لا زالت الأزمة الاقتصاديَّة التِي تجثمُ على إسبانيا، منذ سنوات، تفاقمُ معاناة المهاجرين المغاربة، وتضطرُّ الآلاف منهم إلى العودة للمغرب أو تيميم شطر وجهات أخرى، بعدمَا يئسُوا من تحسن الأوضاع، ذاكَ ما كشفتْ عنه الأرقام الأخيرة الصادرة عن المعهد الوطنِي الإسبانِي للإحصاء، وقدْ أفادت أنَّ ما يزيدُ عنْ 45 ألف مغربِي تركُوا البلاد، في ظرف عام واحد.
إقفالُ عشرات الآلاف من المهاجرين المغاربة غادرُوا إسبانيا، التي يمثلُون فيها ثانيَ جالية أجنبيَّة، يأتِي بعدمَا كانَ عددهم يفوقُ 759 ألفًا، في 2013، قبل أن ينكفئ ويهوي إلى 714 ألف مهاجر مغربي أحصتهم إسبانيا، مع بداية العام الجاري، وهو ما يظهر أنَّ جالية المغرب في الجارة الشمالية تراجعت بـحواليْ 6 في المائة خلال عامٍ واحد.
وإنْ كان المهاجرون المغاربة يتركُون إسبانيا بعدما ضاقتْ بهم السبل، فإنَّ الوجهات التي يسلكونها تختلفُ، حيث إنَّ عددًا منهم، يتجه شمالًا نحو بلدان أوروبيَّة أخرى، لعلهُ يجدُ عملًا فيها، مثل فرنسا وبلجيكا وحتَّى ألمانيَا، بيدَ أنَّ القسم الأكبر من المهاجرين الذِين يختارُون العودة يقصدُون المغرب.
وفيمَا لمْ يوضحْ المعهد السبب الذِي اضطرَّ مغاربة إسبانيا إلى مغادرة البلاد نحو وجهاتٍ أخرى، تبرزُ الأزمة الاقتصاديَّة كإحدى أبرز العوامل التي اضطرتْ المغاربة إلى المغادرة، سيما أنَّ إحصاءاتِ السنة الماضية، كانت قد أظهرت أنَّ الجالية المغربية في إسبانيا منْ أكثر الأجانب تضررًا بالأزمة الاقتصاديَّة، حتى أنَّ أزيد من 50 بالمائة منهم كانُوا عاطلِين عن العمل.
المهاجرُون المغاربة ليسُوا وحدهمْ من غادر عددٌ منهم الديار الإسبانيَّة، حسب الإحصاءات الرسمية في إسبانيا، فالرومان وهم أول جالية أجنبية في البلاد، تراجعُوا إلى 730 ألفًا في العام الحالِي، بعدما كان عددهم يربُو على 759 ألفًا، أيْ أنَّ أزيد منْ 39 ألفًا منهم غادرُوا البلاد، فيما كان مهاجرُو كولومبيا الأكثر "نزوحًا"، وقدْ تراجعَ عددهم بـ22.75 في المائة، هابطًا منْ أزيد من 223 ألفًا إلى 172 ألفًا. شأن البوليفيين الذِين غادرَ نحوُ 36 ألفًا منهم.
في غضون ذلك، لمْ يتأثر الفرنسيُّون والألمان المتواجدُون في إسبانيا بالأزمة، بخلاف مواطني شمال إفريقيا وأوروبا الشرقية أوْ أمريكا الجنوبية، حيثُ إنَّ عدد الفرنسيين الذين غادروا إسبانيا خلال عامٍ واحد لمْ يتعدَّ مائة شخص، في الوقت الذِي وصل فيه الألمان المغادرُون للمملكة الإيبريَّة حواليْ 255 شخصًا.