في تجربة مشتركة فريدة من نوعها٬ تلتقي ثلاثون فنانة تشكيلية من مختلف الآفاق والبلدان بالعاصمة الاقتصادية من 8 إلى 30 مارس الجاري٬ بغرض تسخير فنهن٬ دفاعا عن قيم السلم والتسامح.
لم تكن هذه التجربة مجرد لقاءات لتبادل الخبرات والتجارب في مجال الفن التشكيلي والرسم٬ بل للاشتغال جنبا إلى جنب بفضاء مشترك في مسعى لإبداع مجموعة من الأعمال الخاصة٬ فضلا عن عمل فني واحد يتم الاشتغال عليه بشكل مشترك.
ولم يمنع اختلاف الثقافات والتوجهات الفنية٬ من خوض هذه التجربة التي تندرج في إطار تظاهرة فنية دولية أطلق عليها "وومنز آرت وورلد - فن نساء العالم"٬ بالنظر لكون الفن٬ كما ترى المشاركات في هذه التجربة ٬ أفضل وسيلة للتواصل والتقارب بين الشعوب.
وترى الفنانة حياة السعيدي٬ صاحبة فكرة إقامة هذه التظاهرة الفنية٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أن المنخرطات في هذه التجربة ينحدرن من فرنسا وإيطاليا وألمانيا وبلجيكا والولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وروسيا والبرتغال وسويسرا وفلسطين ولبنان وتونس والعراق إضافة إلى المغرب٬ وذلك بهدف جعل تجربتهن الفنية في خدمة قيم السلم والتسامح والدفاع عن حقوق المرأة.
وقالت السعيدي إن هذه التظاهرة تشكل مناسبة للتفاعل الثقافي والفني ٬ وفرصة بالنسبة للفنانات المغربيات الصاعدات٬ للاستفادة من تجربة فنانات رائدات في مجال الفن التشكيلي.
وتبقى فكرة هذه التظاهرة٬ كما صرحت بذلك الفنانة الفرنسية نيكول بينوا٬ وسيلة لمد الجسور وإقامة وتعميق روابط الصداقة بين النساء الفنانات.
واعتبرت نيكول بينوا أن العيش في إطار صداقات يطبعها الصفاء يشكل مغامرة جميلة٬ ممزوجة بإحساس مشترك ينضح بقيم السلم والتسامح.
وما دام الأمر يتعلق بالتعبير عن قيم السلم والتسامح٬ وفق إحساس فني وجمالي٬ لإخراجها في قالب تشكيلي٬ فإن الفنانة السلوفاكية المقيمة بسويسرا تشدد على أن الفنانين لا يخوضون حروبا على أرض الواقع٬ ولكنهم يقاومون بأسلحة الجمال في أعمالهم.
للإشارة فإن هذه التظاهرة الفنية مخصصة للفنانات المحترفات والصاعدات على السواء٬ اللواتي يتقاسمن نفس القيم.
ويشمل برنامج هذه التظاهرة٬ فضلا عن الجانب المتعلق بالإبداع٬ تنظيم لقاءات حول الفن بصيغة المؤنث والتجارب الفنية والثقافية للمشاركات ٬ إضافة إلى أنشطة أخرى ذات طابع فني وخيري.
7-03-2013
المصدر/ عن وكالة المغرب العربي للأنباء