الأربعاء، 03 يوليوز 2024 10:16

أجواء شهر رمضان بكراكاس

الثلاثاء, 08 يوليوز 2014

عندما يحل شهر رمضان الفضيل بفنزويلا، وتحديدا بعاصمتها كراكاس، تشد الجالية المسلمة المقيمة بهذه المدينة الرحال صوب مسجد الشيخ إبراهيم بن عبد العزيز الابراهيم، لتلتمس من الأنوار الربانية التي جلبها الشهر العظيم ولتتزود بجرعات إيمانية تسمو بالنفوس وتزكيها.

في كراكاس وفي غيرها من المدن غير الإسلامية يجتهد المسلمون بشكل أكبر خلال شهر رمضان من أجل التغلب على بعض المشاكل اليومية وفي مقدمتها إشكالية التوفيق بين أوقات العمل والتزام الحضور إلى المسجد لأداء الصلوات والتقرب إلى الله بالطاعات وتلاوة القرآن الكريم.

وفي هذا السياق يقول عبد الله الكولومبي، الذي اعتنق الإسلام قبل 32 سنة ويشغل حاليا منصب أمين مسجد الشيخ إبراهيم بن عبد العزيز الابراهيم، إن شهر رمضان يمثل بالنسبة للجالية المسلمة المقيمة بهذا البلد فرصة للتزود بالتقوى والإيمان خاصة وأن الشهر الفضيل يؤلف بين القلوب المختلفة التي يوحدها الإسلام والإيمان.

ويضيف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن المسجد يساهم في إفطار الصائمين من خلال موائد يومية يحضرها أزيد من 200 صائم من مختلف الجنسيات والبلدان، موضحا أن اليوم الرمضاني يتميز بحضور ملفت للمصلين في جميع أوقات الصلاة من الفجر حتى صلاة التراويح التي يؤديها نحو 450 شخصا بهذا المسجد، أحد أكبر مساجد أمريكا اللاتينية.0

كما أن شهر رمضان الفضيل يمثل فرصة للقيمين على المسجد من أجل ربط الصلة المباشرة بأفراد الجالية المسلمة بهذا البلد من خلال إعطاء دروس في اللغة العربية وتحفيظ القرآن الكريم إضافة إلى مساعدة المسلمين الجدد على التعرف على الدين الإسلامي ورسالته السمحاء القائمة على المحبة والتعايش بين جميع بني البشر.

وأبرز عبد الله الكولومبي، أن كثيرا من الفنزويليين غير المسلمين يرغبون في التعرف على دين الاسلام وخاصة في شهر رمضان لدرجة أنهم يبدون استعدادهم لصيام الشهر الفضيل إسوة بالمسلمين.

 

من جهته اعتبر عبد الجليل معروف، وهو مغربي يقيم بكراكاس، منذ نحو عقدين من الزمن، أنه كلما حل شهر رمضان إلا ويحمل معه نفحات ربانية تشمل المؤمنين وتسمو بنفوسهم، فيتنافسون في التقرب إلى الله عز وجل بالطاعات والصلاة والدعاء والقيام وتلاوة آيات الذكر الحكيم وشكر المولى عزت قدرته على نعمه وآلائه التي لا تعد ولا تحصى.

 

وأضاف أن المغاربة في كراكاس يشتاقون إلى أجواء رمضان في المغرب حيث الأهل والأحباب والأصدقاء وعادات وتقاليد الأجداد التي تصاحب الشهر الفضيل، موضحا أنه "مهما حاولنا إخفاء مرارة الغربة والبعد عن المغرب الحبيب فلا نستطيع إلى ذلك سبيلا".

 

وأوضح أن المغاربة أينما حلوا أو ارتحلوا يظلون على الدوام أوفياء لدينهم ولما ورثون من عادات وتقاليد ضاربة في القدم، لافتا إلى أن شهر رمضان يعد بحق شهر العبادات والسمو بالنفس وتطويعها على الإكثار من الاستغفار وصلة الرحم المعلقة بعرش الرحمان.

 

أما إمام وخطيب المسجد، محمد متولي، مصري الجنسية، فيعتبر في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن شهر رمضان نفحة ورحمة من الله عز وجل على الأمة الإسلامية.. هو شهر فيه عتقاء من النار، وشهر المغفرة والإقبال على رب العالمين، كما أن جزاء صيامه لا يعلمه إلا الله عز وجل، مصداقا للحديث القدسي "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي به".

 

وأوضح أن مائدة الإفطار التي دأب المسجد على إعدادها تروم تعزيز عرى التواصل والتعارف والتضامن بين أفراد الجالية المسلمة حتى يقدموا صورة لما يجب أن يكون عليه المجتمع الإسلامي، داعيا الله عز وجل إلى أن "يبرم للأمة الإسلامية إبرام رشد يعز فيه أهل طاعته ويذل فيه أهل معصيته وأن يجمع كلمة المسلمين ويوحد صفهم بفضله وكرمه إنه سميع مجيب الدعوات".

 

لا ينكر أفراد الجالية المسلمة بكراكاس، لاسيما من يستقلون وسائل النقل العمومي، الخوف الذي يساورهم وهم في طريقهم إلى المسجد، فالمسافة الزمنية الفاصلة بين أقرب محطة لمترو الأنفاق وبيت الله لا تتجاوز مئات الأمتار، غير أن المتوجهين إلى المسجد يحسبونها دهرا لعدم وجود إنارة عمومية مما يجعل المنطقة مرتعا خصبا لذئاب بشرية تتربص بالمارة فلا يتنفس المسلم الصعداء إلا وهو يضع رجله داخل المسجد، فيطمئن قلبه بذكر الله في انتظار رحلة العودة إلى بيته.. يدعو الله أن تكون سالمة آمنة. 

مختارات

Google+ Google+