تجمع نحو 17 الف متظاهر من المعادين للإسلام بعد ظهر الاحد في دريسدن شرق المانيا، في تراجع مقارنة بعدد المشاركين في اخر تجمع لهم في هذه المدينة.
ويسجل رقم المشاركة هذا الذي قدمه متحدث باسم الشرطة، تراجعا في عدد المتظاهرين المؤيدين لحركة بيغيدا المناهضة للمسلمين والتي تطالب بسياسة هجرة جديدة تكون أكثر تشددا.
وكانت التظاهرة الاسبوعية الاخيرة لبيغيدا التي جرت في الثاني عشر من يناير الماضي جمعت 25 الف شخص, وهو رقم اعتبر الاعلى بين تظاهراتها التي بدأت في العشرين من تشرين الاول/اكتوبر الماضي.
وتجمع الاحد هو الاول لبيغيدا بعد الغاء التجمع الاخير لها بسبب توجيه تهديد بالقتل لاحد قادتها واستقالة زعيمها.
في المقابل تظاهر الاحد نحو خمسة الاف شخص من المناهضين لبيغيدا في دريسدن ودعوا الى الانفتاح والتسامح مع المهاجرين.
ورفع متظاهرو بيغيدا يافطات تحمل عبارات مثل "من اجل بلد سيد" و"ايها الناس الشرفاء انتفضوا" و"شكرا بيغيدا", في هذا التجمع الثالث عشر للحركة وهي اختصار ل "وطنيون اوروبيون ضد اسلمة الغرب".
وهذه الحركة التي ولدت في 20 اكتوبر 2014 في هذه المدينة البرجوازية والمحافظة في المانيا الشرقية سابقا, كانت تتظاهر كل مساء اثنين في اقتباس للحركات العفوية التي سبقت اسقاط جدار برلين نهاية 1989 وتمكنت من جمع ما يصل الى 25 الف شخص في 12 يناير.
لكن الحركة التي انتشرت في معظم المدن الكبرى الالمانية وتثير تعبئة قوية ضدها، منعت تظاهرتها الاثنين الماضي بسبب مخاطر حدوث اعتداء يستهدف أبرز قادتها لوتز باشمان.
وبعد يومين من ذلك، اعلن باشمان استقالته بعد نشر صورته في الصحف في شكل هتلر والكشف عن تصريحات مشينة له بشان اللاجئين. وترك قيادة الحركة لكاترين اورتيل (37 عاما).
وقال غابرييل شونهير (57 عاما) لفرانس برس "نحن لسنا ضد المسلمين الذين يريدون العمل في المانيا، نحن لسنا نازيين جددا. لكن من يريدون العيش في المانيا (..) يجب ان يتاقلموا مع واقع البلد".
واعرب وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير عن القلق لتأثير حركة بيغيدا على صورة المانيا في الخارج، وذلك في حديث الاحد لصحيفة بيلد الشعبية.
وندد رئيس المجلس المركزي للمسلمين ايمن مزيك السبت بتزايد الهجمات المعادية للمسلمين في المانيا، مشيرا الى "اهانات" تطال في الغالب نساء محجبات و"تخريب" مساجد واعمال "عنف" بحق ائمة.
عن وكالة الأنباء الفرنسية