الأربعاء، 03 يوليوز 2024 08:48

محمّد مخشان.. مغربي يقتسم مستقبله بين مجالَين وسط مدريد

الثلاثاء, 05 غشت 2014

يقتسم محمد نبيل مخشان انتماءه إلى المغرب ما بين مدينة سلا، التي أقام بها بمعيّة أسرته، وكذا مدينة القصر الكبير بحكم انحدار أصله منها.. بينما يعيش حاليا وسط العاصمة الإسبانيّة مدريد التي راكم بها مسارا مهنيا محترما وآخر جمعويا يحضى بالكثير من التقدير.

محمّد نبيل هو خرّيج لجماعة الـ"أوطونوما" بالعاصمة الإسبانيّة، كما خبر العمل الجمعوي في عدد من النتظيمات التي لعب دورا مفصليا فيها بمدريد، حيث يختصّ في مجال النسيج وتدبير مقاولاته، زيادة على التقريب ما بين الثقافات لبلوغ التعايش المفترض فيما بينها.

مسار التكوين

تحصّل مخشان، عام 1997، على الإجازة التطبيقيّة في إدارة الأعمال من جامعة محمّد الخامس بالرباط.. وقد قرّر أنذاك فتح أفاق أرحب لنفسه عبر الانخراط ضمن تجربة هجرة قاته صوب الديار الإسبانيّة.

ويقول محمّد نبيل إن قصده إسبانيا يعدو طبيعيا بحكم انتمائه إلى منطقة شماليّة من وزن القصر الكبير، مختارا الاستقرار بمدريد من أجل تعميق الدراسة عبر إنجاز دراسة مقارنة ما بين الاقتصاد الإسباني والمغربي من أجل الوقوف على نقاط قوّة وضعف كل منهما، مركّزا فيها على قطاع النسيج بالنظر إلى مكانته المتميزة لدى المملكتين.. وقد نال عن ذلك دبلوما للدراسات العليا المعمّقة، كما يتوفر ذات الشاب المغربي على دبلومات أخرى تهمّ مجال الإعلاميّات وكذا أوراش البناء.

صعوبات الهجرة

يقول محمّد إنّ تنقله من أجل الدراسة خارج المغرب كان مغامرة بفعل عدم استفادته من أي منحة دراسيّة تقيه التقلبات وتجعله يفي بالتزاماته الدراسيّة تجاه ذاته، أوّلا، وكذلك نحو المؤسسة التعليميّة الجامعية التي ولجها لاستكمال دراسته.

كما يكشف مخشان أنّه لجأ، كمعظم المغاربة الذين وجدوا أنفسهم ضمن ذات الوضعيّة، إلى الاعتماد على نفسه وما يحمله من تحدّ لتخطّي الصعوبات التي اعترضته.. "كنت أزاوج بين الدراسة والعمل، وغالبا ما كنت أخصّص الفترة الصيفيّة للاشتغال وتوفير المال من أجل إكمال دراستي بحلول الخريف الموالي" يزيد محمّد نبيل.

انشغال مضاعف

استفاد محمد نبيل مخشان من التكوين الاقتصاي الذي انخرط فيه من أجل الاشتغال ضمن مؤسّسة بنكيّة لمدّة طويلة نسبيا بامتدادها على 11 عاما بالتمام والكمال.. هذا قبل أن يحسم خياراته ويقرّر شقّ المسار الخاصّ به، ضمن استثمار يهمّه، ويعني إنشاء "مَاركَة" منتجَة للملابس، مفضلا الانطلاق بالملابس الدّاخليّة قبل البصم على توسّع نحو أنواع أخرى من الأزياء.

وإلى جوار ذلك يُعنَى أداء نفس الطاقة المغربيّة المستقرّة في مدريد بتحركات جمعويّة تهدف لتحقيق التعايش ما بين الثقافات، منخرطا ضمن مبادرة لمحاولة تغيير الصورة النمطيّة التي تُشاع عن المغرب والمغاربة عبر أعمال سينمائيّة وتلفزيّة، كمسلسل "برِينْثِيبِّي" الذي أساء للبلد ويُستعدّ لبث جزئه الثاني قريبا بإسبانيا.. "لقد أساء هذا الإنتاج التلفزي للمغاربة وعموم المسلمين، ونحن مع تشجيع ثقافة الحوار، وحتّى الضغط على منتجي هذا الخطاب المسيء، لتغيير هذه الصورة غير الحقيقيّة بالمرّة".

ويعدّ مخشان فاعلا ناشطا ضمن الشأن الاقتصادي وشقّه الدّاعي من مدريد لإقامة بنوك إسلاميّة، مدافعا عن توافقها مع المجتمع الإسباني وقدرتها على تحقيق نتائج إيجابيّة كتلك التي حققتها ببريطانيا.. "نعدّ الحين ملتقَى عالميّا سينعقد بإسبانيا من أجل التعريف بهذا المنتوج البنكي ومعاملاته الماليّة البديلة" يزيد محمّد نبيل.

إلى من يهمّهم الأمر

يعتبر ذات الشاب المغربيّ الباصم على مسار مهني وجمعويّ مثير للاهتمام أنّ الدراسة وتوسيع المدارك هي سبيل النجاح للراغبين في الانخراط ضمن تجارب للهجرة خارج المغرب.. ويعترف بأنّ الرسالة التي يخصّهم بها تقترن بتحديد الهدف لكونه مفتاحا للنجاح السلس.

يقول محمّد نبيل مخشان: "لا وجود لمن يضع النجاح صوب عينيه، بصدق تام، ويحصد الفشل"، ويضيف: "من قرّروا قصد إسبانيا يجب أن يعوا بأنّ المجتمع هنا لا يرفض الآخر، فهو مدرك لما له وما عليه، وزيادة على ذلك فإنّ أفراده يتوفرون على عقليات قريبة للغاية من نظيراتها المغربيّة، ويكتفي التحلي بالشفافيّة التامّة لكسبهم بالكامل وتلقي مسانداتهم الشاملة".

عن موقع هسبريس

 

مختارات

Google+ Google+