ياسمين الحسناوي، هي إحدى المغربيات اللواتي صنعن الحدث بالمهجر، وبصمن حضورهن بشكل ايجابي, لقد رفعن رأس المغرب عاليا في أوطان الأغراب، وجعلن من المرأة المغربية قدوة في الفكر والحضارة والرقي...
في بلاد الأحلام و الاختلاف والحريات، سترفع ياسمين صوتها عاليا من أجل الدفاع عن قضيتها الوطنية، حيث لم تكن تعي ابنة المحمدية التي حصلت على دبلوم الدراسات العليا في التواصل والاعلام بجامعة القاضي عياض بمراكش، بعد إجازة في الادب الإنجليزي، أن تغير من اهتماماتها لولا استفادتها من منحة «فولي برايت» المنحة التي حققت حلم أزيد من 300000 طالب من العالم وهي من اعرق المنح التي تقدمها امريكا لطلبة كل البلدان، الناطقين باللغة الإنجليزية ،وبسبب هده المنحة ستدرس الأستاذة الحسناوي طلبة خمس جامعات أمريكية لمدة تزيد عن 8 سنوات «الثقافة المغربية» و ستكون من أنشط نساء الجالية المغربية حيث انخرطت بشبكة (هوم أوف موروكن إيديكترز أند موروكن ستودنتس إن أميركا) كما انخرطت بمنظمة العفو الدولية وجمعيات ثقافية أخرى، ومن خلال هذه المنظمات سوف تحاول ياسمين اسماع باقي الاطياف الحقوقية وجهة نظر الطرح المغربي ، بعد ان اكتشفت الحضور القوي للطلبة الانفصاليين بأمريكا، حيث يستفيدون من دعم الدول الإسكندنافية، كما اكتشفت قوة تأثيرهم على المنظمات الدولية، بسبب أنشطتهم المستمرة، وجلب المتضامنين مع توجهاتهم السياسية، وهذا ما جعل الأستاذة ياسمين، تنتقد بجرأة الموقف الضعيف للديبلوماسية المغربية بأمريكا واعتبرت أن من بين الأسباب الى ذلك هو ان الجهات الرسمية، قد قزمت دور الجالية المغربية أولا، ثم من خلال اعتمادها على آليات تواصل كلاسيكية لا تتمشى مع الثورة الرقمية التي أصبحت سلاح الجميع، كما تأسفت لغياب التوثيق بالسفارات والمكتبات الجامعية الأجنبية، حيث لا يمكن للباحث مهما كانت جنسيته إيجاد ولو كتاب واحد يؤرخ ملف الصحراء، كمرجع يتم اعتماده، في حين سنحت الفرصة للجهة الأخرى لتملأ هذا الفراغ، وتصنع مجد بطولتها في الديبلوماسيات ".
وأمام تلك الأجواء التي عاشتها الباحثة الحسناوي، فإنها جعلت من الدفاع عن قضيتها الوطنية جوهر اهتمامها، وحاولت اشراك كل محيطها من طلبة وفاعلين، مما جعلها في بحث دائم ومستمر عما يقوي رصيدها المعرفي في موضوع الصحراء، وقد اختارت ان يكون موضوع أطروحتها في الدكتوراه» العلاقة المغربية الجزائرية من خلال دور الجزائر في النزاع حول الصحراء"
فالباحثة الاكاديمية ياسمين الحسناوي هي عضو مؤسس ورئيسة الولاية الحالية لمؤسسة الصداقة المغربية الامريكية وهي مؤسسة تضم العديد من الكفاءات المغربية التي خاضت تجربة الدراسة او العمل بأمريكا لأجل تعزيز العلاقات المغربية الامريكية، وكذا تبادل الخبرات والثقافات، وتشجيع كل المبادرات التي بإمكانها خدمة البلدين، وقد حصلت ياسمين على جائزة اعتراف من مكتب التعاون الأمريكي بالمغرب، تشجيعا للمبادرات التي قدمتها كأستاذة للجامعة الامريكية والتي عززت العلاقة المغربية الامريكية ...
إضافة إلى هذا، فقد حاولت ياسمين إغناء النقاش الحقوقي سواء بالمغرب او الخارج، وقد شاركت بفعالية في عدة ندوات وطنية بكل جهات المملكة، كما شاركت ببروكسيل ضمن وفد مغربي قدم ندوات فكرية وثقافية حول الصحراء مع جمعيات التحالف الشمال الأطلسي، كما كانت من أبرز المشاركين في جل دورات مجلس حقوق الانسان بجنيف، وهي في كل مرة تترافع من اجل دعم مسلسل السلم والتنمية الذي يسعى المغرب الى تحقيقه من خلال وقف النزاع حول الصحراء...
ومن خلال حضورها الدائم أمام المنظمات الأممية وتكوينها المستمر في المرافعات الحقوقية تم اختيارها كخبيرة في الترافع من طرف المجلس الأوربي والفيدرالية العالمية للشباب الليبرالي لتكوين أربعين شابا ينشطون داخل بلدانهم حول حل النزاعات والوساطة، وقد قدمت لهم الخبيرة ياسمين عروضا نظرية وتطبيقية حول اشكال تدبير النزاعات كما اقتدت بتجربة المغرب في اعتماد آلية التنمية كوسيلة لتدبير الصراع حول الصحراء...
وبعد أن قضت ثمان سنوات بالديار الامريكية، عادت ياسمين لتقرر الاستقرار ببلدها الأصلي، تحمل عدة مشاريع وأفكار لخدمة قضايا تعنى بالشأن المحلي ،وقد انخرطت في العديد من المبادرات الاجتماعية والثقافية، ايمانا منها أنه لا يمكن أن تصنع الحضارات دون الاعتماد على العنصر البشري، وان كل كفاءة مكانها الطبيعي هو تقديم خبراتها لموطنها الأصلي الذي في امس حاجة الى العطاء ، كما تتأسف كثيرا لعزل الطاقات وهدر ابداعها بعدم اشراكها في صنع القرارات، والاعتماد على تجاربهم العلمية والميدانية باعتبار أن اغلب الكفاءات المغربية هجرت لاسترداد الخبرة وليس لخدمة بلدان المهجر وعليهم أن يجدوا المناخ الملائم حين عودتهم ،فقط لخدمة بلدهم ،من خلال مساهمتهم في صنع المستقبل, فهم نخبة الوطن ولهم غيرة على تقدمه وحضارته...
هذه فقط نبذة عن الباحثة الاكاديمية ياسمين الحسناوي الشابة البشوشة التي عرفت كيف تدافع عن مغربية الصحراء بلغة سلسة وبجرأة لا مثيل لها في الاعتراف بالأخطاء التي شابت الملف ديبلوماسيا وامميا، هي شابة مغربية شرفت الشباب والمغرب في المحافل الدولية تستحق كل الدعم والتنويه.