أكد رئيس البرلمان الألماني (البوندستاغ) نوربيرت لاميرت، يوم الأربعاء 26 يونيو 2013 في برلين، على أهمية التعاون والتقارب بين المغرب وألمانيا.
واعتبر لاميرت، في كلمة ألقاها خلال اختتام فعاليات الاحتفال بالذكرى الخمسين للهجرة المغربية إلى ألمانيا، أن الهجرة أفرزت نموذجا للتعاون بين أوروبا وجنوب المتوسط خاصة منطقة شمال إفريقيا، حيث يوجد المغرب، وساهمت في إغناء المجتمع الألماني الذي يعد بيئة متعددة الثقافات منذ سنوات.
وقال إن المغرب لا يتميز فقط بقربه الجغرافي من أوروبا وألمانيا، لكن حتى بالنسبة "للأفكار حيث كلما التقينا بزملائنا في البرلمان المغربي نشعر بتطابق في وجهات نظر مما يسهل عمليات التعاون" بين البلدين، مشيرا إلى أنه يتم في كل لقاء بين المسؤولين الألمان والمغاربة التأكيد على التقارب والتعاون.
وأكد المسؤول الألماني، في سياق متصل، أن الاحتفال بخمسين سنة مناسبة جديرة بالاحتفال لتقييم حصيلة هذه السنوات واستشراف المستقبل، مشيرا إلى أن كل تجارب الجالية المغربية تحمل آمال وانتظارات وتستشرف المستقبل.
وبعد أن ذكر بأن الشروط التي تضمنتها اتفاقية 1963 لاستقدام اليد العاملة المغربية كانت تفيد بأنها ستأتي ضمن هجرة مؤقتة، لكنها ساهمت في توطيد علاقات على جميع المستويات الاقتصادية والثقافية والسياسية، لذلك يرى من الأهمية بمكان التركيز على قضية الاندماج.
من جانبه، أبرز ، الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج، عبد اللطيف معزوز، أن هذه المناسبة مكنت من خلال اللقاءات والورشات من إفراز العديد من الأفكار لفائدة الجالية المغربية في ألمانيا والتي سيتم أخذها بعين الاعتبار وإخراجها إلى الوجود.
وأشار إلى أنه من خلال لقاءاته مع المسؤولين الألمان تأكد له أن هذه الجالية تشكل فخرا للمغرب عبر مشاركتها النوعية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية سواء داخل ألمانيا أو في المغرب البلد الأم وفي تطوير العلاقات بين البلدين.
أما سفير أكد سفير المملكة ببرلين عمر زنيبر، فقد أكد في على أن المغرب يسعى إلى تعدد علاقاته وتعميقها مع دول الاتحاد الأوروبي وعلى رأسها ألمانيا التي تعتبر قوة اقتصادية كبيرة وضمن الدبلوماسيات الأكثر نشاطا في العالم، مشيرا إلى أن التعاون مع ألمانيا واعد ويفتح آفاق متعددة.
بدورها أكدت صوريا مقيت، رئيسة شبكة الكفاءات المغربية بألمانيا، أن هذا الاحتفال يعتبر لحظة عرفان بدور الجيل الأول وما تلاه من أجيال في المساهمة في التنمية المستدامة، سواء في ألمانيا كبلد استقبال أو المغرب كبلد الأصل.
وأشارت إلى أن أنه في الوقت الذي تعيش فيه بعض الدول أزمات اقتصادية ومالية كبيرة، "نتحدث نحن في ألمانيا عن دور الهجرة وهجرة اليد العاملة المؤهلة. وهذا يعني أننا بدأنا نعيش نهاية الشق الكلاسيكي من الهجرة الذي يعتمد على السواعد والتحويلات المالية إلى هجرة جديدة، تعتمد على نقل الخبرة والمعرفة".