الأربعاء، 03 يوليوز 2024 14:33

توركوان- معهد العالم العربي يحط رحاله بشمال فرنسا بعد ربع قرن من تأسيسه

الجمعة, 23 نونبر 2012

افتتح معهد العالم العربي بباريس هذا الأسبوع فرعا له بشمال فرنسا في أول خطوة لتوسيع نشاطه خارج العاصمة باريس منذ ربع قرن، تحول فيه إلى واحد من أهم المراكز الثقافية الفرنسية وملتقى للحوار بين الشرق والغرب والتعريف بالحضارة العربية وواقعها المعاصر.

مدينة "توركوان" شمال فرنسا... نحو مئة ألف نسمة، قريبة من بلجيكا ومعروفة بدورها في صناعة النسيج خلال الثورة الصناعية التي شهدتها دول أوروبا الغربية خلال القرن التاسع عشر، نسبة كبيرة من سكانها مهاجرون ينحدرون من بلدان جنوب الحوض المتوسط جاؤوا للعمل في بداية القرن الماضي وأيضا بعد استقلال بلدانهم الأم في الخمسينات. وستعرف المدينة اعتبارا من هذا الأسبوع باحتضانها لأول فرع لمعهد العالم العربي الذي افتتح أبوابه الثلاثاء الماضي بعدما حول مصنعا قديما للنسيج إلى مقر له (حوالي 800 متر مربع) موزع على قسمين، قاعة لاحتضان المعارض والملتقيات، وطابق علوي لتدريس اللغة العربية والترويج لها، الأمر الذي سيكون من المهام الأولى للمعهد "الفرع"، بالإضافة إلى تنظيم لقاءات ومهرجانات بالتماشي مع برنامج المعهد "الأم" بباريس.

المشروع جاء بالتعاون بين معهد العالم العربي الذي يحتفي هذا العام بالذكرى 25 لتأسيسه، وبلديتي "توركوان" و"روبي" وبإشراف من المجلس الإقليمي لمنطقة "نور بات كاليه" الذي كان وراء فكرة "تصدير" المعهد إلى شمال فرنسا، على غرارمتحف بومبيدو بمدينة "ماتز"، ومتحف اللوفر الشهر المقبل بمدينة "لينس".

الفكرة جاءت بعد النجاح الكبير التي حققته معارض "الفراعنة" في 2007 و"بونابرت ومصر" في 2009 في المنطقة، حيث عرضت وجهتي نظر الغرب والعرب وهنا تكمن الأهمية والثراء... فمعهد العالم العربي مؤسسة فريدة من نوعها في العالم، تنصهر فيها الحضارة العربية بالحضارة الفرنسية والأوروبية، والأحداث الراهنة تبين بأن الحوار هو فرصة في أيدي الشعوب" هذا ما قاله دانيال برشيرو رئيس المجلس الإقليمي لمنطقة "نور بات كاليه" لفرانس24.

حصل المعرض الذي عارضت فكرته زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف مارين لوبان، على ميزانية متواضعة 500 ألف يورو سنويا تتكفل منطقة "نور بات كاليه" بها. رئيس بلدية "روبي" بيار دوبوا قال لفرانس24 " كنا دوما نحلم بمكان للالتقاء والتبادل بين سكان المنطقة التي ينحدر عدد كبير منهم من الضفة الأخرى من المتوسط، وفتح هذا المعهد هو رد فعلي على اليمين المتطرف بأن التبادل بين الشعوب وتلاقيها يحصل منذ سنوات ويستطيع تخطي كل الاختلافات".

ولذلك أراد القائمون على المشروع أن يكون أول معرض يحتضنه هذا الفرع معرض "قنطرة" أو الجسر ليكون همزة وصل بين العرب والفرنسيين.

ويعكف معهد العالم العربي على مواصلة عمله في التعريف بالثقافة العربية ونشرها في كامل المدن الفرنسية، فبعد "توركوان" سيكون المعهد حاضرا العام المقبل بمدينة مرسيليا التي ستكون في 2013 عاصمة للثقافة " بعد الشمال، سنعيد التجربة العام المقبل بالجنوب تحديدا في مرسيليا، حيث سيكون هنالك مبنى خاصا بالمعهد في ميناء المدينة المتوسطية التي تعد مكان لالتقاء الحضارات والشعوب" يقول رونو موزولييه رئيس المجلس الأعلى لمعهد العالم العربي بباريس لفرانس24.

ويؤكد موزولييه على الدور الكبير الذي يلعبه هذا المعهد منذ إنشائه قبل ربع قرن على ضفاف نهر السين "معهد العالم العربي فريد من نوعه في العالم الغربي فهو يقوم بنشر الثقافة العربية والتعريف بحضارتها، وهو وسيلة فعالة للدبلوماسية الثقافية بالنسبة للعرب للتعريف بأنفسهم خصوصا في الوقت الحاضر حيث ترتبط صورتهم بالعنف والإرهاب والتطرف، وكذلك بالنسبة لفرنسا التي تمول وزارة خارجيتها جزء من ميزانية المعهد".

23-11-2012

المصدر/ فرانس 24

مختارات

Google+ Google+