الأربعاء، 03 يوليوز 2024 10:37

مسلمون موهوبون وملتزمون تجاه المجتمع في ألمانيا

الثلاثاء, 11 مارس 2014

 قدمت مؤسسة ابن سينا الطلابية في مدينة أوسنابروك الألمانية هذا العام 2014، ولأول مرة في ألمانيا، مِنَحاً دراسية لطلبة مسلمين، أيضا في مرحلة الدكتوراه، بدعم حكومي ألماني. شهرة كاريميان تحدثت مع ماتياس ماير وبشير حسين المسؤولين عن مبادرة المنظمة الطلابية، في الحوار التالي لموقع قنطرة.

في السابق كانت ألمانيا تعرف مؤسسات تدعم المسيحيين واليهود فقط. أما دعم المسلمين الموهوبين فهي فكرة رائدة تعود إلى بشير حسين وماتياس ماير. وبالاشتراك مع البروفيسور بولنت أوتشار، مدير معهد الفقه الإسلامي في مدينة أوسنابروك الألمانية، وبعض المتطوعين تم في الصيف الماضي عرض برنامج دعم الموهوبين التابع لـ "مؤسسة ابن سينا الطلابية" التي سميت على اسم الفيلسوف الشهير والعالم الفارسي المسلم ابن سينا Avicenna، الذي عاش في القرن الحادي عشر الميلادي. و في الفصل الدراسي الشتوي المقبل 2014/ 2015 سيتم توزيع أول 50 منحة دراسية للطلاب المسلمين.

سيد ماير، كيف خطرت لك فكرة  تأسيس هيئة دعم للطلبة المسلمين؟

ماتياس ماير: من أهم البواعث على تأسيس هيئة دعم للمسلمين الموهوبين كان النقاش حول انتماء المسلمين الذي بلغ ذروته المحزنة في "نقاشات زاراتسين" (الذي ألّف كتابا انتقد فيه المهاجرين المسلمين في ألمانيا). فالمناقشات التي كانت تجرى بشكل رئيسي في برامج "التوك شو" أكدت لي على أهمية رغبتنا في إنشاء هياكل تهدف إلى دعم طويل الأجل وقبل كل شيء إلى الاعتراف بالمسلمين في ألمانيا. نقاشات زاراتسين جرحتني أنا شخصيا لأنها هاجمت أصدقاء لي مسلمين وهاجمت كذلك ملايين الناس الذين يثرون يوميا هذا البلد (ألمانيا) اقتصاديا وثقافيا وإنسانيا.

إنشاء مؤسسة دعم الموهوبين المسلمين هو بالنسبة لي قبل كل شيء إشارة هامة إلى الاعتراف بهم. وهو لا يعني أن المسلمين جزء من هذا المجتمع فحسب، وإنما يعني أيضا أن إنجازاتهم والتزامهم نحو المجتمع تستحق التكريم والتشجيع. ومن هنا فهي صيحة من أجل التنوع الثقافي والديني في ألمانيا.

تم إنشاء مؤسسة ابن سيناء لدعم الطلاب المسلمين في ألمانيا. وتعتزم وزارة التعليم الألمانية دعمها بمبلغ عشرة ملايين يورو حتى عام 2017.

ألا تعتقد أن وجود دعم من الدولة موجه إلى مجموعة دينية معينة يسبب انقساما أكثر مما يشجع على الاندماج؟

ماتياس ماير: التنوع والحوار هما بالنسبة لنا مفهومان رئيسيان مهمان يقفان في مواجهة الانقسام. ومجرد نظرة سريعة على لجان الجمعية تظهر أن ناسا من خلفيات متنوعة تنشط من أجل مشروع مشترك. وما يميز "مؤسسة ابن سينا الطلابية" هو أنها تمثل تنوع الإسلام في ألمانيا وأنها نشأت في إطار الحوار بين السنة والشيعة والجمعيات والأفراد المسلمين العرب والأوروبيين والأتراك. وينبغي أن ينعكس تنوع المعتقدات والحوار المشترك في دعم وتشجيع الحاصلين على المنح الدراسية أيضا.

