حقّق الحزب الليبرالي في الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها بإقليم كيبيك الكندي فوزا ساحقا على "الحزب الكيبيكي"، الذي كان قد تقدّم بمشروع "قانون القيم"، الذي أثار مخاوف الجالية المسلمة، والذي كان يهدف إلى حظر استعمال الرموز الدينية أثناء مزاولة الوظيفة العمومية.
النتائج النهائية للانتخابات التشريعية السابقة لأوانها، كشفت أنّ "الحزب الكيبيكي" دفع غاليا ثمن مشروع "قانون القيم"، إذْ لم يحصل حزب رئيسة الحكومة المنتهية ولايتها بولين ماروا، سوى على 30 مقعدا، بينما حصل الحزب الليبرالي، الذي عارض المشروع على 70 مقعدا، وحصل حزب تحالف كيبيك على 22 مقعدا، فيما حصل حزب "كيبيك صوليدير" على 3 مقاعد.
الهزيمة القاسية التي مُنيَ بها "الحزب الكيبيكي"، دفعت زعيمته بولين ماروا إلى الاستقالة من قيادة هذه الهيئة السياسية، كما طالتْ شظاياها أيضا المرشّحة المغربية فاطمة هدى بيبان، المنحدرة من نواحي مكناس، والتي كانت تنتمي إلى الحزب الليبرالي، قبل أن تستقيل منه، بعد معارضة الحزب لمشروع "قانون القيم"، لتترشّح حُرّة، إذْ لم تحصل سوى على 1740 صوتا، مقابل أكثر من 6800 صوتا لمرشح الحزب الليبرالي، الذي كانت تنتمي إليه.
وخلّفت هزيمة الحزب الكيبيكي ارتياحا كبيرا في صفوف الجالية المسلمة والعربية والمغربية المقيمة في إقليم كيبيك، والتي كان لها الفضل الكبير في فوز الحزب الليبرالي، بعدما تجنّدت لحثّ كل أفرادها على التوجه إلى التصويت، سواء من خلال اللقاءات المباشرة أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث تم تسجيل أرقام قياسية في مشاركة الجالية المسلمة في هذه الانتخابات.
وسجّلت مشاركة الجالية المسلمة والعربية والمغربية في الانتخابات التشريعية بإقليم كيبيك أرقاما غيرَ مسبوقة، وقالت سيّدة كندية "يا إلهي، كم من المصوّتين المسلمين جاؤوا، إنّهم كُثر"؛ ومباشرة بعد الشروع في الإعلان عن نتائج الانتخابات، التي منحت الفوز للحزب الليبرالي، انهالت التعاليق الساخرة على زعيمة الحزب الكيبيكي والوزيرة الأولى السابقة، بولين ماروا، من طرف المغاربة، على مواقع التواصل الاجتماعي، إذْ عمدوا إلى "إلباسها" الحجاب، سُخريّة منها على هزيمتها التي أفشلتْ مساعيها لتمرير مشروع "قانون القيم".
وقد تبادل أفراد من الجالية المغربية "التهاني" على صفحات "الفيسبوك" بمناسبة سقوط رئيسة الحكومة المنتهية ولايتها بولين ماروا و"شِرعة القيم" الذي جعلت منها قضية الكيبيك بامتياز خلال الأشهر السالفة.