على الرغم من تعرض بريطانيا لكثير من العمليات الإرهابية المتفرقة منذ تفجيرات لندن في يوليو (تموز) 2005، (التي أسقطت 58 قتيلا وقرابة 200 جريح)، حتى جاءت واقعة قتل الجندي لي ريجبي، الذي خدم في أفغانستان على يد اثنين من المهاجرين المسلمين منتصف مايو (أيار) الماضي، لتثير الفزع من جديد من عودة الإرهاب إلى المجتمع البريطاني، وتعيد في الوقت ذاته الخوف لدى المسلمين المقيمين في بريطانيا والذين يكونون في العادة أول ضحايا مثل هذه الأعمال، وكان لى ريجبى (25 عاما) قد صدمته سيارة في وضح النهار، وهو عائد إلى ثكنته العسكرية، ثم جرى تمزيق جسده بالسكاكين والمناجل حتى الموت بضاحية ووليتش (جنوب شرقي لندن) في 22 مايو الماضي. وأثارت جريمة القتل التي نفذها نيجيري مقيم في لندن ضد الجندي البريطاني مخاوف من هجمات انتقامية، وأعمال عنف من جانب المتطرفين اليمينيين ضد مسلمين، وازداد قلق الجالية المسلمة في بريطانيا من هجمات انتقامية تستهدفهم من قبل الجماعات اليمينية، خصوصا وأن القاتل ينسب نفسه للدين الإسلامي دين التسامح والمحبة.
أحد المهاجمين، ويدعى مايكل أديبولاجو (28 عاما)، وهو بريطاني من أصول نيجيرية اعتنق الإسلام، ظهر في فيديو مروع على الإنترنت وهو يحمل ساطورا ملطخا بالدم مرددا «نقسم بالله العظيم أننا لن نتوقف عن محاربتكم. السبب الوحيد الذي دفعنا لفعل هذا هو أن المسلمين يموتون كل يوم. قتل هذا الجندي البريطاني هو من باب العين بالعين والسن بالسن». في ردة فعل غاضبة تعرضت مساجد في بريطانيا لهجمات انتقامية عقب الحادث، لم تسفر عن ضحايا، وأدت إلى اعتقال رجلين؛ بينما تظاهر عشرات من أعضاء رابطة الدفاع الإنجليزية اليمينية المتطرفة في شوارع ووليتش، مرددين هتافات مناهضة للمسلمين».
لقد اكتشف المصلون والمترددون على مسجد عائشة ببرمنجهام قنبلة بدائية الصنع انفجرت ولم تحدث إصابات، لكنها أعطت رسالة عن وجود سعي للإيذاء للرد على حادث لا علاقة له بمسجد عائشة أو غيره من المساجد البريطانية، أن المسلمين غير مسؤولين عن تصرف فردي يعبر عن أشخاص لم يفهموا الإسلام والعقيدة بالمعنى الحقيقي، إذ إن جوهره يحث على السلام والأمن والطمأنينة كما قال الأمين العام للمجلس الإسلامي في بريطانيا فاروق مراد، معقبا على حوادث ارتفعت وتيرتها بعد مقتل الجندي البريطاني ريجبي على يد متطرفين من جذور نيجيرية دخلا الإسلام ويعبران عن فهم خاطئ لآياته الكريمة ومقاصد الشريعة ذاتها».
وقد اتسم رد فعل الغالبية العظمى من أبناء الجالية المسلمة على حادث قتل الجندي بالرفض الممزوج بمخاوف من ردود فعل انتقامية، حيث نددت منظمات إسلامية في بريطانيا بالحادث، مؤكدة أن «أبعد ما يكون عن تعاليم الدين الإسلامي». ووصف المجلس الإسلامي البريطاني حادث القتل بأنه «تصرف بربري ولا علاقة له بالإسلام».
وأكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن بلاده «لن تستسلم للترهيب أو الإرهاب»، ووصف الاعتداء بأنه هجوم على بريطانيا و«خيانة للإسلام». وأشار إلى أنه لا يوجد مبرر في الإسلام لشن مثل هذه الهجمات، التي تقع مسؤوليتها على الأفراد الضالعين فيها «وحدهم».