ومن المهم بالنسبة لنا التزام الحاصلين على المنح الدراسية تجاه المجتمع. فهذا بالنسبة لنا معيار رئيسي في عملية الاختيار ويجري دعمه بشكل مقصود في إطار التشجيع المعنوي. وبدلا من الانعزال بعضهم عن البعض، يشارك الحاصلون على المنح بقدر من التماسك الاجتماعي، فهم جزء من المجتمع بأسره ويثرونه من خلال مبادراتهم والتزامهم تجاهه. وهنا تنضم دائرتنا ومؤسستنا إلى ابن سينا الذي سميت باسمه. فابن سينا يمثل القدرة على بناء الجسور ونقل العلوم ودمج المعرفة والعمل من أجل الآخرين.

هل تتعاونون أيضا مع مؤسسات أخرى؟

ماتياس ماير: منذ البداية قامت هيئات دعم المواهب البروتستانتية والكاثوليكية واليهودية بدعمنا بسخاء. الحوار مع هيئات الدعم الأخرى أمر مهم بالنسبة لنا، لذلك ففي إطار البرنامج الفكري لمتلقي المنح الدراسية توجد خطة مثلا لتنظيم فعاليات للحوار المشترك بين الأديان.

سيد حسين، ما مدى أهمية تشجيع المسلمين الموهوبين خصوصا بالنظر إلى مسألة المساواة في التعامل مع الأديان المختلفة؟

بشير حسين: إنشاء المؤسسة كان مهما ومنطقيا من وجهة نظرنا. مهم لأن الطلاب وطلاب الدكتوراه المسلمين في الجامعات الألمانية ممثلين تمثيلا ضعيفا بشكل واضح. ومنطقي أن يتبنى الدعم التعددي للموهوبين من قبل الحكومة الاتحادية حق كل الفئات المجتمعية  المعنية في التمثيل مؤسساتياً.

وكما أن هناك مؤسسات لدعم الموهوبين مقربة من الأحزاب الديمقراطية، هناك أيضا مؤسسات طلابية لدعم الطلاب وطلاب الدكتوراه الكاثوليك والبروتستانت واليهود تحديدا. لم يكن هناك من قبل مؤسسة لدعم المسلمين الموهوبين، تمثل بشكل مؤسساتيّ المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا ويصل عددهم إلى 4.3 مليون نسمة. ومن خلال تأسيس وإنشاء "مؤسسة ابن سينا الطلابية" جرى سد هذه الفجوة.

فترة تقديم الطلبات للمنح الدراسية للفصل الدراسي الشتوي 2014/ 2015 بدأت فعلا قبل بضعة أيام. كيف يتم اختيار المرشحين؟ هل يمكننا أن نفترض أن هناك الكثير جدا من الطلبات المؤهلة للحصول على منح لمرشحين نشاطين اجتماعيا حققوا مستوى جيداً جدا دراسيا على حد سواء؟ ثم هل يلعب التدين دورا خاصا في عملية الاختيار؟

بشير حسين: عملية ترشح كهذه لها جوانب مختلفة لا يمكن أن تقتصر على المستوى الحالي والالتزام الاجتماعي فقط. فنحن نحاول قبل كل شيء فهم الظروف التي جعلت أداء كل طالب على حده ممكنا، لكي نقيم بشكل أفضل إمكانيات التطوير المستقبلية. كثير من الشباب من الفئة المستهدفة ينحدرون من أسر غير أكاديمية ومع ذلك يقدمون خدمات جليلة لمجتمعنا.

ولذلك فالمسيرة الفردية لكل مرشح تقع في مركز الصدارة، وهي عادةً فريدة من نوعها. ولن تكون هناك اختبارات للأفكار والمعتقدات. وعليه ليس هناك أيضا "تقييم للأفكار والمعتقدات". وإذا كان عدد مقدمي الطلبات إناثا وذكورا أكبر فعلا بكثير، فستختار لجنة الاختيار المرشحين الأعلى تأهّلا. وبالنسبة للمتقدمات والمتقدمين بالطلبات الذين لم يمكن اختيارهم في السنة الأولى، لكنهم ظهروا مبدأيا بمظهر مثير للاهتمام، فنحن نشجعهم على التقدم بطلبات مرة أخرى في وقت لاحق.

عن موقع قنطرة

 

مختارات

Google+ Google+