يعيش العديد من المغاربة المقيمين في بوركينا فاسو على إيقاع "الخوف" من الأحداث الخطيرة التي تشهدها البلاد، حيث أضرم متظاهرون النار في مقر برلمان بوركينا فاسو، احتجاجا على رغبة الرئيس، بليز كمباوري، البقاء في الحكم بعد 27 عاما من الرئاسة.
وعرفت بوركينا فاسو، اليوم الخميس، انتفاضة عنيفة أحدثت خسائر جسيمة في البنايات والمؤسسات الرسمية، حيث استهدف المحتجون الغاضبون مقرات حكومية ومنازل مسؤولين، احتجاجا على مشروع القانون الحكومي لتعديل الدستور بما يسمح بتمديد فترة الرئاسة.
وقال سمير، من أبناء الجالية المغربية في واغادوغو، في تصريحات مقتضبة لهسبريس إن المغاربة يعيشون وأياديهم على قلوبهم، خشية أن يتعرضوا للأذى وسط الكم الهائل من التخريب والفوضى التي تعيشها بوركينا فاسو.
وانتقد المتحدث ذاته ما قال إنه إهمال ولا مبالاة لاقاها مغاربة بوركينا فاسو من لدن السفارة المغربية بالعاصمة واغادوغو، مضيفا أن السفارة لم تكلف نفسها عنها حتى عناء السؤال بالهاتف عن المواطنين المغاربة، بينما باقي السفارات نادت على رعايا بلدانها لحمايتهم.
وتابع المهاجر بأن ما يحز في نفس المغاربة المقيمين في بوركينا فاسو، في خضم الانتفاضة العنيفة الدارة حاليا في البلاد، أن سفارة دولة مثل فرنسا سارعت إلى تجميع مواطنيها عندها لحمايتهم من أي سوء محتمل، بينما سفارتنا المغربية لم تحرك ساكنا، كأن أمر مواطني بلدها لا يعنيها".
ولفت المواطن المغربي أنه أمام ما يحدث حاليا في بوركينا فاسو، وجراء لا مبالاة السفارة المغربية بالعاصمة واغادوغو إزاء الرعايا المغاربة، لجأ العديد من المهاجرين إلى إغلاق أبواب بيوتهم عليهم اتقاء ما قد يحصل من أعمال نهب وتخريب.
وأضاف المهاجر المغربي أنه "في اللحظة التي يتحدث فيها، يتوجه محتجون غاضبون نحو القصر الرئاسي، فيما شقيق الرئيس بلاز كمباوري تم القبض عليه في المطار وهو يستعد للفرار إلى خارج البلاد.
وأفادت تقارير اليوم بأن نحو 1500 متظاهر اخترقوا حواجز الشرطة واقتحموا البرلمان، وعاثوا فيه تخريبا، كما أضرموا النار في المستندات وسرقوا أجهزة الحاسوب، وأحرقوا السيارات.
وكان من المنتظر أن يعرض مشروع القانون المثير للجدل، اليوم الخميس، على نواب البرلمان البوركيني، غير أنّ الأحداث المتواترة حالت دون ذلك، وهو ما أجبر الحكومة البوركينية على إعلان سحبها للمشروع المقترح.
وفي غضون ذلك أعلن رئيس بوركينا فاسو، حالة الطوارئ في البلاد وحلّ الحكومة، ساعات بعد مقتل 15 شخصا على الأقل في اشتباكات بين الحرس الرئاسي، ومتظاهرين غاضبين أمام القصر الرئاسي بالعاصمة واغادوغو.