يبدو أن تداعيات الهجوم الدموي الذي استهدف جريدة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة، قبل أيام خلت، لن تقف عند حدود الشجب والاستنكار من هنا وهناك، بل طالت نظرة العديد من الفرنسيين إلى الجاليات المسلمة هناك، فيما يظل مغاربة فرنسا مرشحين أكثر لأضرار ما بعد حادثة "شارلي".
وتعتبر الجالية المغربية بفرنسا من أكبر الجاليات المتواجدة بفرنسا، حيث يفوق عددها 1.2 مليون مهاجر، كما أن مغاربة استطاعوا تسلق أعلى المراتب والمناصب في مجالات مختلفة بفرنسا، ما جعل المغاربة رقما صعبا يفرض نفسه داخل المجتمع الفرنسي منذ سنوات.
كمال أحنكور، 26 عاما وأب لطفلين، فرنسي الجنسية، تعرض لحادث اعتداء في مدينة ماكون Macon الفرنسية من طرف أربعة أشخاص يرتدون أقمصة طبع عليها "أنا شارلي" je suis Charlie ، في إشارة إلى تضامنهم لما جرى للصحيفة الفرنسية التي قتل خمسة من صحفييها على يد متطرفين.
ووفق ما حكاه يوسف ناخيل، أحد أفراد الجالية المغربية بفرنسا، لهسبريس، فإن قصة الاعتداء على كمال، ابن الحسيمة، بدأت عندما كان متوجها بسيارته إلى منزله، غير أنه قبل ذلك عرج على إحدى محطات الوقود، لكنه فوجئ بسيارة تقف وراءه على متنها أربعة أشخاص يرتدون أقمصة طبع عليها je suis Charlie .
ويسرد ناخيل ما حكاه له صهر كمال، حيث كانت بأيدي الأشخاص الأربعة قبضات حديدية les poignées américains، فانهالوا عليه بالضرب، حتى أغمي عليه، فاستفاق بعد حوالي ساعتين ليجد نفسه بأحد المستشفيات، فاضطر الأطباء إلى حلق لحيته حتى يتمكنوا من خيط وجهه المليء بالجروح".
وتعرضت مغربية أيضا، قبل أيام قليلة، تقطن في مدينة villeurbanne، في ضواحي ليون، للتعنيف الجسدي في أجواء انتقامية لحادثة "شارلي لإيبدو"، حيث اعتدى عليها ثلاث شبان، وانهالوا عليها بالضرب حتى كسروا لها ضلعين بجسدها، بالإضافة إلى جروح خطيرة".
ويؤكد مغاربة يقيمون بفرنسا أن تعامل عدد من الفرنسيين معهم، بعد حادثة "شارلي إيبدو" اتسمت بنوع من التحول، على الأقل على مستوى النظرات وتعبيرات الوجه، وسلوكيات تنم عن الحيطة والحذر، ما يجعلهم يخشون من تحول هذه المؤشرات إلى تصرفات عنصرية ضد الجالية المغربية هناك.
وطالب مغاربةٌ بفرنسا من الصحافة المغربية دعمهم ومتابعة أخبارهم، حتى لا يتعرضوا للتعنيف دون أن يكون لهم سند في تبليغ معاناتهم، داعين الحكومة وسفارة المغرب بفرنسا بالتحرك لحماية الجالية المغربية من أية سلوكات عنصرية محتملة خاصة بعد الأحداث الإرهابية التي ضربت فرنسا.