اعتبرت عمدة مدينة لايرلانغن (جنوب) ايليزابيث برويس، أن الطفرة الاقتصادية التي حققتها ألمانيا منذ منتصف الخمسينات وطيلة ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، ما كانت لها أن تتحقق لولا سواعد العمال الأجانب ومنها اليد العاملة المغربية.
وأكدت برويس في مداخلة ساهمت بها في لقاء نظمته مؤخرا شبكة الكفاءات المغربية في ألمانيا بمناسبة مرور 50 سنة على الهجرة المغربية في ألمانيا بمدينة إيرلانغن، أن العمال المهاجرين المغاربة ساهموا في إعادة بناء الاقتصاد الألماني.
وفي هذا الصدد، شددت برويس على أهمية انفتاح مدينة إيرلاينغن على قاطنيها من جنسيات مختلفة، مرحبة بتنظيم لقاءات من هذا النوع لاطلاع المواطن الألماني على مساهمة هؤلاء في بناء جزء مهم من تاريخ ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.
من جهته، اعتبر خليل برداغ رئيس المجلس الاستشاري للأجانب والاندماج، أن العمل الذي يقوم به المجلس يدخل في إطار دعم سياسة الانفتاح للمدينة والتعايش الثقافي بين جميع مكوناتها، معتبرا أن هذا اللقاء يعتبر نافذة للتواصل بين مختلف الجنسيات التي تتعايش في مدينة إيرلانغن.
أما صورية موقيت رئيسة شبكة الكفاءات المغربية في ألمانيا، فأبرزت السياق العام للاحتفالات بهذه الذكرى، التي تنظم في عدد من المدن الألمانية منذ انطلاقتها في 25 يونيو الماضي ببرلين وما عرفته من مشاركة قوية من قبل عدة شخصيات سياسية وازنة وفاعلين في عدد من جمعيات المجتمع المدني من المغرب وألمانيا.
كما سلطت موقيت الضوء على مسار الهجرة المغربية إلى ألمانيا منذ نصف قرن من الزمن مبرزة اتفاقية التعاون التي تم إبرامها بين السلطات المغربية ونظيرتها الألمانية بتاريخ 21 ماي 1963، والتي تم بموجبها استقطاب عدد مهم من اليد العاملة من أفراد الجالية المغربية، لتعزيز الطبقة الشغيلة بالجمهورية الاتحادية الألمانية.
وقد أقيم بمناسبة هذا اللقاء، معرض حول الهجرة المغربية إلى ألمانيا وذلك بالتعاون مع بلدية المدينة والمجلس الاستشاري للأجانب والاندماج ، تضمن عددا من الصور تسلط الضوء على مراحل هجرة المغاربة إلى هذا البلد الأوروبي. كما يعكس المعرض، التاريخ المتعدد الأوجه للهجرة المغربية إلى ألمانيا، في محاولة للتعريف بواقعها عبر تقديم صور للجيل الأول وأبناء المهاجرين وأوضاعهم التعليمية وحياتهم الثقافية ومساهمتهم في العمل التطوعي وفي مجال الأعمال.
يذكر أن الاحتفالات بالذكرى الخمسين للهجرة المغربية في ألمانيا والتي وضعت لها شبكة الكفاءات برنامجا حافلا، تنظم بدعم من الوزارة المنتدبة المكلفة بالجالية المغربية وبشؤون الهجرة ومجلس الجالية المغربية في الخارج لتكون مناسبة لتبادل وجهات النظر بين فاعلين من عالم السياسة والاقتصاد والبحث العلمي وخبراء من التعاون الدولي والهجرة والاندماج.
عن وكالة المغرب العربي للأنباء
