أثار سؤال طرحه الفريق الاستقلالي بمجلس المستشارين على وزير الصحة خلال جلسة الأسئلة الشفوية لأول أمس الثلاثاء، استياء بعض المهاجرين الأفارقة المقيمين بالمغرب، بسبب اللغة والعبارات التي استعملها واضعو السؤال.
ومطالبتهم الحكومة بتلقيح ومراقبة المهاجرين القادمين من الدول الإفريقية، خوفا من نقلهم لأمراض خطيرة حملوها من بلدانهم، إلى المغرب. البرلمانيون الذين طرحوا السؤال، تحدّثوا عن خوفهم من نقل أمراض فتاكة إلى المغرب، من خلال "الاختلاط الجنسي والتغذية والماء، بل هناك أمراض فتاكة يمكنها أن تنتقل عن طريق الهواء، ونحن كفريق ننبه الحكومة إلى مدى خطورة وجود الإخوة الأفارقة في المغرب، دون مراقبة صحية".
مارسيل أمياتو، الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للعمال المهاجرين بالمغرب، قال في تصريحات لـ«اليوم24»، إن الحديث عن المواطنين الأفارقة باعتبارهم خطرا متنقلا يحمل أمراضا خبيثة يمكن أن تنتشر في المغرب، «استفزاز غير مقبول وإهانة لهذه الفئة من الناس، لأننا لا نحمل أمراضا خاصة بنا، وإذا أراد أي أحد الحديث عن تلقيح وحماية الناس، فعليه أن يتحدث عن سكان المغرب سواء أكانوا مغاربة أو أجانب». وأضاف مارسيل أن الحديث عن الأجانب المقيمين في المغرب نفسه «يجب ألا يميّز بين الناس على أساس لونهم هل هو أسود أم أبيض أم أصفر أم أحمر، إن كانت هناك مشكلة فيجب أن تشمل الأشخاص الذين هجروا بلدانهم وأقاموا في المغرب بغض النظر عن انتمائهم، وعليكم أن تعلموا أننا نحن المهددون ببعض الأمراض ونطالب بتمكيننا من الحماية والعلاج، لأن مرضا مثل السل يحارب في بلداننا أكثر مما هو عليه في المغرب، ونحن من يخشى الإصابة به".
وزير الصحة الحسين الوردي، تجنّب خلال جوابه الحديث أو الإشارة إلى وجود أمراض يحملها هؤلاء المهاجرون الأفارقة المقيمون في المغرب، واكتفى بالتذكير بالجهود الأخيرة التي بذلها المغرب من أجل تحسين وضعية المهاجرين. «بلادنا تعمل على تمكين المهاجرين الأفارقة من الولوج إلى الخدمات الصحية في حدود الإمكانات المتوفرة في المستشفيات العمومية» يقول الوردي، مضيفا أن من بين التدابير المتخذة في هذا الإطار، تمكين هؤلاء المهاجرين من التكفل المجاني بجميع الحالات المرضية التي يتم تسجيلها، بالإضافة إلى التحسيس والوقاية من الأمراض المتنقلة جنسيا، وإنشاء لجنة بين وزارية للتنسيق في هذا الإطار.
المناضل الحقوقي الكونغولي المقيم في المغرب، مارسيل أمياتو، قال إن اختيار المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء «عمل صادم من جانب البرلمانيين، فالأمر يستهدف الأسود القادم من إفريقيا دون غيره، ومجرّد الحديث بهذه الطريقة يشكل إهانة وانتقاصا من هؤلاء الناس». وأضاف أمياتو أنه إذا كان المقصود فقط، الأفارقة الذين يدخلون المغرب بطريقة غير شرعية، وبالتالي لا يتوفرون على وثائقهم الخاصة بالتلقيح ضد الأمراض، «فإن هناك العديد من مواطني الدول الأوربية ومن الأمريكيين، الذين تبيّن مؤخرا أنهم ظلوا يقيمون في المغرب بطريقة غير شرعية، مستفيدين من جوازات سفرهم التي تسمح لهم بالدخول والخروج كل ثلاثة أشهر؛ هؤلاء أيضا كانوا في وضع غير قانوني فلماذا لم تشملهم مطالب البرلمانيين بالتلقيح والمراقبة الصحية؟».