كوثر .. باحثة مغربية تخلق الحدث بالولايات المتحدة عن سن الـ26

الإثنين, 16 دجنبر 2013

رغم أنها لم تتجاوز بعد سن الـ26، إلا أن كوثر أبو الشريف، خلقت لنفسها مساراً دراسياً وعلمياً ناجحاً بدأ من مدينة العرائش ويستمر حاليا بولاية إنديانا الأمريكية، فهذه الباحثة المغربية في الهندسة الكيميائية، والراغبة في تطوير أدوية أكثر نجاعة للجسم البشري، استطاعت قبل فترة قصيرة أن تتوج بجائزة التميز من طرف جمعية أمريكية شهيرة، أعطت برهاناً جديداً للتلاميذ والطلبة المغاربة، ليس فقط في النجاح على المستوى الشخصي، بل وكذلك على المستوى العالمي بتقديم أبحاث تغني التجربة الإنسانية

.

 فتحت عينيها لأول مرة في العرائش التي درست بها إلى حدود سن الـ16، حتى أتتها فرصة المشاركة في برنامج دراسي بالولايات المتحدة عبر اختبار يركز بالأساس على إتقان اللغة الإنجليزية والتميز في المواد العلمية، لتتمكن كوثر من النجاح في استهلال حياة دراسية هناك، حيث قضت سنة من التكوين قصد تأهيلها دخول غمار التعليم الأمريكي، وبعد ذلك انتقلت إلى ثانوية أشلاند بولاية أوريكون، حيث نالت شهادة البكالوريا.

أهم ما تتذكره أبو الشريف في هذه الفترة، هو محنة الغربة وصعوبة الاندماج في مجتمع أمريكي مختلف بشكل واضح عن نظيره المغربي، إلا أن استقبالها رفقة بعض زملائها، من طرف الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بالبيت الأبيض خلال سنة 2005، نظير مشاركتهم المميزة في النقاشات السياسية خلال انتخابات تلك المرحلة، كان أهم ما علق بذاكرتها، ومن أهم ما دفعها إلى الاجتهاد أكثر خلال السنوات اللاحقة.

التحقت كوثر بعد ذلك بمعهد نيو مكسيكو للتعدين والتكنولوجيا، حيث حصلت على الإجازة في الهندسة الكيميائية سنة 2009، وظهرت رغبتها مبكراً في تطوير البحث العلمي، حيث كانت تشتغل بالبحث عن أدوية تُعالج مرضى السرطان، وكانت تتعاون في نفس الوقت مع المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا بزيوريخ. وابتداءً من سنة 2010، باشرت دراستها في سلك الدكتوراه بجامعة بوردو الموجودة بولاية إنديانا في نفسِ تخصص الإجازة.

أبحاث أبو الشريف، تركزت بشكل واضح في تحليل الآثار السلبية للأدوية القابلة للذوبان في الجهاز الهضمي البشري، وقد قدمت عدة محاضرات علمية بعدة مدن مختلفة: غلاسكو باسكتلندا، لندن بانجلترا، نيويورك بالولايات المتحدة، نونيمبرغ بألمانيا. كما تمت دعوتها نونبر الماضي إلى مؤتمر الجمعية الأمريكية لعلماء الصيدلة، حيث تسلّمت جائزة التميز نظير مسارها الدراسي المشرق ومشاركتها الفعالة في ميادين الكيمياء، وقد ألقت بهذه المناسبة خطاباً علمياً استمع إليه الحاضرون.

تميّز كوثر لم يبقَ حبيس بلاد العم سام، فقد اهتمت الصحافة العلمية العالمية بأبحاثها، التي تصدر واحد منها، غلافَ العدد الثاني عشر من جريدة "كريس انك كوم" التي تصدرها الجمعية الملكية للكيمياء، وهي منظمة أوروبية رائدة في هذا النوع من الأبحاث.

المسيرة المشرقة لأبو الشريف لن تتوقف عند هذا الحد، فستنضم قريباً إلى واحدة من أكبر شركات صناعة الأدوية في العالم كرئيسة المهندسين في قسم الأبحاث والتطوير، هدفها هو تطوير البحث العلمي والمساهمة في خلق مجتمع علمي عبر نشرها لأبحاث جديدة تهم صحة الإنسان: "أتمنى أن تقودني أبحاثي يوماً ما إلى إيجاد أدوية أكثر فعالية تستجيب لحاجيات مواطني العالم" تتحدث لهسبريس بكثير من الثقة.

وتنصح كوثر الطلبة المغاربة بالجدية في دراساتهم وببذل أكبر جهد ممكن من أجل تحقيق أحلامهم: "كبرت في مدينة صغيرة، ودرست في مدارس عمومية حيث أدركتُ أن فرص النجاح قليلة جداً ولا بديل عن الكفاح للاستفادة منها. لذلك قررت أن أدرس في الولايات المتحدة رغم كل الصعاب ورغم سني الصغير ووحدتي العميقة بالنظر إلى عدم وجود أي قريب أو صديق لي بهذه الدولة العملاقة" تقول كوثر التي لولا عزيمتها وصبرها، لعادت إلى المغرب على أول طائرة حسب قولها.

ورغم دراستها وعملها بالدولة الأقوى في العالم منذ 10 سنوات، إلا أن كوثر لم تنس بلدها، وهي تشتغل بشكل تطوعي في "المجموعة الوطنية للطلبة المبدعين والمقاولين" حيث تعمل على التنسيق من داخل الولايات المتحدة من أجل تطوير الملكات المقاولاتية لدى الشباب المغربي وتقديم أهم التجارب الأمريكية الناجحة التي قد تساعدهم في مشوارهم الاقتصادي. فالاستفادة من التجارب العالمية الناجحة تراه كوثر أمرا ضرورياً لخلق اقتصاد وطني ناجح عموده الشباب المبدع والمتحمس.

عن موقع هيسبريس

«يناير 2010»
اثنينثلاثاءالأربعاءخميسجمعةسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
25262728293031
Google+ Google+