في إطار الدورة الرابعة للمهرجان اللاتيني الأمريكي للفيلم العربي، المنظمة من 30 أكتوبر إلى 12 نونبر الجاري ببوينوس أيرس، جرى مساء أمس الاثنين افتتاح أسبوع للسينما المغربية بفيلم "وداعا كارمن " لمحمد أمين بنعمراوي.
وسيتواصل هذا الأسبوع، الذي تم افتتاحه بحضور سفير المغرب لدى الأرجنتين السيد فؤاد يزوغ ومدير المركز السينمائي المغربي السيد محمد صارم الحق الفاسي الفهري، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد ببوينوس أيرس وجمهور من المهتمين، إلى غاية 9 من الشهر الجاري، حيث سيتم تقديم باقة من الأعمال تستعرض جانبا من تطور الفن السابع بالمغرب ضيف شرف الدورة الرابعة للمهرجان اللاتيني الأمريكي للفيلم العربي.
ويحكي فيلم و"داعا كارمن"، الحائز على عدة جوائز خلال تظاهرات سينمائية، قصة الطفل "عمار" المقيم ببلدة ريفية مع خاله المتسلط بعد هجرة والدته إلى بلجيكا مع زوجها الثاني، والعلاقة التي توطدت بينه وبين"كارمن" وهي شابة إسبانية تعيش رفقة شقيقها، الذي هاجرت معه من إسبانيا خلال العهد الفرانكاوي.
وبالرغم من أن الفيلم ناطق باللهجة الأمازيغية الريفية إلا أنه بفضل توفق مخرجه في توظيف الصورة بشكل جذاب وإيحائي يجعل من اللغة عاملا ثانويا في التبليغ شد إليه الجمهور الحاضر بقوة، سيما وأنه ربط بشكل سلس بين قصة "عمار" والسياق التاريخي للمكان والزمان. وكان سفير المغرب ببوينوس أيرس، قد نوه باختيار منظمي المهرجان اللاتينو أمريكي للفيلم، المغرب ضيف شرف هذه الدورة، مشددا على الدور الذي يمكن للسينما أن تضطلع به في التقارب وإرساء أواصر الصداقة بين الشعبين المغربي والأرجنتيني.
كما أبرز التطور الذي عرفه الإنتاج السينمائي في المغرب خلال العقدين الأخيرين مع ظهور جيل جديد من السينمائيين الذين استطاعوا إثبات حضورهم ومهنيتهم، مشيرا إلى أن هذا الحدث سيتيح للجمهور الأرجنتيني اكتشاف المغرب عبر الفن السابع.
ومن جهته، أعرب مدير المركز السينمائي المغربي عن إعجابه بالاهتمام الذي يوليه الجمهور ووسائل الإعلام في الأرجنتين للسينما المغربية، مذكرا بالدور الذي يقوم به المركز السينمائي المغربي في النهوض بالإنتاج السينمائي الوطني.
وأكد أن أسبوع السينما المغربية ببوينوس أيرس يسعى لأن يكون "نافدة " على تطور المجتمع المغربي وخصوصياته، مؤكدا على أهمية استفادة البلدين مما يتيحه اتفاق التعاون في المجال السينمائي، الموقع بينهما سنة 2000 بالرباط، من إمكانيات لإنجاز أعمال مشتركة.
ويتضمن برنامج هذا الأسبوع عرض أعمال لمخرجين مغاربة آخرين، من بينهم فوزي بن سعيدي ونور الدين لخماري ومحمد العسلي وكمال كمال وعثمان الناصري.
وإضافة إلى المغرب، يشارك في هذا المهرجان الذي دأبت جمعية السينما الخصبة على تنظيمه منذ 2010 كفضاء للقاء والتبادل بين مهنيي الفن السابع من العالم العربي وجمهور أمريكا اللاتينية، عدد من البلدان العربية منها البحرين ومصر والإمارات العربية المتحدة والعراق والأردن ولبنان وقطر وتونس وفلسطين، فضلا عن مؤسسات سينمائية وطنية من الأرجنتين والبرازيل وفنزويلا وكولومبيا والشيلي والمكسيك.
وتجدر الإشارة إلى أنه إلى جانب عدد من الأعمال السينمائية من لبنان وسوريا وفلسطين وتونس، تم اختيار فيلم "هم الكلاب " للمخرج المغربي هشام العسري للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان.