الأربعاء، 03 يوليوز 2024 12:31

كفاءات مغربية تتألق في الصحة بإيطاليا

الجمعة, 21 يونيو 2013

الحديث الى كل من الدكتور عبد المالك اسماعيل والدكتور عبد الكريم مصطاسي يحمل أكثر من دلالة ومعنـــى....ويكفي القول أنهما يقيمان بايطاليا منذ 1962 بمناصب طبية مرموقة في المجال الصحي بايطاليا..رحلة اختزلت هجرة الكفاءات المغربية..وأيضا مشكل معادلة الشواهد العليا..

طرقت "الوطن الآن" باب ذاكرة الدكتور عبدالمالك فحدثنا بكل نوستلجيا عن تاريخ يمتد الى 50 سنة حافلة بالنجاحات والاستحقاقات العلمية وأيضا صعوبات..وحنين لشد الرحال الى المغرب ندعوكم لمشاركتنا رحلة الغوص في الذاكرة ونـبدأ من حيث البداية...

بمدينة تطوان الجميلة حصل الشابين عبد المالك وقريبه عبد الكريم على شهادة الباكالوريا سنة1961..وهكذا تابع عبد المالك " سنة قبل الجامعة " بتطوان في حين توجه عبد الكريم لمدينة الرباط من أجل التسجيل بالمدرسة الإدارية أو الإشغال العمومية..وللتذكير فقد كان لزاما للتسجيل في الجامعة الاسبانية بعد "الباك" اظافة سنة دراسية أولى تسمى " قبل الجامعة " وسنة دراسية ثانية تسمى " سنة انتقائية " وهذا ما كان يفعله أبناء الشمال المغربي لولوج الجامعة الاسبانية...

لم تكن الصدفة وحدها لتحدد الوجهة نحو ايطاليا، بل هناك عوامل أخرى كتواجد قنصلية ايطاليا بمدينة تطوان وأيضا فؤاد القادري من مدينة تطوان والموظف بالسلك القنصلي بروما الذي اقترح على عبد المالك اسماعيل والتهامي العلوي ( طبيب حالي بطنجة) استكمال دراسة الطب بايطاليا لعدم وجود كلية الطب بالمغرب آنداك ( كما صرح لنا د.عبد المالك) وعدم اشتراط الجامعات الايطالية لتلك السنتين بعد "الباك" وتوفـر منح دراسية أيضا..وهكذا استقبلهما قنصل ايطاليا بتطوان ..ولـيلتحق بهما عبد الكريم مصطاسي بعد شهرين وتبدأ رحلة التحصيل الدراسي العالي بجامعة سيينا ( منطقة طوسكانا) في آخر سنة 1962...وفي سنة 1969 سيتخرج عبد المالك اسماعيل كطبيب جراح من جامعة سيينا.. سيضيف إليها 3 سنوات أخرى للتخصص في أمراض القلب والروماتيزم مع القيام بأعمال موازية للدراسة.. و قد عمل منذ 1969 كرئيس قسم طب القلب والإنعاش بمصحة خاصة ستتحول الى مؤسسة عمومية سنة 2001 ويحتفظ الدكتور بمنصبه كرئيس قسم طب القلب في المجال الرياضي والانعاش والى غاية اليوم...

حضر وحاضر في مؤتمرات طبية عالمية لأمراض القلب بكل من روسيا والسويد والصين والأردن وأمريكا...كما تم تكريمه بالميدالية الفضية من طرف أطباء مدينة بيلونو( جهة الفينيتــو) لخدماته الصحية..

وطيلة حديثنا معه ظل يشكو من تعقيد مسطرة معادلة الشواهد العليا التي لم تقف عنده بل تجاوزته الى أبناءه الأربعة من زوجته " آنــــا " الايطالية..

أما رفيق دربه الدكتور عبد الكريم مصطاسي فبعد حصوله سنة 1969 على شهادة الطب، اشتغل في مصحة للطب العام وأمراض القلب..وعــاد للمغرب سنة 1978 حيث قضى سنتين كخدمة مدنية بمستشفى ابن سينا..ثم فتح عيادته بالرباط..الا أنه سيعود لايطاليا سنة 1988..سألناه السبب..أجاب عدم الاندماج..؟

ما يجمع الرجلين بعيدا عن القرابة العائلية ورحلة الغربة والتحصيل العلمي ونوستالجية ذاكرة مشتركة وأسماء عديدة لأسماء مسؤولين كبار كانوا زملاء أو أصدقاء من تطوان..هــو طموحهما الجامح لنـقـل خبراتهم للمغرب تجلى في عملهما على توأمة ايطاليا والمغرب في مجال طب أمراض القلب مع الدكتور بن عمر..التفكير في مشروع صحي كبير بتخصصات متعددة وتجهيزات عالية..وأيصا التفكير في قافلة طبية انسانية لفائدة طبقات معوزة أو مناطق نائية

بكل فخر نقف احتراما لهذين الرجلين طيلة نصف قرن يقدمان خدمات طبية وإنسانية ويمثلان نموذجا مغربيا رائعا للنجاح والاندماج ومصدر اعتزاز وافتخار لمغاربة ايطاليا، فحديثنا إليهم وكأننـا نفض الغبار عن ذاكرة يحاول الزمن عبثا تناسيها لكن قيمة الرجلين الاجتماعية وتحصيلهما العلمي تغنينا عن كل تعليق..الأ أن ما سمعناه مؤخرا من احتجاج سكان شمال المغرب ( طنجة ) من ارتفاع رسوم التسجيل بالجامعات الاسبانية يعيد للواجهة نـقــاش جودة التعليم العالي المغربي وهجرة الكفاءات ومعادلة الشواهد العليا وأيضا أندماج الكفاءات العائدة للمغرب وهي نفس المعيقات والظروف التي عاشها كل من الدكتور عبد المالك ومصطاسي منذ 50 سنة , فهــل هــو التـــاريخ يعــيـد نفســه..؟ و لماذا يفشل الكثير من العائدين للاستثمار سواء بالقدرات العلمية أو المالية أو فقط بحثا عن فرصة جديدة بالمغرب ..؟ الجواب المشترك بين كل الأطراف هو العقليــة..حـلـل ونـاقــش..؟

حســن شاكــر

مقال نشر بأسبوعية الوطن الآن يوم 28 يونيو 2012

مختارات

Google+ Google+