أطلقت كلية "انهولند" بأمستردام رصاصة الرحمة على شعبة تكوين (تأهيل) الائمة ليسدل الستار على مشروع فريد بأوروبا نتيجة اكراهات مادية وتراجع في عدد الطلاب. " نشعر بالحسرة لهذا الاختيار ولكن هذه النتيجة وصلنا اليها بعد مشاورات مع وزارة التعليم" يقول دوكل تيبرسترا الرئيس التنفيذي لمجلس إدارة الكلية.
مشاكل مالية
يدرس في شعبة تكوين الائمة 150 طالبا موزعين على مختلف السنوات. وقد عرفت السنوات الاخيرة تراجعا كبيرا في عدد المهتمين بالتكوين ( الراغبين في الدراسة)على خلاف توقعات الكلية. ويعاني خريجو الجامعة من ندرة فرص الشغل كما تكلف الشعبة اموالا طائلة ترهق ميزانية الكلية. وأضاف تيبرسترا ان تقييم الشعبة خضع لمعايير لا تختلف عن تقييم أي شعبة اخرى وان النتيجة التي وصلنا اليها تفرض علينا ايقاف المشروع.
كلية انهولند ستوقف التسجيل بشعبة تأهيل الأئمة المسلمين بالكلية ابتداء من شهر شتنبر القادم والطلبة 150 الحاليون سيكملون دراستهم حتى يحصلوا على الشهادة. كما تعهدت الكلية بفتح قنوات تشاور مع ممثلي الجالية الاسلامية لدراسة طريقة نقل خبرات الكلية في تكوين الائمة الى الجمعيات الاسلامية المهتمة بالموضوع.
وبحسب ما تورده مدرسة أنهولند على موقعها على الإنترنت فإن تدريس شعبة تكوين الأئمة يهدف إلى "تطوير وتفعيل الجانب الديني لدى شريحة كبيرة من المسلمين بشكل علمي بما يفيد المجتمع ويحقق مشاركة أكثر فاعلية لهذه الشريحة من المسلمين". وتعتمد الكلية على أساتذة من تخصصات مختلفة في الفقه والمذاهب ومقارنة الاديان. يستغرق التكوين أربع سنوات يتوج بإجازة لممارسة مهمة إمام أو مرشد روحي كما يمكن للمتخرجين مواصلة التكوين للحصول على الماجستير.
أئمة غير مؤهلين
في تعليق على القرار قال الامام ياسين الفرقاني الناطق الرسمي بهيئة الاتصال الرسمية بين الحكومة الهولندية والمسلمين لإذاعة هولندا العالمية ان قرار انهاء الشعبة شيء مؤسف. وأضاف ان التحدي في المستقبل هو خلق جيل جديد من الائمة له دراية باللغة والثقافة الهولندية قادر على ملأ الفراغ المهول في عدد الائمة بهولندا. حيث تفيد احصاءات غير رسمية على أن 140 مسجدا حاليا في هولندا تفتقد الى أئمة أو تتوفر على أئمة غير مؤهلين. وهو ما يعتبره ممثلو المؤسسات الإسلامية خطرا يهدد باستقطاب الشباب المسلم إلى أفكار متطرفة.
أضاف الفرقاني ان الكلية كان عليها ان تشرك المنظمات الاسلامية في التكوين حتى يسهل على المتخرجين الحصول فرص عمل في المساجد. فان كانت المساجد التركية والسورينامية قد وظفت عددا قليلا من الأئمة من خريجي الجامعات الهولندية فان المغاربة يولون اهتماما كبيرا لشرط حفظ القران في الإمامة وهو شرط لا يتوفر في الغالبية العظمى من خريجي الكلية.
بعد حادثة اغتيال المخرج فان خوخ قررت الحكومة الهولندية انشاء منظومة تربوية للائمة تقطع مع ثقافة استيرادهم من الدول الإسلامية خاصة المغرب وتركيا.
وحول المخاوف من تزايد التطرف بين المسلمين في هولندا بسبب إغلاق هذه الشعبة والعودة لاستقدام الأئمة من الدول الإسلامية قال مدير الكلية إن الأمر لا يهمه وليس من مسئولياته ان يشارك في مكافحة التطرف. وان إدارة الكلية تتخذ قراراتها حول التخصصات الدراسية وفق أسس علمية تنطبق على كل الدراسات وليس من سبب لاستثناء تأهيل الائمة من هذه المعايير.
في فبراير 2005 خصصت وزارة التربية والتعليم ميزانية قدرها 1.5 مليون يورو لجامعة أمستردام الحرة لإنشاء دراسة الماجستير في شعبة المرشدين الروحيين المسلمين وبحلول نهاية السنة انشأت كلية تكوين الأئمة بكلية انهولند تلبية لحاجيات مسلمي هولندا الذي يصل عددهم لنحو مليون نسمة من مجموع ستة عشر مجموع ساكني هولندا.
كانت الحكومة الهولندية تهدف من خلق هذه المعاهد الى تكوين جيل جديد من الأئمة المدربين داخل هولندا لتحقيق الاندماج و ضمان ولائهم وإخلاصهم للقيم الثقافية والاجتماعية الهولندية مثل المساواة بين الرجل والمرأة. ودعت الائمة الى عدم التمييز بين المواطنين بناء على النوع و التأكيد على علمنة المجتمع والدعوة إلى إسلام معتدل.
12-02-2013
المصدر/ إذاعة هولندا العالمية