الأربعاء، 03 يوليوز 2024 08:21

حفصَة: لا زلت أتذكّر النظرات التي طالت حجابي بجامعة برشلُونَة

الثلاثاء, 07 أكتوير 2014

ما زالت حفصَة تتذكّر أولَى الخطوات التي مشتهَا وسط كليّة الهندسة المعماريَّة بمدينة برشلُونَة وهي حاملة للحجاب فوق رأسها، تماما كما النظرات التي كانت تطالها وقتها، من الأساتذة والطلبة، بشكل لم تتمكّن من نسيانه حتّى الحين.

حفصَة أشبالي، ابنة الدّار البيضاء التي قادها طلب العلم إلى الديار الكتلونيَّة، قالت بأنّ هذا المعطَى، الذي سجّلته ذاكرتها بدقّة قبل 6 سنوات من الآن، ما زال ماثلا في متخيلها بوضوح.. "لقد كَان الأمر غير مألوف، ولا واحدة من الفتيات كَانت تحضر الحصص بمنديل يغطّي رأسها، لذلك كنت أُحدج بكل تلك النظرات طيلَة مدّة غير يسيرة".

وتنفِي أشبالي، ضمن تصريحها لهسبريس، أن تكون أي من المعاملات التمييزيَّة قد طالتها بناء على "اختلافها الشكليّ" مقارنة مع من يشاركُونها ذات الكليّة.. وتزيد: "لقد تمّ تخطّي هذا الوضع باعتيادي على نظرات المدقّقين في حجابي، كما أن تحقيقي الاندماج دراسيا واجتماعيا ساعد في تبديد هذا الاختلال الذي ما زلت أتذكّر كل تفاصيله وكأنها قد جرت اليوم".

وكانت حفصة أشبالي قد نالت شهادة الباكلوريا من ثانوية الإمام مالك بالعاصمة الاقتصاديّة للمغرب، كما اجتازت امتحانات "السيليكتِيبِدَاد"، المتعلقة بإتقان اللغة الإسبانية والدراسة بها، عقب دراستها بموازاة مع السنة الأخيرة لتلقيها دروس العام الأخير من الباكلوريا.

"خيار الهجرة من أجل التعلم بالخارج كان احتياطيا، وذلك في انتظار نيل القبول بالمؤسسات الجامعية المغربيَّة ذات العلاقة بهندسة البناء، لكنّه فُعّل بعد عدم الفلاح في تخطّي مباريات الولوج، خاصّة وأن الطلب المقدّم لجامعة برشلونة تم التأشير عليه" تقول حفصة قبل أن تزيد: "الهدف الأول من الدراسة بكتالونيا كان مقترنا بدراسة هندسة البناء، وقد استطال على سنوات أربع، وبعدها بدأت مشوارا متخصصا جديدا يهم الهندسة المعماريَّة".

وتقرّ حفصة بكونها تعرضت إلى "صدمة كبيرة" حين انتقالها إلى برشلونَة واكتشاف أن التكوين بمؤسساتها الدراسية العليا لا يتمّ بالإسبانية وإنّما بالكتلانيَّة.. وتورد بشأن ذلك: "لقد أخذ مني هذا المستجدّ وقتا للاندماج، بمعية مواكبة من محيطي، لأجل ضبط هذه اللغة والمصطلحات التقنية التي ترتبط باستعمالاتها وسط فصول الدراسة الأكاديميّة.. بينما تخلصت من الإحساس بالغربة بعد التعرف على أناس من محيطي الدراسي والاجتماعيّ".

حلم حفصة أشبالي اليوم يقترن بالتركيز على نيل الدكتوراه في مجال تخصّصها قبل معاودة قصدها المغرب، ذلك أن حلمها يلتصق بمسيرة مهنيَّة ترغب في البصم عليها بنجاح فوق تراب الوطن الأمّ.. "لي رغبة جامحة في تحقيق حلمي بالنجاح مهنيا ضمن ممارستي الهندسة المعمارية في بلدِي الذي أحبّه كثيرا، وسأعمل كل ما في وسعي للبصم على ذلك" تقول حفصة.

عن موقع هسبريس

مختارات

Google+ Google+