أعلنت دولة الفاتيكان أن البابا "فرنسيس" عيَّن فرانشيسكا شوقي 30 سنة، من أب مغربي وأم إيطالية، مستشارة لديه في إطار اللجنة الإستشارية التي قرر تشكيلها من أجل إعادة هيكلة الشؤون المالية والاقتصادية للفاتيكان.
وتعتبر شوقي المرأة الوحيدة داخل اللجنة الاستشارية المكونة من ثمانية شخصيات التي جاءت من خارج الفاتيكان، باستثناء الكاتب العام للجنة، حيث من المنتظر أن تجتمع اللجنة بـ"البابا" شخصيا مباشرة بعد رجوعه من سفره الحالي إلى البرازيل.
ويأتي تعيين "البابا" لهذه اللجنة بعد الفضائح المالية التي أصبحت تتخبط فيها دولة الفاتيكان، خاصة بعد اعتقال مدير البنك المركزي للدولة، أو ما يعرف بـ "معهد الشؤون الدينية" بعد تورطه في قضايا لغسل الأموال.
ووصفت الصحافة الإيطالية اختيار شوقي من قبل البابا "ثورة حقيقية"، حيث يرى "جاكومو غلياتسي" المختص في شؤون الفاتيكان بأنها ستشكل أحد أعضاء ما أسماه بلوبي فرانسيس (نسبة إلى البابا)، مقارنا إياها بإحدى مستشارات البابا السابق يوحنا بولس الثاني التي لعبت دورا رئيسيا في تسيير شؤون الفاتيكان أثناء فترته.
ورغم صغر سن شوقي، فإن سيرتها الذاتية تحمل تجربة مهمة بالعديد من المؤسسات العالمية المتخصصة في الشؤون المالية، آخرها المؤسسة البريطانية Ernst and Young حيث تشتغل كمسؤولة عن العلاقات الخارجية بفرع المؤسسة بروما، إضافة إلى اشتغالها بالعديد من مكاتب المحاماة المختصة في الشؤون المالية، كما أن تجربتها الحقيقية كانت مع الوزير الإيطالي الأسبق الذي رحل أخيرا "جوليو أنديوتي"، كما أنها عضوة بإحدى المنظمات التي يترأسها الوزير الأول الحالي "إنريكو ليتا".
ويتعامل المهتمون مع جميع القرارات التي يتخذها "البابا" بأهمية بالغة، نظرا للمشاكل والفضائح التي تتخبط فيها الفاتيكان على جميع المستويات، والتي عبر عنها البابا شخصيا في أكثر من مرة، حيث ما فتأ ينتقد ما أسماه بالمظاهر المادية التي أصابت الكنيسة، لذا فإن قرار إشراك شخصيات من خارج الكنيسة في تسيير الشؤون المالية للفاتيكان يعتبره مراقبون "محاولة منه لإبعاد الكنيسة عن عالم المال والأعمال".