في إطار احتفائه بـ"المغرب بشتى الألوان"، يعرض معهد العالم العربي بباريس، من 13 إلى 18 نوفمبر، مجموعة من الأفلام المغربية، تنتمي إلى تيارات فنية متعددة، تجسد التنوع الثقافي واللغوي بالمغرب.
ودعا مدير معهد العالم العربي بباريس، جاك لانغ، في كلمة بالمناسبة، إلى اكتشاف السينما المغربية، من خلال العروض التي سيقدمها المعهد لزواره.
وأضاف لانغ أن الجمهور الأوروبي والعربي سيكتشف، عبر عدد مهم من الأفلام الطويلة والقصيرة، التي تمثل مختلف الحساسيات الفنية "أوجه الحراك الفني والثقافي بمغرب اليوم، تبرز ازدهار الفن السابع المغربي في السنوات الأخيرة".
وتتضمن العروض السينمائية، التي تبدأ الخميس، 18 فيلما من أفضل الأعمال السينمائية في السنوات العشر الأخيرة بالمغرب، منها أفلام طويلة ناجحة، مثل "الطريق إلى كابول" لإبراهيم الشكيري، الذي تربع على عرش شباك التذاكر المغربي لمدة ثلاث سنوات.
وتدور أحداث الفيلم الروائي الطويل، الذي يجمع كوكبة من خيرة الممثلين المغاربة، حول موضوع الهجرة، التي تناولها الشكيري بطريقة تختلف تماما عما ألفناه في عدد من الأفلام السابقة، إذ يتميز بأحداثه المفعمة بالمواقف الكوميدية الهادفة، وملامسته العديد من القضايا المحلية والعالمية.
فبعد تناوله للعديد من المواضيع الاجتماعية المحلية مثل (البطالة، والحلم بالهجرة، والشعوذة، والتفكك الأسري، والرشوة، والقرصنة، والنصب...) في شطره الأول الذي تدور أحداثه بالدارالبيضاء، ينتقل الفيلم إلى ملامسة مواضيع عالمية مثل (الحرب على الإرهاب، والتطرف الديني، والسيطرة الأميركية على العالم، وتجارة المخدرات...) في شطره الثاني، الذي تدور أحداثه في العاصمة الأفغانية كابول.
وينتقد الفيلم في قالب كوميدي ساخر السياسة الأميركية في أفغانستان، وحربها على الإرهاب، ودورها في دعم الجماعات الإسلامية المتطرفة، وصناعة شخصيات وهمية، مثل شخصية بن لادن التي جسدها سعيد باي.
ويعرض المعهد فيلم "الحافة"، لليلى كيلاني، الذي حصد أزيد من 20 جائزة دولية ووطنية سنة 2012،
وتتداخل في الفيلم عوالم الانسان بعوالم المدينة عوالم يجمعها القهر الاجتماعي، قهر ينتج عنه خلل في توازن المجتمع، فيصبح مجتمعا قاسيا لا يرحم ابناءه، الفيلم يحكي قصة أربع فتيات مراهقات، مررن بمرحلة اجتماعية ونفسية وفيزيولوجية صعبة، واقمن في مدينة تمر بدورها بمرحلة جديدة من التحول الاقتصادي والاجتماعي وهي مدينة طنجة، ولعل هذا الاختيار المكاني له مغزى رمزي مرتبط بشخوص الفيلم وحالتهم الملتبسة.
الفيلم يرمي الى تجسيد المدينة بضوضائها وشغبها وتحولاتها المتجددة داخل شخوص يصنعون الواقع المرير والمتشعب في شريان هذا الوحش الاسمنتي، هؤلاء الشخوص رغم انوثتهن ورقتهن الا انهن يصطدمن بجدار المجتمع الصلب القاسي، فيصبحن بدورهن قاسيات يحملن داخلهن جينات انتقامية تظهر في سلوكهن الاجرامي، فينقلبن من ضحايا الى مجرمات محترفات.
ويتابع المشاهد "الصوت الخفي"، لكمال كمال، الذي يمثل المغرب حاليا في مهرجان القاهرة، و"وداعا كارمن"، لمحمد أمين بن عمراوي الذي حصد عشرات الجوائز خلال عرضه بالعديد من المهرجانات الدولية والوطنية منذ مطلع السنة الجارية، و"موت للبيع" لفوزي بن سعيدي، و"كازانغيرا" لنور الدين لخماري، و"عاشقة من الريف" لنرجس النجار، و"العجل الذهبي" لحسن الكزولي، و"ارضي" لنبيل عيوش، و"عرائس من قصب" لمومن السميحي.
ومن بين الأفلام القصيرة التي ستعرض بالمناسبة، هناك "اليد الثالثة" لهشام اللادقي، و"خلاص لعبد الإله زيرات، و"بطاقة بريدية" لمحاسن الحشادي، و"ليلتهن" لنرمين يامنة فقير.
وتتميز التظاهرة بمناقشة الأفلام مع مخرجيها، فضلا عن تنظيم مائدة مستديرة يوم 15 نونبر، يشارك فيها مهنيون من الضفتين، لمناقشة مساهمة الصناديق الثلاثة لدعم السينما بالمملكة، وهي صندوق دعم الإنتاج، وصندوق دعم تنظيم المهرجانات، وصندوق دعم رقمنة وتحديث وإحداث القاعات السينمائية.