه المناسبة الثقافية الكبرى، فهي كثيرة، وسنشير إلى بعضها. وخاصة أن بعضها حمل نوعا من الجدة والأصالة وخصوصا «محاورة مُؤلف راحل»، ومن هنا حاور الشاعر محمد حمودان الراحل محمد لفتاح، كما حاور محمد برادة الراحل إدمون عمران المالح في حين حاور عبد الله الطايع الراحل محمد شكري وتكفل فؤاد العروي بمحاورة الراحل إدريس الشرايبي، وكانت محاورة المفكر الراحل عبد الكبير الخطيبي من نصيب المحللة النفسانية غيثة الخياط. وكرّم المهرجان واحدا من أهم كتاب المغرب وروائييه الأحياء محمد برادة فكرّس له لقاء مع الجمهور المتعطش للأدب والثقافة من تقديم الشاعر طه عدنان. ونشّط عمر برادة، من جهته، لقاء مع علم آخر كبير من أعلام الثقافة المغربية هو عبد الفتاح كيليطو.

الشعر أيضا حاضر بقوة في التظاهرة، حيث تشهد، أنشطة غنائية حافلة، ويقدم عمل فني يجمع بين الفنانة نزهة مفتاح والشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي، في حين يحاضر الشاعر محمد بنيس حول «الشعراء العرب والحبّ»، ثم ينضم إلى الشاعرين برنار نويل وجلال الحكماوي في لقاء ثلاثي (عربي وغربي) يتحدث عن الشعر وروافده ولغاته وتهويماته.

ولأنّ الدكتور محمد برادة لا يتعب ولا يكلّ حين يتعلق الأمر بالدفاع عن الثقافة المغربية والعربية، وبشكل خاص الرواية والقصة القصيرة، إذ كتبهما ونظر لهما ونشر فيهما ترجمات متعددة، فقد أشرف بهذه المناسبة الثقافية والإعلامية، على تقديم أنطولوجيا جديدة بالفرنسية (سبق له أن أعدّ سابقا أنطولوجيا عن القصة القصيرة المغربية بالعربية) عن القصة القصيرة المغربية للجمهور الغربي أو القارئ باللغة الفرنسية المتتبع للقصة القصيرة. وقد خصّ محمد برادة، هذا العمل الصادر عن دار «إيدن» العالمية، والذي ترجمه غزافيي لوفان، بتقديم مركز يشرح فيه واقع القصة القصيرة المغربية، وأسباب اختياره للنصوص الاثني عشر، في بلد يفوق فيه قصاصوه رقم المائة.

وفيما يخصّ اختيار النصوص، يرى محمد برادة أن الأمر «خضع للصدفة والذوق الخاص الذي يجعلني أميل إلى القصص المشتملة على لحظات ومشاهد تستطيع أن تحرك في الأعماق مخزونا من صور المرايا الهاربة، المتراكمة خلسة في ذاكرتنا». صحيح أنه تعسّف في الاختيار، بصيغة ما، ولكنه: «لا يهمل مراعاة مقياس أساسي في هذا السياق، وهو تقديم عينات من الكتابة في مغرب اليوم. ذلك أن الأدب المغربي، بلغاته المتعددة، وخاصة المكتوب منه بالعربية، يخوض مغامرة الحداثة على مستوى الأشكال الجمالية وتطويع اللغة باتجاه المرونة وارتياد المسكوت عنه، واستثمار الدلالات المرتبطة بمجتمع يعيش تحولات متسارعة، ويشهد صراعا بين قوى التغيير وقوى التقليدانية الماضوية». ويكشف برادة أنه استنتج أن «القصص الاثنتي عشرة المنشورة هنا، وهي مترجمة عن العربية، تتقاطع جميعها عند سمة جوهرية هي الاحتفاء بالشكل، وتذويت الكتابة، وتوسيع الفضاءات التي تستوحيها هذه القصص».

ولأن الغرض الأساسي من هذه الترجمة ومن هذه الأنطولوجيا يبقى هو تعريف الآخر، الغربي، بنصوصنا وأدبنا العربي، لا يخفي برادة أمله في «أن تتمكن مختارات (مرايا هاربة) من أن تنقل إلى القارئ البلجيكي والفرانكفوني عموما، صورة عن اهتمامات كتاب القصة في المغرب والتي تلتقي مع أسئلة الكتابة الإبداعية في عالم اليوم المحاصَر بالعولمة وفنون الكيتش الترفيهية. وأظن أن في طليعة ما يشغل القاصين المغاربة، التخلص من وطأة (الواقعية) الاستنساخية التي سادت في الأدب العربي من خمسينات إلى سبعينات القرن الماضي. ونلمس هذا التحوّل في قصص هذه المختارات من خلال عنصرين هما: الارتقاء بالشكل الفني وتنويعاته الاستاتيكية، ثم تذويت التجربة والكتابة وجعل اللغة ذات خصوصية منتجة لمعرفة وتخييل مختلفين عن ما هو سائد في خطاب الآيديولوجيات».

يبقى أن نشير إلى الأنطولوجيا تضم قصصا لكل من ياسين عدنان (تفاح الظل)، أنيس الرافعي (تصاريف العميان)، يوسف فاضل (أبانا والمافيا ونحن)، لطيفة باقا (يس كريم)، عبد المنعم الشنتوف (يوم غائم في بروكسيل)، المعطي قبال (مقهى الراحة)، محمد الهرادي (جوزوليتو)، لطيفة لبصير (المعطف)، ربيعة ريحان (خصوبة)، محمد المزديوي (نرجس)، عبد الجبار السحيمي (سيدة المرايا)، محمد الزلماطي ( شيزوفرينيا).

19-11-2012

المصدر/ جريدة الشرق الأوسط

فيضانات إسبانيا

فيضانات إسبانيا.. وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج معبأة لتقديم المساعدة للمغاربة بالمناطق...

01 نونبر 2024
فيضانات إسبانيا.. وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج معبأة لتقديم المساعدة للمغاربة بالمناطق المتضررة

تتعبأ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، من خلال خلية الأزمة المركزية، وكذا المصالح القنصلية المغربية بالمناطق الإسبانية المتضررة من الفيضانات، من أجل تقديم المساعدة للمغاربة المقيمين بالمناطق...

Google+ Google+