قال سلاّم برّادة، القنصل العام للمملكة المغربية بألميريا، إنّ اجتماعات عدّة جمعت القنصلية العامّة التي يشرف عليها بمسيّري ميناء المدينة من أجل الإحاطة بكل الجوانب العملية لعملية العبور "مرحبا 2014".. وأضاف، ضمن تصريح لهسبريس، أنّ التدابير المفعّلة قد أضحت مألوفة وتجعل العملية تمرّ بسلاسة جراء خبرة أعوام، إلاّ في بعض الحالات الاستثنائية التي تشهد مشاكل طفيفة تستوجب التدخل، وغالبيتها تقترن بسوء أحوال الجو التي تمنع السفن من الإبحار.
واعتبر برادة أنّ اليقظة متوفرة على طول عملية "مرحبا"، وذلك استعدادا لأوقات الذروة التي يمكن استشراف الاكتظاظ الذي قد تُسفره، "يتوقع أن يكون ذلك عند مقدم الأسبوع الأخير من رمضان وكذا كامل شهر غشت من العام الجاري" وفق تعبير ذات المسؤول القنصليّ.
ويعدّ المركز القنصليّ بألميريا حديث النشأة نسبيا باعتبار افتتاحه لأبوابه بداية الألفيّة الحاليّة، لكنّه يشمل جالية مغربية كبيرة العدد وواسعة الانتشار، إذ تتوفر على 85 ألف مسجّل، نصفهم نساء، غالبيتم يتواجدون بألميريا وجوارها مستقرين للاشتغال غالبا في المجال الفلاحي الذي يضمن أرزاق ما يعادل 95% من الأيادي العاملة، وما يقارب الـ50 ألفا منهم أعمارهم تتأرجح ما بين الـ25 والـ50 عاما.
القنصل العام المغربي بألميريا صرّح بأنّ الجالية المغربية بالمنطقة "أفلحت في الاندماج مع الساكنة المحلية التي كانت، بداية وفود الأجانب عليها، قد دخلت في تشنجات مع ظاهرة الهجرة بفعل انزوائها الأصلي بعيدا عن الوافدين".. واسترسل: "الاحوال اليوم تغيرت بشكل كبير ولم تعد هناك أصداء لممارسات الماضي في هذا الشأن.. والعديد من المغاربة أصبحوا متملكين لفضاءات إنتاج فلاحية خارجين بذلك من المقاربة النمطية التي تجعل تواجدهم بالمنطقة في إطار المياومة أو الإجارة".
كما نفى ذات المسؤول المغربي وجود مغربيات ضحايا للتحرش الجنسي بالضيعات الفلاحية لألميرية، موردا في هذا الصدد، ضمن ذات اللقاء مع هسبريس، أنّه "لم يتمّ التوصل بأي شكاية عن نساء ضحايا لتحرشات جنسية مفترضة بالضيعات الفلاحية لألميريا، وبالتالي فإنّ ذلك غير مطروح بالمرّة لدى القنصليّة المغربية ذات الصلاحيَة".. وواصل: "كنت قد اطلعت على مواد صحفية عن حالات سجّلت بجهة وِيلبَا، لكنها لم تشمل مغربيات بعدما طالت أجنبيات من جنسيات غير مغربية".
جدير بالذكر أن المغرب يتوفر على 11 قنصلية فوق التراب الإسباني فقط، ويكشف برادة عن وجود مشاريع من أجل دعم هذه البنية القنصلية مستقبلا حيث يتوقع زيادة قنصليتين إضافيتين بذات البلد، "بالرغم مما يتطلبه الأمر من موارد وإمكانيات جبّارة، وهذا دليل على العناية بالجالية المغربية المقيمة بإسبانيا" وفق سلام برّادة الذي يبرز أيضا أنّ "القنصليات المغربية تتكفل بكل المصاريف المرتبطة بنقل جثامين المتوفين، المنحدرين من أسر غير قادرة على تحمل الأعباء المالية، صوب التراب المغربي من أجل الدفن.. وتكفي مراسلة قصيرة لتلقي أجوبة آنية تفعّل الإجراءات بسرعة".
وأصرّ برادة على توجيه شكره إلى كافة المؤسسات والسلطات المغربية التي تسهر على تنفيذ التعليمات الملكية برعاية أبناء المغرب المتواجدين بالمهجر، "ذلك نابع من درايتي بما يتم القيام به من لدن كل هؤلاء المتدخلين.. لكن الجهود ينبغي ان تتظافر من لدن الجميع، بما فيهم أفراد الجالية، لاجل التشريف بكل المغاربة الذين لا يستحقون إلاّ الخير كلّه" يقول القنصل العام للمغرب بألميريَا.
عن موقع هيسبريس