بعد 6 أعوام من انطلاق مشروع "نحو العالم" بدأت ألمانيا برنامج "التبادل بين الشمال والجنوب"، الذي يقدم فرصة للشباب والشابات من الدول النامية للمجيء إلى ألمانيا واكتساب الخبرة العملية. هنا نتعرف على نموذج من هؤلاء الضيوف.
في عام 2008 أسست وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية مشروعا سياسيا تنمويا للخدمة التطوعية العامة أطلقت عليه اسم "نحو العالم". ويهدف ذلك المشروع إلى تبادل الشباب الألمان الزيارات مع شباب من دول شريكة لألمانيا. وعلى مدار 6 أعوام ظل تبادل الزيارات من جانب واحد حيث زار 16 ألف متطوع ومتطوعة من ألمانيا بلدانا شريكة. لكن الأمر تغير الآن مع وزير التنمية الألماني الجديد غيرد موللر، الذي أطلق في شهر فبراير/ شباط 2014 برنامج "التبادل بين الشمال والجنوب." ويسمح هذا البرنامج حاليا لـ 150 شابا وشابة من البلدان النامية والصاعدة باكتساب الخبرة العملية في ألمانيا.
ومن بين المستفيدين من برنامج التبادل بين الشمال والجنوب شابة كاميرونية اسمها كلاريس نكفونجي. عمرها 23 عاما وجاءت من مدينة كومبو بشمال الكاميرون، حيث تعمل هناك في أحد مراكز الشباب، وهذه هي المرة الأولى التي تغادر فيها وطنها إلى بلد أجنبي. وأعربت عن ساعدتها البالغة لوقوع الاختيار عليها من قبل برنامج التبادل وقالت: "كان مفاجأة كبرى بالنسبة لي. فأنا لم يكن يراودني حتى في الحلم أن أجيء إلى ألمانيا.
رغم صعوبة اللغة تريد البقاء في ألمانيا
كلاريس أتت إلى ألمانيا في بداية العام وتقضى سنة تطوع في إحدى رياض الأطفال في مدينة فيسبادن الألمانية. وتحاول الاستفادة كثيرا من عملها في روضة الأطفال في فيسبادن. حيث ترعى مجموعة من 15 طفلا بين سن الثالثة والخامسة. وعند لقائها بهم في الصباح يبدءون في سرد ما حدث لهم يوم أمس. وهذه الجولة الصباحية مع مجموعتها جزء أصيل من عملها، وهي تتفاهم مع الأطفال من خلال لغة ألمانية بسيطة، فقد تلقت قبل حضورها لألمانيا ثلاث حصص في اللغة الألمانية.
وتقول الشابة الكاميرونية إن "اللغة هي السبب الوحيد الذي يجعلني أحيانا أفضل العودة إلى بلدي، لكن عندما أفكر في الأشياء الجميلة الأخرى، مثل المباني التاريخية التي رأيتها، فأريد البقاء في ألمانيا. لكن اللغة الألمانية بها قواعد صارمة وصعبة جدا بالنسبة لي ".
برنامج التبادل بين الشمال و الجنوب جاء في الوقت المناسب لكلاريس فقد أنهت لتوها تعليمها في المدرسة التكميلية وتأمل أن يساعدها مشروع "التبادل بين الشمال والجنوب" في توجهها العملي. ويتكفل المشروع بمصروفاتها من تذاكر للطيران وتأمين صحي ومصروف بسيط للجيب وإقامة لدى أسرة ألمانية تستضيفها.
"التفاني في العمل سبب تطور ألمانيا"
بعد جولتها الصباحية مع مجموعة الأطفال أسرع إليها على خجل طفل بيده لفافة ورقية عبارة عن صورة رسمها لها. وتقول كلاريس إنها تتلقى في كثير من الأحيان مثل هذه الهدايا، ما يجعلها تشعر هنا في ألمانيا بالراحة، رغم الاختلاف الكبير في نمط الحياة عن بلدها الكاميرون. وتؤكد المتطوعة التي جاءت إلى ألمانيا من خلال برنامج التبادل بين الشمال والجنوب أن "العمل هنا مختلف جدا، فالجميع يأتون في الوقت المحدد ويؤدون عملهم بتفان من نوع خاص، وأعتقد أن هذا التفاني قد أدى إلى تطور ألمانيا بهذا الشكل الجيد.
عندما لا يكون لدى كلاريس عمل؛ تقضى الوقت مع العائلة المضيفة لها. هذه العائلة لهم ابنة سافرت إلى الكاميرون من خلال برنامج "نحو العالم". وكل بضعة أسابيع تلتقي كلاريس نكفونجي مع آخرين من برنامج "التبادل بين الشمال والجنوب" في ندوات يتحدثون فيها عن تجاربهم في ألمانيا. وقبل عودتها إلى بلدها الكاميرون نهاية هذا العام تتطلع بشدة للسفر مع مجموعة شبابية إلى إيطاليا وفرنسا. لقد ساعدها برنامج "التبادل" في اختيارها لمهنتها، وتريد كلاريس أن تواصل العمل في روضة أطفال عند عودتها لوطنها الكاميرون.
عن شبكة دوتش فيله