بيد أن ما لا يتفق عليه، بل وينكره البعض ولا سيما البريطانيون هي المبررات التي ساقها المتهم الرئيسي بالقتل أديبولاجو، لتبرير فعلته والتي تدور في مجملها حول السياسة الخارجية البريطانية في الشرق الأوسط، والتي ترتب عليها مقتل الآلاف من المسلمين نتيجة تورط بريطانيا في شن حربين ضد أفغانستان والعراق. فالبريطانيون في المجمل وعلى مختلف المستويات التنفيذية والشعبية والإعلامية لا يرون في الحادث سوى أنه عمل إرهابي بشع، وأن هذا الحادث يهدد المجتمع البريطاني؛ أي إنهم تناولوه من الناحية الأمنية البحتة، والتي تقتضي وجود إجراءات لمنع هذه الأعمال الإرهابية، ومن دون نظر للبعدين الاجتماعي والسياسي اللذين يؤكدان أن من ضمن أسباب النزوع إلى التطرف هو معاناة كثير من المسلمين البريطانيين من التهميش والتمييز الاجتماعي، وتأثر المجتمعات المسلمة في بريطانيا بما يحدث في منطقة الشرق الأوسط. وقال المحامي انجم شودري، أبرز قادة جماعة «المهاجرون» المحظورة إنه يعرف المتهم الرئيسي بالقتل أديبولاجو تمام المعرفة وإنه كان يواظب على حضور خطب رجل الدين المتطرف عمر بكري في لندن، وأضاف شودري أن أديبولاجو غير اسمه إلى مجاهد وأصبح وجها مألوفا في اجتماعات «المهاجرون» التي أصبحت محظورة بموجب قوانين مكافحة الإرهاب البريطانية. وصرح شودري: «فقدنا كل اتصال به منذ نحو ثلاث سنوات». وأصدقاء أديبولاجو في الطفولة كانوا من بين أكثر من روعهم شريط الفيديو الارتجالي وظهر فيه أديبولاجو بعد دقائق من قتل ريغبي ليقول لأحد المارة إنه قتل الجندي لأن الجنود البريطانيين يقتلون المسلمين كل يوم». من جهته قال فاروق مراد رئيس مجلس مسلمي بريطانيا: «هذان الرجلان أساءا إلى الله وإلى ديننا، سيكون هناك بلا شك قدر كبير من مراجعة الذات عن السبب الذي دفع هذين الرجلين إلى الإقدام على ما قاما به.
ووصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إثر اجتماع أزمة ترأسه الخميس ما حصل بأنه ليس مجرد هجوم على بريطانيا ولكنه أيضا «خيانة للإسلام»، مؤكدا أن التطرف: «سيهزم عبر البقاء موحدين».
وأضاف مراد أن بعض التقارير تحاول التقليل من حجم الاعتداءات حتى لا تتحرك الشرطة بالطريقة الواجبة، وأكد على أهمية زيادة المراقبة الأمنية للمجموعات العنصرية المحرضة للعنف لضمان الأمن لكل مسلم في بريطانيا، وهذا حق طبيعي للمواطنين هنا بالاحتماء بالقانون الذي يضمن سلامتهم وأمنهم».
