الخميس، 07 نونبر 2024 11:26

برشلونة- أحسيسن: مغاربة كاتالونيا وإسبانيا يعيشون أزمة مالية خانقة

الإثنين, 04 مارس 2013

 أغلب المواطنين المغاربة يعرفون أن منطقة كاتالونيا تمثل منطقة جلب مهمة للعمالة الأجنبية، وعدد كبير من المهاجرين المغاربة الذين استطاعوا اجتياز شتى أنواع المحن والصعاب لبلوغ الضفة الاسبانية، يسافرون إلى مدينة برشلونة والمدن المجاورة لها للبحث عن عمل بسيط يناسب مؤهلاتهم، ومعظمهم يشتغل في أوراش البناء والفلاحة والبيع في الأسواق المتجولة وغير ذلك.

 

في ظل هذه الصورة القاتمة التي لا تعرف حقيقة بمؤهلات الشباب المغاربة، استطعنا الوصول إلى شباب استطاعوا استكمال مشوارهم الأكاديمي بامتياز ويشتغلون في مناصب عمل مرموقة تنسجم مع تكوينهم العلمي. "محمد أحسيسن" أحد هؤلاء، أبان عن حركية متميزة وانخراط سريع في المجتمع الكاتالاني رغم قصر مدة إقامته، التقت جريدة هسبريس الإلكترونية بالشاب المغربي وأجرت معه الحوار التالي:

في البداية، قدموا لنا نبذة شخصية عنكم؟

إسمي "محمد أحسيسن"، مجاز في الحقوق بالمغرب سنة 2005، نلت دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون العام سنة 2008 بمدينة خيريس، كما نلت دبلوم الماستر في التعاون الدولي من جامعة غرناطة سنة 2009، التحقت بمدينة ببرشلونة للعمل في وكالة الأنباء الدولية « New Corporation » بالمكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ سنة 2010.

عند التحاقكم ببرشلونة انخرطتم في العمل الجمعوي، هل لكم أن تعرفوا قراء هسبريس على جمعيتكم؟

أنا أشغل مهمة نائب رئيس جمعية "الطلبة المغاربة ببرشلونة"، تأسست منذ سنة 2008 من طرف عدد من الطلبة المغاربة الذين حاولوا من خلال هذا العمل، جمع مختلف الكفاءات المغربية المتواجدة في برشلونة، وتنظيم أنشطة إشعاعية هدفها نشر الثقافة المغربية، وتغيير الصورة النمطية للمهاجر المغربي المشكلة لدى الكاتالانيين، وإعطاء صورة مغايرة بأن لدينا باحثين ودكاترة وأطر تشتغل في محافل ومختبرات دولية.

من المعلوم أن الجمعيات التي تشتغل هنا تعمل في إطار تقديم خدمات للمهاجرين، هل تمثلون إطارا نوعيا؟ أم تشتغلون بنفس وسائل ومجالات الجمعيات المتواجدة بشكل كبير في منطقة كاتالونيا والمرتبطة أيضا بعدد من المساجد؟

كما قلت آنفا، نحن جمعية مكونة من أطر، واشتغالنا ينكب أساسا على الطلبة الجامعيين في السلكين الثاني والثالث والدكتوراة وما بعدها، نحاول من خلال هذا الإطار، العمل على تأطير الطلبة، وإعطاء دروس مجانية في اللغات الانجليزية والاسبانية تحت إشراف أساتذة متميزين ومرموقين. كما نهتم أيضا باللغة العربية لأننا رأينا أنه للأسف السلطات المغربية لا تهتم إلا بالجيل الأول ولا تعير اهتماما للجيلين الثاني والثالث، اكتشفنا أن أغلب المنخرطين هم شباب مزدادون بكاتالونيا وأكثر من نصفهم لا يعرف القراءة والكتابة باللغة العربية، فهم محتاجون إذن إلى الارتباط ببلدهم الأصلي عبر تدريسهم مبادئ وأساسيات اللغة العربية. كما نعمل على نشر الثقافة المغربية.....

(مقاطعا) كيف تنشرون الثقافة المغربية، عبر ماذا؟

عبر دروس ومحاضرات مفتوحة للعموم، معارض وحفلات، أكثر من ذلك ننظم أنشطة دينية للتعريف بالدين الإسلامي السمح المعتدل وتغيير صورة الغرب المشكلة أساسا من الإسلام العنيف الذي لا يحترم حقوق المرأة وغير ذلك.

هذا مدخل للحديث عن دور مصالح وزارة الخارجية كالقنصليات والسفارات، ما مدى تنسيقكم معهم لا سيما أن للدولة المغربية دورا واختصاصا أساسيا في نشر الثقافة المغربية وتعاليم الدين الإسلامي؟

للأسف الشديد لا يوجد تعاون بيننا وبينهم لأننا لا زلنا نعتمد على إمكانياتنا الذاتية وطرق التمويل الذاتي.

هل طرقتم الأبواب؟

كانت لدينا جلسات استشارية من أجل فتح قنوات التواصل، لم نقدم لهم أي مقترحات حتى نعرف إن كانوا سيقدمون لنا دعما أم لا، لدينا اكتفاء من حيث الأطر، ونفضل أن نشتغل بإمكانياتنا المحدودة ضمانا لعدم وجود أي انحراف أو تأثير على الخط التسييري الذي ارتضيناه لأنفسنا.

