يبدو أن الحكومة الاتحادية الجديدة قد توصلت الى حل وسط بين أقطاب الحكومة المتعارضة بشان استقبال المزيد من اللاجئين السوريين، فبدلا من 20 الف لاجئ جديد طالب باستقبالهم الحزب الاشتراكي الديمقراطي الالماني وعدة مئات وعد بهم الائتلاف الحاكم للحزبين المسيحيين، فقد تم التوصل الى اتفاق يقضي باستقبال 5000 الاف لاجئ سوري جديد ضمن الفترة المتمثلة بالربع الاول من العام 1014 وبفترة أقصاها حلول الربيع
الاتفاق الجديد والذي اعلنت عنه صحيفة دي فيلت الالمانية جاء نتيجة للاجتماعات المكثفة التي حصلت في مدينة اوسنابروك في ولاية نيدرساخسن شمال غرب المانيا وبحسب الصحيفة فان الحكومة الالمانية تعهدت بان الرقم المطروح سيظل قابلا للتقييم المرحلي بحيث يمكن زيادة او تقليل العدد حسب الامكانيات المتاحة، وبحسب تقارير وزارة الداخلية الالمانية فان عدد اللاجئين السوريين الذين وصلوا وحدهم الى المانيا و تقدموا بطلبات لجوء الى السلطات المختصة قد بلغ منذ العام 2011 حوالي 21 الف طلب لا زال معظمها قيد الدراسة، كما ان الحكومة الالمانية قد استقبلت 5000 الاف لاجئ سوري جديد في آذار الماضي من العام الحالي، الا ان هؤلاء منحوا اقامة مؤقتة لسنتين فقط قابلة للتجديد حسب الظروف السياسية لسوريا .
وكان تقرير للدويتشه فيلة الالمانية قد ركز على صعوبة وصول السوريين الى المانيا واستقبالهم كلاجئين اذ أن خفر السواحل اليونانية تضع حدا لحلم سوريين كثيرين بدخول الاتحاد الأوربي، وتوقف معظم زوارق اللاجئين أمام الجزر في شرق بحر ايجا لإجبارها على العودة إلى تركيا.
ومنذ إغلاق الحدود البرية بين تركيا واليونان في صيف عام 2012 يحاول اللاجئون السوريون الوصول من تركيا إلى الاتحاد الأوربي بحرا لكن، من يحاول ذلك، يخاطر بحياته، فمنذ آب/أغسطس عام 2012 لقي حسب منظمة برو أزيل المدافعة عن حقوق اللاجئين نحو 149 شخصا مصرعهم غرقا بين تركيا واليونان، معظمهم من السوريين وفقا لاحصائيات نشرتها منظمة برو أزيل الالمانية التي تعنى بشؤون اللاجئين.
وعادة فان من ينجح في الوصول إلى الاتحاد الأوربي عن طريق اليونان، ومنها إلى ألمانيا، يُسمح له غالبا البقاء فيها. ووفق المكتب الفيدرالي للاجئين والهجرة، حصل أكثر من 95 في المئة من السوريين الذين تقدموا بطلب اللجوء، على إذن للإقامة في ألمانيا، ذو صلاحية لن تنتهي إلى حين انتهاء الحرب في سوريا على الأقل.
لكن، من يصل إلى ألمانيا عن طريق دولة أخرى من دول الاتحاد الأوربي مثل بلغاريا أو إيطاليا، فعليه العودة إليها، لأن القوانين الأوربية تلزم اللاجئ على طلب الحماية في أول دولة عضوة في الاتحاد الأوربي، دخل أراضيها. ويستثني القانون اليونان بسبب الظروف السيئة التي يواجهها اللاجئون هناك.
وكانت صحيفة نويز دويتشلاند الالمانية قد كشفت عن طلب المكتب الفدرالي للهجرة واللاجئين مساعدة الجيش الالماني في فحص وفرز طلبات الهجرة واجراء المقابلات في ظل الارتفاع الكبير التي تواجهه المانيا لطلبات الهجرة مما يدفع بالكثير من البرامج الحكومية الى التباطؤ او التوقف في ظل النقص الكبير لعدد الموظفين والامكانيات المادية القليلة المتاحة المانعة للتوسع.
ووفقا للصحيفة فان حوالي 20 الف طلب هجرة تم تقديمه في شهر تشرين الاول/اكتوبر من العام الحالي في حين بلغ عدد طلبات الهجرة للاراضي الالمانية 87422 طلبا منذ مطلع العام الجاري مما يشكل ارتفاعا كبيرا عن عدد طلبات العام الماضي 2012 البلغ حوالي 50 الف طلب.