بعدَ ما خالَ خمسة مهاجرِين مغاربَة، قصدُوا كندَا، للعملِ بمقتضى عقود عملٍ مدتها عامان، أنَّ حياتهم، ستتحسَّنُ قياسًا، بمصاعب الوطن، وجدُوا أنفُسهم، وقدْ طردُوا بعد شهرين اثنين، من بدايتهما العمل، لأسباب متعلقة بصعوبة الطقس.
قناة "راديو كندا" أفردتْ لمأزقَ المهاجرِين المغاربة الخمسة، ربورتاجًا عادتْ به إلى بداية القصة، شهر سبتمبر الماضي، حين وقعُوا عقود عمل مع شركة في النقل، بساسكاتشوان، فإذَا بهم يجدون أنفسهم بعد شهرين من العمل عاجزِين عن العمل بالصورة التي تريدها الشركة، فما كان إلَّا أن فكَّتْ ارتباطها بهم، وأصبحُوا عاطلين، فِي حاجةٍ إلى إيجاد عملٍ جديد.
مسوغ طرد المهاجرين المغاربة، مردُّه حسب شركة Yanke Transport"، إلى عجزهم عن القيادة فِي كندَا، فِي طقسٍ صعبٍ، خلال فصل الشتاء، الذِي يعرفُ تساقطاتٍ ثلجيَّة مهمَّة، وتدنٍ كبير لدرجة الحرارة.
ويكمن الإشكال اليوم، بالنسبة إلى السائقِين المطرودِين، فِي كونهم باتُوا فِي حاجةٍ إلى العثور على عملٍ جديد، كيْ لا يتمَّ ترحِيلهم إلى المغرب، وفقَ ما تفرضهُ قوانين وزارة التشغيل، على اعتبار أنهم جاؤُوا بناءً على عقود عمل، أنهيت قبل انصرام أجلها.
المشكل الثانِي، يكمنُ فِي أنَّ رخصة العمل التِي منحتْ للسائقِين بناءً على العقود الموقعة مع الشركة، ألغيت بإنهاء العقود، من قبل "يانكِي"، فيما يستوجبُ إيجادُ عملٍ جديد الحصول على رخصة ثانية، من السلطات، التِي تعطِيهم مهلةً لإيجاد عمل، لئلا تظطرَّ إلى ترحيلهم للمغرب.
ومما يزيدُ طين السائقِين المغاربة بلَّة وضعيَّة شركة "يانكِي"، التِي أبرمُوا معها العقد، يرتقبُ أنْ تفوتَ إلى مقاولةٌ أمريكيَّة، وهو ما يصعبُ وضعية العقود التِي وقعوها، سابقًا، وتمَّ إيقافها.
"لا توجد أسبابٌ تحول دون نجاحهم في العمل هنا، يقول الخبير في شؤون الهجرة، مجيد بنجلون، مشيرًا إلى ما يفترضُ أنْ تقوم به الشركَة من جهود لمواكبة العمال، سيما أنَّ أحد السائقِين سبقَ لهُ أنْ عملَ فِي ظروفٍ مماثلة، بالنروِيج والدانمارك، مما يعنِي أنه سبقَ وأنْ عمل فِي طقسٍ جد بارد، وقادر على التأقلم، فضْلًا عمَّا يمكن أنْ يفرزهُ الطردُ من تداعياتٍ اجتماعيَّة على عائلات العاملِين، وأبنائهم.
عن موقع هسبريس