هل تنفتحون على كفاءات من خارج منطقة كاتالونيا ودولة اسبانيا؟

لدينا علاقات متميزة خصوصا مع جمعيات الطلبة الباحثين في الولايات المتحدة الأمريكية كجمعية مارس والمركز المغربي الأمريكي بواشنطن، ركزنا على الولايات المتحدة الأمريكية لأنها تحتل المرتبة الأولى في البحث العلمي، واللغة المستعملة في البحث العلمي هي اللغة الانجليزية في سائر العلوم. لدينا علاقات أيضا مع القنصلية الأمريكية لتسهيل ولوج الطلبة المغاربة أو ذوي الأصول المغربية للجامعات الأمريكية.

خارج إطار البحث العلمي والتحصيل المعرفي، أوضاع المهاجرين بكاتالونيا أوضاع مقلقة، نظرا للظرفية الاقتصادية التي تعرفها المنطقة، وهناك عودة كبيرة للمهاجرين المغاربة إلى بلدهم الأصلي، ما هو تصوركم لتحسين ظروف هؤلاء؟

حقيقة، على السلطات المغربية أولا أن تغير من نظرتها الضيقة تجاه المهاجر على أنه أداة لجلب العملة الصعبة فقط، فالمهاجرون المغاربة بكاتالونيا وإسبانيا عامة يعيشون أزمة مالية خانقة، والمساعدات المقدمة من طرف الدولة الاسبانية والحكومة الكاتالونية لا تكفيهم لسد رمقهم في حالة عدم حصولهم على العمل.

لقد اشتغلنا على حلول نظرية تتلخص في التشغيل الذاتي، ستمكن المهاجرين من تجاوز الأزمة، لأن الدولة المغربية لن تستطيع تقديم مساعدات مالية شهرية لهم، اقترحنا أن تقوم الحكومة المغربية بتسهيلات ضريبية وتشجيعات جبائية وتقديم قروض صغرى لإحداث مقاولات اقتصادية صغيرة بالمغرب الذي يفتقد إلى عدد من المقاولات الصغرى والمتوسطة المتخصصة في بعض المجالات.

ألا ترون أن الجالية المغربية هنا لم تستكمل مسيرة تحصيلها العلمي مما يجعلها تفتقر إلى مؤهلات علمية تمكنها من تجاوز الأزمة الاقتصادية التي أتت على فرص الشغل الموسمية؟

فعلا، معظم الجالية المغربية المهاجرة لها مستوى معرفي بسيط وتكوينها كان مقتصرا على بعض الحرف والمهن، ولهذا الحل الأنسب هو أن الخبرة المكتسبة من طرف هؤلاء عبر سنوات من العمل المتواصل ببلاد المهجر يتم توظيفها في المغرب للاستفادة منها.

هل ترون حلولا أخرى ممكنة في إطار الاستقرار بدل العودة؟

العودة قرار اختياري، فمقترح إنشاء مقاولات بالمغرب هو لفائدة من اتخذوا قرارهم بالعودة، أما بالنسبة للفئة التي ارتضت البقاء هنا، وتصعب عليها العودة، فإنني أنصح الجمعيات المتواجدة هنا من أجل الاتحاد وتشكيل فيدراليات والعمل على تكوين اقتصاد تكافلي مؤسس على تعاونيات متخصصة تشغل المغاربة، والدراسات الحالية تظهر على أن الاقتصاد التعاوني هو في نمو مستمر في جميع دول العالم، هذا هو الحل الذي أراه مناسبا.

هناك مساع للحزب الحاكم في كاتالونيا للانفصال عن اسبانيا، ما هو مستقبل الجالية المغربية في وضع الاستقلال؟

في الحقيقة، لا يمكن الجزم بوضع أفضل أو سيئ للجالية المغربية، بل حتى تحسن الوضع الاقتصادي بكاتالونيا لا يمكن التنبؤ به نظرا للظروف الاقتصادية الإقليمية، المغاربة سيكونون مع الخيار الذي سيضمن لهم وضعا لائقا وحقوقا اقتصادية واجتماعية تصون كرامتهم وتضمن عيشهم. رغم أنني أرى أن معظم المغاربة هم مع وحدة الدولة الاسبانية.

كلمة أخيرة لقراء جريدة هسبريس الإلكترونية

أنا من قدماء رواد موقعكم المتميز، وإصدار مجلة هسبريس أعتبره خطوة رائدة ومتميزة نتمنى من القائمين على إصدارها العمل على نشرها في دول المهجر لإيصالها إلى مختلف المهاجرين المغربية، لا يفوتني أن أقدم رسالة إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي مفادها أن هناك العديد من الطلبة الراغبين في استكمال دراساتهم العليا لا يجدون تخصصات ملائمة ومقاعد كافية لاستقبالهم مما يضطرهم إلى الهجرة والتسجيل بجامعات أجنبية، الأمر الذي يستنزف القدرات المالية للأسر المغربية وأموال ضخمة تحول إلى الخارج لتسديد مصاريف الدراسة والإيواء. فحبذا لو أن هناك خطة تقوم على الاستثمار في التعليم والعمل على توفير تخصصات جديدة وتوسيع الطاقة الاستيعابية للجامعة المغربية حتى تتمكن من استقبال هؤلاء، وعدم هجرتهم إلى الخارج.

4-02-2013

المصدر/ موقع هيسبريس

فيضانات إسبانيا

فيضانات إسبانيا.. وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج معبأة لتقديم المساعدة للمغاربة بالمناطق...

01 نونبر 2024
فيضانات إسبانيا.. وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج معبأة لتقديم المساعدة للمغاربة بالمناطق المتضررة

تتعبأ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، من خلال خلية الأزمة المركزية، وكذا المصالح القنصلية المغربية بالمناطق الإسبانية المتضررة من الفيضانات، من أجل تقديم المساعدة للمغاربة المقيمين بالمناطق...

Google+ Google+