الأربعاء، 03 يوليوز 2024 08:24

الحجاب و"الباسبور" يلقيان أسرة مغربية في قبضة الأمن الفرنسي

الخميس, 25 دجنبر 2014

"إخاء، حرية، عدالة" هو شعار الجمهورية الفرنسية الذي يرى البعض أنه بدأ يفقد بريقه ومصداقيته، حيث تعرضت أسرة مغربية للاعتقال في قلب مدينة باريس، والتهمة كما تورد الأسرة هو أن "الأم محتجبة، وشقيقها الذي جاء لزيارتها يحمل جواز سفر مغربي".

وتعود تفاصيل هذه القصة إلى شهر شتنبر الماضي، عندما قامت أسرة مغربية مقيمة في فرنسا، مكونة من الأم وبناتها الثلاثة باصطحاب خالهم القادم من المغرب لزيارة برج إيفل، غير أن زيارتهم لهذا البرج الشهير كانت في الوقت غير المناسب.

وصادفت زيارتهم اليوم الذي كانت تتوقع فيه السلطات الأمنية الفرنسية خروج مظاهرات منددة بالرسوم الكاريكاتورية الساخرة من النبي محمد، لذلك أصدر المدعي العام الفرنسي قرارا يسمح لرجال الأمن بتوقيف كل من يُشتبه في مشاركته في مظاهرات "تهدد النظام العام".

الأسرة المغربية، التي كانت تجهل بكل هذه التطورات، تفاجأت بعد الوصول لمحيط برج إيفل بمجموعة من رجال الشرطة يحاصرونهم من أجل التأكد من هوياتهم، وقدمت الفتيات الثلاث ووالدتهن بطائقهن الوطنية الفرنسية، وقام خالهن بتقديم جواز سفره المغربي.

وبدون تقديم أي تفسير، قامت الشرطة الفرنسية باعتقال المواطن المغربي، كما طلبت من الفتيات ووالدتهن مغادرة المكان فورا، وفي اللحظة ذاتها شاهدت الفتيات عددا من رجال الشرطة وهم يقتادون سيدة محتجبة إلى سيارة الشرطة.

هذا الأمر دفع إحدى البنات الثلاث، والتي تدعى فتيحة، إلى سؤال رجال الشرطة عما إذا كان حجاب والدتها سببا في طردهم من محيط برج إيفل، لكن سؤالها معلقا بقي بدون جواب.

"كل ما قالوه أن رجال الشرطة سيرافقوننا إلى محطة القطار" تقول فتيحة في تصريحها لجريدة "ليبيراسون" الفرنسية، غير أن متاعب هذه الأسرة لن تنتهي عند هذا الحد، حيث قرر رجال الشرطة الفرنسية اصطحابها إلى مقر الشرطة، عوض محطة القطار.

"عشنا لحظات عصيبة وتعرضنا للاعتقال التعسفي، وللتحقق من الهوية لأكثر من أربع مرات"، تورد فتيحة مضيفة بأنهم قضوا أكثر من أربع ساعات في مقر الشرطة دون أن يخبرهم أحد عن سبب اعتقالهم، ولم يكونوا لوحدهم بل وجدوا أسرة مغربية أخرى جاءت لباريس من أجل قضاء العطلة، قبل أن يجدوا أنفسهم معتقلين دون معرفة السبب.

وبعد أن انتهت الشرطة من التحقيق مع الأم وبناتها الثلاث، طلبت منهن الإمضاء على محضر تعترفن فيه بأنهن شاركن في مظاهرة ممنوعة، وهو ما رفضته الفتيات "لكن رجال الشرطة أصروا على أن نوقع على المحضر، حتى يتم إطلاق سراحنا" تقول فتيحة.

رضخت الفتيات لطلب الشرطة، وحتى الأم التي لا تجيد قراءة الفرنسية ستوقع على المحضر دون ترجمة، وهو الأمر الذي دفع الأسرة المغربية إلى رفع دعوى قضائية ضد الأمن الفرنسي، وهي الدعوى التي تثير حاليا الكثير من الجدل في فرنسا.

عن موقع هسبريس

مختارات

Google+ Google+