الجمعة، 17 مايو 2024 07:38

جودية دراع.. أوّلُ مغربية تمتهن المُحاماة في المملكة الأردنية

الأربعاء, 31 يوليوز 2013

رُغم أنها تعمل في مهنة المُحاماة، المعروف عن أصحابها "الصّراخُ" وسط قاعات المحاكم، إلا أنّ صوتها هادئ إلى أبعد الحدود وأجوبتها عن مسارها المهنيّ، وقبْله الدراسي، مقتضبة جدا. هذه هي النظرة الأولى التي يخرج بها مُجالس السيّدة جودية دراع، أوّل مغربية تمتهن مهنة المحاماة بالمملكة الأردنية.

من جامعة القاضي عياض انطلق مشوارها. كان ذلك سنة 1997. في تلك السنة حصلت السيدة جودية دراع على الإجازة في الحقوق، ولاحقا ستعقد قرانها على أردنيّ درس معها في الجامعة، ثمّ حزمت حقائبها رفقة رفيق عمرها وغادرا المدينة الحمراء في اتجاه المملكة الأردنية الهاشمية.

هناك، قضّت السيدة جودية ثلاث سنوات، ثم حصلت على الجنسية الأردنية، لينطلق المشوار الذي عطّله انتظار الجنسية من جديد؛ حينها كان زوج السيدة جودية قد صار محاميا، وبما أنّهما درسا معا في شعبة الحقوق بجامعة القاضي عياض بمراكش، فقد قرّرت بدورها أن تسلك نفس الطريق، طريق ارتداء الجبّة السوداء والترافع أمام الهيآت القضائية في المحاكم الأردنية، طالما أنّ حصولها على جنسية بلد زوجها يخوّل لها ذلك.

في سنة 2005 حملتْ إجازتها التي نالتها من كليّة الحقوق بجامعة القاضي عياض، بعد أن صُودقَ عليها من طرف مصالح السفارة المغربية بالأردن إلى نقابة المحامين الأردنيين. سجّلت نفسها، والتحقت بالنقابة مُحامية متدربة. بعد سنتين، وبعد أن درستْ عددا من المراجع القانونية، ستتقدم لاجتياز مباراة المحامين، ونجحت بتفوّق، لتضع صفة "محامية متدربة" جانبا، وتحمل صفة "محامية أستاذة".

عن تلك اللحظات تقول السيدة جودية بافتخار "اجتزت الامتحان الكتابي في أوّل دوْر، رغم أنّ الأردنيين يواجهون صعوبات في اجتيازه". بعد الامتحان الكتابي واصلت السيدة جودية مشوار النجاح، وتفوّقت في اجتياز الامتحان الشفوي الذي قدمته أمام لجنة رَأسها نقيب المحامين الأردنيين، ثمّ أدّت القسم أمام وزير العدل الأردني، لتصير أوّل سيدة مغربية ترتدي الجُبّة السوداء وترافع أمام قُضاة محاكم المملكة الهاشمية.

وسط زملائها في المحكمة تشعر السيد جودية بفخر كبير، مثلما يفتخر بها زملاؤها، الذين سرعان ما يتعرفون على أصلها المغربي، انطلاقا من لهجتها، لكونها أوّل محامية مغربية ترافع في المحاكم الأردنية.

وعلى غرار الكثير من المغاربة المقيمين في الخارج، يسكن الشوق إلى الوطن فؤاد السيدة جودية، التي لا تخفي عشقها للمغرب، وللتعبير عن ذلك وضعت نصب عينيها شراء بيت على أرضه، "لا يهمّ شكله ولا مساحته، المهمّ أن أملك قطعة أرضية من هذه الأرض الحبيبة"، حُلم تحقق للسيدة لجودية، وتعتبره أكبر إنجاز في حياتها.

عندما تغلق المحاكم الأردنية أبوابها، عند حلول العطلة القضائية، تحزم السيدة جودية حقائبها وتعود إلى المغرب، رفقة زوجها وابنتيها، اللتين تقول إنهما، وعلى الرغم من إقامتهما في الأردن، إلا أنهما تتحدثان الدارجة المغربية بطلاقة. تقضي الأسرة الصغيرة شهرين في المغرب، وهي مدّة العطلة القضائية، ثم تعود إلى بلد الزوج، في انتظار عطلة جديدة، ولقاء جديد مع الوطن.

عن موقع هسبريس

مختارات

Google+ Google+