وشدد مراد، على أن التطرف لا يرتبط بنا كمسلمين ولا يعبر عنهم، وأنه خروج على القانون الذي ينبغي عليه التعامل مع هذا التجاوز بالطريقة الحاسمة الواجبة والحامية لكل فئات المجتمع البريطاني وعدم ترك الفرصة لا للجانب المتطرف الجهادي ولا للآخر العنصري الموجود في بريطانيا». بدوره، دعا مجلس المسلمين البريطاني الذي يشرف على أكثر من 500 جمعية ومؤسسة ومسجد إلى «الهدوء والوحدة»، منددا بهذا العمل الهمجي الذي لا مبرر له في الإسلام. ولأن الجالية الإسلامية التي يصل عددها إلى 2.5 مليون مسلم تدين بلا شك مثل هذه الأعمال وتشجبها بشدة وتدرك أن سهام النقد والهجوم ستوجه إلى كل المسلمين، وقد يتعرضون للإيذاء من جانب اليمينيين المتطرفين، لذا بادر المجلس الإسلامي في بريطانيا إلى استنكار جريمة قتل ريجبي، ووصفها بأنها لا تعبر عن حقيقة الإسلام، ودعا إلى تطبيق العدالة. وعلى العكس من الجماعات والمنظمات اليمينية المتطرفة لم تسرع فقط المنظمات الإسلامية البريطانية لإدانة الهجمات، بل إنها أكدت أيضا على أهمية الحفاظ على الوحدة في مواجهة كل أعمال التطرف ليس فقط حادث الجندي ريجبي، الذي ارتكبه مسلمان متطرفان، أحدهما اعتنق الإسلام مؤخرا ولكن أيضا الأعمال المتطرفة التي ترتكبها الجماعات اليمينية المتطرفة مثل «رابطة الدفاع الإنجليزية».
والساحة الإسلامية في بريطانيا تضم آسيويين وعرب بالإضافة إلى أفارقة وجنسيات أخرى، وتتمتع الجالية بمساحة عريضة من الحرية وممارسة شعائر دينها، إذ من حقها بناء المساجد وتشييدها وإنشاء المراكز الإسلامية مع المدارس، بالإضافة إلى مناخ الحماية الموجود والذي يضمن ممارسة المسلمين لحياتهم بعيدا عن الكراهية والتهديد. وكان هدف التطرف هز هذه العلاقة بين المسلمين والمجتمع البريطاني. وطرح خطاب التطرف نفسه من دعاة التيار الأصولي، من أشهرهم أبو حمزة المصري الذي قضى تسع سنوات في سجن شديد الحراسة قبل ترحيله إلى أميركا، وأبو قتادة الذي تم ترحيله إلى الأردن الشهر الماضي، وعمر بكري السوري، الذي فر إلى لبنان بعد هجمات لندن 2005 حيث يقيم الآن في طرابلس، فيما حاولت مدرسة وسطية تمثل رجال الأزهر الشريف في بريطانيا مواجهة هذا التيار وجذب الانتباه إلى عقيدة تنبذ العنف وداعية للحوار واحترام الآخر والتعامل معه. وقد تحركت الجالية الإسلامية بنشاط ولها في مجلس العموم ثلاثة أعضاء بالإضافة إلى نواب في مجلس اللوردات مع وجود وزيرة مسلمة هي البارونة سعيدة وارسي التي تتولى ملف الأقليات داخل الحكومة وتشرف عليها. والمجتمع البريطاني يطبق قواعد المساواة على الجميع بشأن التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية، ولا توجد عنصرية من قبل الحكومة أو الأحزاب ضد المسلمين، وإنما العكس تماما هو الموجود، حيث الترحيب بالجالية دائما ويحضر ديفيد كاميرون وزعماء الأحزاب مواسم وأعياد إسلامية داخل مجلس العموم، حيث تقام الصلاة ويؤذن لها في ظل احترام كامل للعقيدة ووجودها على ساحة الحياة البريطانية.
