الأربعاء، 03 يوليوز 2024 10:36

باحثون مغاربة وأجانب يناقشون صورة الإسلام في الإعلام الأوروبي

الخميس, 22 مايو 2014

رغم مرور اثنتيْ عشرة سنة، ما زالت شظايا التفجيرات الإرهابية التي هزّت الولايات المتحدة الأمريكية، صبيحة يوم 11 شتنبر 2001، تطال الجالية المسلمة في الغرب؛ ففي ندوة دولية حول موضوع "صورة الإسلام في الإعلام الأوربي: كيف السبيل إلى الخروج من الصور النمطية"، نظمتها مؤسسة دار الحديث الحسنية، ومجلس الجالية المغربية بالخارج، كشف باحثون مغاربة وأجانب، أنّ الصور النمطية عن الإسلام والمسلمين في الإعلام الأوربي ما تزال مستمرة إلى اليوم.

في هذا الصدد قال إدريس أجبالي، عن مجلس الجالية المغربية بالخارج، إنّ المسلمين في أوربا ما زالوا يتعرضون للتضييق والعنف والعنصرية، "فقط لأنّهم مهاجرون"، غير أنّه استدرك أنّ هناك، في المقابل، أشخاصا متنوّرين، وشخصيات مرموقة وبارزة في المشهد الإعلامي ومثقفون يتصدّون لظاهرة العنصرية ضدّ المسلمين، والصور النمطية ضدّهم، لافتا إلى أنّ بإمكان المسلمين اللجوء إلى أشكال قانونية للدفاع عن أنفسهم، ووضع حدّ للمضايقات التي يتعرضون لها، كما فعلت السعودية، عندما علقت جزءً من شراكتها الاقتصادية مع هولندا، بسبب تصريحات السياسي الهولندي فيلدرز ضد المسلمين.

من جانبه حاول الكاتب والصحافي الفرنسي، كلود أسكولوفيتش، أن يقدّم مقارنةً بين المتطرّفين من المسلمين والمسيحيين، مستحضرا النموذج الإيراني، الذي قال إنّه "بليد ورجعي، رغم أنّه يدّعي أنّه يمثل سلطة الله على الأرض، يفرض على النساء أن يرتدين الحجاب، الذي قد تصحبه تجاوزات"، وفي الطرف الآخر، قدم المتحدث نموذج المجتمع الفرنسي، "الذي يدّعي تبنّي قيَم العلمانية والحداثة، لكنّه أيّد قانون منع النساء المسلمات من ارتداء البرقع"، معتبرا أنّ الدولة الفرنسية التي "تدّعي الحرية والحداثة تتناقض مع نفسها".

وذهبَ كلود أسكولوفيتش، إلى القول إنّ "هناك تناميا لتيّارٍ فاشيستي فرنسي، يتجلّى في معاداة الإسلام"، لافتا إلى أنه في الوقت الذي سنّت فيه الدولة الفرنسية قوانين لمعاداة السامية، يتعرّض المهاجرون المنتمون إلى الجالية المسلمة للجلْد يوميّا، وبشكل عنيف، من طرف وسائل الإعلام الفرنسية، ومن طرف المثقفين، الذين يستغلّون خطاب بعض الأئمة المسلمين، الذين يقدّمون الإسلام في صورة خاطئة؛ وأضاف المتحدث أنّ فرنسا عليها أن تستوعب الإسلام كمكّون من مكوّناتها الثقافية، وتُعامل المسلمين على قدم المساواة مع باقي المواطنين الفرنسيين.

وفيما يتعلق بطريقة تناول الإعلام الأوربي لقضايا الإسلام والمسلمين، قال رشيد إدْ ياسين، من جامعة "بربينيان فيا دومتيا"، بفرنسا، إنّ وسائل الإعلام تعتمد بالأساس على نشر التخويف من الإسلام، واعتباره الخطر الدّاهم، يضيف المتحدّث، غيرَ أنّه حمّل جُزءً من المسؤولية للمسلمين أنفسهم، الذين دعاهم إلى عدم ترْك أمور الشريعة لغير أهْل الاختصاص، من أجْل سدّ الطريق أمام من يحاول استغلال بعض الخطابات الدينية من أجل تقديم صورة نمطية عن الإسلام، كما دعا إلى تكوين الفقهاء، حتى يكونوا مسلّحين بثقافة بديلة مسايرة للعصر، وقادرة على دحْض الصور النمطية السائدة حاليا، عن المسلمين في الغرب.

وتناول عبد الرحمان غريوة، الأستاذ بمؤسسة دار الحديث الحسنية في مداخلته موضوع استطلاعات الرأي حول المسلمين في الغرب، والتي قال إنّ هدف كثير منها يصبّ في تجاه خلق جوّ من "الإسلاموفوبيا"، وتهوّل من الإسلام وتعتبره خطرا داهما؛ وأضاف المتحدث أنّ هناك استطلاعات رأي يتمّ نشرها بشكل مكرر، من طرف وسائل الإعلام، "من أجل خلق قلق غير مبرّر من الإسلام والمسلمين لدى الرأي العامّ، وكأنّ المسلمين هم سبب كل المشاكل"، وفق تعبيره، وأضاف أنّ أغلب استطلاعات الرأي تنْحو في هذا الاتجاه، خصوصا تلك التي تُنجز بطلب من وسائل الإعلام، والتي يكون هدفها هو توجيه الرأي العامّ للتعبير عن رفضه للإسلام.

في السياق نفسه قالت مليكة حميدي، المديرة العامّة للشبكة الأوروبية الإسلامية، إنّ كثيرا من وسائل الإعلام الأوربية تغذّي العداء تجاه الإسلام والمسلمين، خاصّة بعد الأزمة العالمية الأخيرة، معتبرة، في مداخلتها التي تطرقت فيها إلى موضوع "صورة المرأة المسلمة في وسائل الإعلام"، أنّ "المرأة المسلمة مستهدفة"؛ واعتبرت المتحدّثة أنّ وضع المرأة المسلمة في فرنسا، يبقى أسوأ، مقارنة مع بلجيكا، "التي يوجد فيها جوّ أقلّ احتقانا"، وفق تعبيرها، معتبرة أنّ فرنسا تعيش نوعا من العزلة، أو تعزل نفسها بنفسها، في الوقت الذي يشهد فيه تعامل باقي البلدان الأوربية مع المسلمين نوعا من التطوّر.

عن موقع هيسبريس

 

مختارات

Google+ Google+