التقى موقع ناظورهوي بالأستاذ الباحث بجامعة ألميرية بإسبانيا ومدير العلاقات الدولية بنفس الجامعة، السيد الحسن بلعربي متخصص في الهندسة الكيميائية وأجرت معه عدة لقاءات وفي مواضيع مختلفة كالجهوية الموسعة البيئة والتنمية المستدامة وغيرها واختار كأولوية موضوع الهجرة الذي حصل من خلاله على العديد من الجوائز من بينها جائزة ًالمهاجرً منحته إياه جامعة الدول العربية مؤخرا.
في الآونة الأخيرة احتفل المغرب بجاليته بالخارج في العاشر من غشت 2014 بهذه المناسبة وبصفتكم فاعلا جمعويا ومقيما بديار المهجر لا شك أنكم راكمتم تجربة حول الهجرة فهل لديكم تصورا ما حول الموضوع؟
أولا أذكر بأن موضوع الهجرة والمهاجرين ظاهرة كونية تهم كل العالم وتتضمن ايجابيات بالنسبة للطرفين: الدولة المستقبلة والدولة المصدرة هذا بالرغم من المواقف السلبية لليمين المتطرف ببعض الدول الغربية؛ وهجرة الأدمغة التي تحرم الدولة من فرص الاستثمار والتنمية، لذلك يجب التفكير في إيجاد استراتيجية محكمة للاستفادة من خبرات وطاقات هذه النخبة وإشراكها في المشاريع التنموية للبلاد.
لاشك أن تصوركم هذا لم يصدر من فراغ، فهل هناك تجارب في دول أخرى أثارت إعجابكم؟
بالفعل هناك دول رائدة في هذا المجال كالصين والهند كولومبيا جنوب افريقيا وغيرها لكنني أتوقف أولا عند دولة الصين التي خلقت قرى وأحياء صناعية لإيواء مشاريع هذه الفئة. ثنيا أثارت إعجابي التجربة الكولومبية التي اعتمدت على شبكات عقولها في المهجر وربط الصلة بينهم وبين مواطنيهم بربط بكولومبيا لتحويل الخبرات والمعارف.
نعرف أن المغرب أضحى من الدول التي تعنى بالهجرة والمهاجرين عبر العديد من المؤسسات، فكيف تقيمون أدوارها هذه الأخيرة في زمن التحولات بالمغرب الحديث؟
فعلا هناك العديد من المؤسسات التي تهتم بشؤون المهاجرين، أذكر على سبيل المثال الوزارة المكلفة بالجالية المغربية بالخارج، وزارة الخارجية ، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة القاطنين بالخارج، وزارة التشغيل، مجلس الجالية المغربية بالخارج وغيرها من المؤسسات والملاحظ من الناحية الكمية هناك عدد كثير من المؤسسات لكون الهجرة تستلزم تدخل كل هذه الأطراف باعتبار أهمية واختصاصات كل واحدة منها، ولا يمكن تجاهل مجهوداتها اتجاه المهاجرين، فقط الأمر يستوجب تنسيقا محكما بينها وتوحيــــد الرؤى والجهود لتحقيق نتائج أفضل.
العاشر من غشت 2014 المنصرم، نظمت الوزارة المكلفة بالجالية المغربية بالخارج لقاء بالرباط، حضره العديد من الشخصيات السياسية وكذا رئيس الحكومة واثر إلقاء السيد عبد الله بوصوف كلمته قاطعه بعض الأفراد من الجالية مرددين عبارة =ارحل= فما هو تعليقكم وتقييمكم لهذا التصرف؟
رغم أنني لم أكن من المدعوين لهذا اللقاء لأسباب أجهلها، فقد تابعته عبر وسائل الإعلام وتأسفت مستغربا لمثل هذا السلوك غير المبرر تجاه الأستاذ عبد الله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية بالخارج، وأنا أعرفه جيدا كمؤرخ ومثقف مشرف لبلده، إنه رجل شجاع لايعرف المراوغة ومتفان في عمله داخل هذه المؤسسة. أظن أن عدد الأشخاص الذين هتفوا في وجهه بتلك الطرقة يعـــدون على أصابع اليد الواحدة، وليس للمرة الأولى التي ينفعلون فيها بهذه الطريقة غير المتحضرة وللإشارة فمجلس الجالية المغربيـــة بالخارج يعتبر مؤسسة استشارية وليس بهيئة سياسية أو مؤسسة تنفيذية.
يبدو أن هناك مفارقة أو خلل ما، ففي الوقت الذي نتتبع فيه أنشطتكم وانجازاتكم في الصحف المحلية الوطنية والدولية، اسهاماتكم القيمية في مجال تخصصكم العلمي وأيضا في مجال الهجرة والتنمية، نسمع اليوم بأنكم غير مدعويين في لقاء 10 غشت 2014؟
سؤال وجيه لكنني توصلت بوابل من التساؤلات من طرف المتتبعين لموضوع الجالية، والواقع أنني لم أتوقف كثيرا عند هذه المحطة وهذا السؤال يجب أن يطرح على الوزارة المكلفة بالجالية المغربية بالخارج وعلى الساهرين على تنظيم اللقاءات مع ممثلي الجالية المغربية بالخارج.
السيد الحسن بلعربي من مواليد مدينة الناظور أواخر دجنبر 1965، الحاصل أيضا على كرسي البيئة والتنمية المستدامة من طرف المؤسسة العربية الأوروبية وشهادة تقديرية من وزارة الخارجية الكولومبية كعربون على الاسهامات القيمية في مجال الهجرة، له العديد من المؤلفات باللغتين الاسبانية والانجليزية في مواضيع اهتماماته، والحاصل على جوائز في ميدان البحث العلمي، نتمنى لكم كامل التوفيق والنجاح في مسيرتكم والى لقاء قريب بحول الله.