وتعبر الملكة إليزابيث الثانية الجالسة على العرش البريطاني عن احترامها الشديد هي والعائلة المالكة للإسلام ولرعاياها من مواطنين مسلمين يعيشون في البلاد ويخضعون للقانون الذي يطبق على الجميع دون استثناء. وقد ضاعفت الشرطة من الحراسة على دور العبادة والمساجد الإسلامية في ظل التطورات الأخيرة، لكن لا توجد حالة استنفار نتيجة أن الحوادث قليلة للغاية، وإن كان فاروق مراد، الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني يدعو إلى المزيد من الإجراءات لمواجهة الخارجين عن القانون والمحرضين ضد المسلمين ودعوتهم لاستخدام العنف. من جانبها تعاملت الحكومة البريطانية مع جريمة قتل ريجبي، مركزة على الجانب الأمني؛ حيث جرى تشكيل لجنة خاصة تابعة لمجلس الوزراء تتحمل مسؤولية التعامل مع الطوارئ الأمنية، وذلك جزء من مجهودات ملموسة لتقييم ما إذا كانت بريطانيا عرضة لتهديد هجمات إرهابية أخرى، أيضا تم تكليف المركز المشترك لتحليل العمليات الإرهابية الذي ينتمي أعضاؤه إلى وكالتي المخابرات الداخلية والخارجية والشرطة ووزارة الدفاع بتقييم كيف حدث هجوم وولويتش، والتهديدات الحالية للأمن القومي البريطاني، في إثر تعرض عدد من المساجد في الجزيرة البريطانية لاعتداءات ومقتل مواطن بريطاني مسلم في السبعين من العمر في برمنجهام، اعتبرته الشرطة البريطانية اعتداء إرهابيا.
ومن يتابع ردود الفعل المختلفة على الحادث يلاحظ أنها تؤكد على الحقائق السابقة؛ حيث عادت الإسلاموفوبيا، لتطل برأسها من جديد، وعادت مخاوف المسلمين من تداعيات ذلك عليهم، فيما انشغلت الحكومة بإجراءات المواجهة ونفي البعد السياسي للحادث، بينما اهتمت الصحافة بمناقشة ما يكشف عنه من مشكلات خاصة بعمل الأجهزة الأمنية والتداعيات التي يمكن أن تترتب على تلك الجريمة. وما بين لوم الأجهزة الأمنية والتحذير من تداعيات الجريمة لجهة تنامي المشاعر المعادية للمسلمين، ظهرت بعض الأصوات التي تدعو إلى الهدوء وتوخي الحذر وعدم المغالاة في رد الفعل حيال الجريمة؛ لأن ذلك من شأنه أن يؤدي للسقوط في الفخ الذي نصبه المتطرفون الذين يختبرون عزم الشعب البريطاني على الوقوف بقوة ووحدة؟ رغم الزيادة في مستوى الخوف والقلق الذي غالبا ما يحدث بعد أي هجوم إرهابي. وفي مقال لفرانك فوردي، المتخصص في علم الاجتماع وصاحب كتاب «دعوة إلى الإرهاب»؟ بصحيفة «الإندبندنت»، رأى أن تأثير أي عمل إرهابي يتم تحديده في النهاية من خلال أسلوب استجابة المجتمع لهذا العمل، وهذا هو السبب وراء الدعوة لعدم المبالغة في رد الفعل، حيث إن تضخيم التهديد من الممكن أن يقوي المتطرفين المفترضين الذين قد يتوصلون إلى أن الأعمال الإرهابية المتواضعة نسبيا من الممكن أن تحقق تأثيرا كبيرا لا يتناسب مع حجمها، ومن ثم فيجب وضع مثل هذه العمليات الصغيرة في حجمها الحقيقي. الجماعات اليمينية المتطرفة أبرزت الغضب البريطاني في أكثر صوره تطرفا، وذلك حين دعت رابطة الدفاع الإنجليزية إلى حمل السلاح وحشدت أنصارها للتظاهر في شوارع وولويتش، تعبيرا عن سخطهم من الدين الإسلامي وسياسة الهجرة البريطانية بوجه عام، أيضا كان لروح العداوة الممزوجة بكراهية الأجانب عبر شبكات التواصل الاجتماعي؟ تأثيرها الذي قصد به إثارة رد فعل قوي تجاه مقتل الجندي البريطاني، ليس فقط في شوارع وولويتش، ولكن أيضا في مناطق أخرى؛ حيث جرت محاولتان منفصلتان لحرق مسجد في جيلنجهام بمقاطعة كنت، ومسجد آخر في برينتري، بمقاطعة إسكس.. وكأن رابطة الدفاع الإنجليزية ومعها الحزب القومي البريطاني سعيا إلى استغلال الحادث لتبرير رؤيتهما المتطرفة والعنصرية تجاه المسلمين المقيمين في بريطانيا وتجاه الإسلام بصفة عامة. أيضا لا يمكن إغفال دور السياسة الخارجية البريطانية في نشر التطرف بين المسلمين البريطانيين، وذلك على خلفية مشاركة بريطانيا للولايات المتحدة في الحرب على بلدين إسلاميين هما: أفغانستان والعراق، وهي الحرب التي أسقطت مئات الآلاف من الضحايا من المدنيين الأبرياء وتسببت في تشريد الملايين، وهو الأمر الذي يتنصل منه البريطانيون وعلى رأسهم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، وعلى الرغم من حقيقة أنه لم تكن هناك عمليات ارتكبها مسلمون قبل تورط بريطانيا في حربي أفغانستان والعراق. وعلاوة على ما سبق لا يجب أن نغفل أن الحكومة البريطانية ساهمت ولا تزال بطريقة غير مباشرة في دعم قوى التطرف والإرهاب في المنطقة، وذلك من خلال منحهم حق اللجوء السياسي وفتح منابر إعلامية لهم يدعون من خلالها إلى ممارسة العنف والإرهاب في بلدانهم وتشويه سمعتها والإضرار بأمنها واستقرارها واقتصادها. ووفقا لما سبق، وحتى يمكن محاصرة انتشار التطرف في بريطانيا تصبح هناك ضرورة للعمل على دمج المسلمين في المجتمع البريطاني بالعمل على حل مشكلاتهم وحمايتهم في مواجهة المتطرفين اليمينيين وتعسف الأمن، فضلا عن التعامل مع قضية الهجرة كقضية اجتماعية إنسانية، وهي قضية لا تعاني منها بريطانيا وحدها، بل تعاني منها أغلب المجتمعات الأوروبية. وعلى الجانب الآخر، تحدت القناة الرابعة في بريطانيا أمس الانتقادات وأذاعت الأذان، لتكون أول قناة وطنية تذيع أذان الفجر الثالثة صباحا طوال شهر رمضان، وأشعلت هذه المبادرة جدالا في بريطانيا، حيث يمثل المسلمون أقل من خمسة في المائة من السكان. وكان مقتل الجندي لي ريجبي أمام ثكنة وولويتش في لندن الشهر الماضي أدى إلى اندلاع سلسلة من التظاهرات للتنديد بالإسلام. ودافع مدير البرامج اليومية في القناة الرابعة رالف لي عن قرارها إذاعة أذان الفجر وبرامج تركز على رمضان، وقال للتلفزيون: «نتمنى من المسألة برمتها لفت الأنظار إلى أقلية مهمة في بريطانيا. هناك تقريبا ثلاثة ملايين مسلم في بريطانيا. وبالنسبة إلى غالبيتهم سيكون رمضان جزءا رئيسيا من عامهم، وسيمارسون طقوس شهر رمضان من دون إحداث جلبة. ونتمنى أن يؤدي هذا القرار إلى لفت الأنظار إلى تجربة رمضان وما يمرون به خلال هذه الفترة». أشاد مجلس المسلمين في بريطانيا الذي يمثل نحو ثلاثة ملايين مسلم في البلاد بمبادرة القناة الرابعة. وقال مساعد الأمين العام للمجلس عمر الحمدون: «الخطوة مهمة جدا. فنحن نعيش في بريطانيا في مجتمع متعدد الثقافات وعندما نقر بأن المسلمين جزء من المجتمع وعندما نمنحهم ذلك النوع من الانتماء من خلال إذاعة الأذان، فأمر مرحب به». وكانت الآراء المتعلقة بإذاعة الأذان إيجابية أمام مسجد في شرق لندن قبل رمضان، لكن بعض المسلمين أبدوا قلقهم من رد فعل عكسي بعد حادث وولويتش. وقال رجل في الشارع: «أعتقد أن كثيرين من غير المسلمين يعتقدون بأنه ليس قرارا جيدا، وأن الإسلام يهيمن على هذا البلد وما إلى ذلك وهو ليس الواقع، فالوضع مختلف تماما، وأشاد آخر بالقناة الرابعة لأنها تدافع عن الاعتدال في بريطانيا».