في حادث مأساوي جديد على بعد أميال قليلة من السواحل الإيطالية عثرت فرق الإنقاذ على قاربين شبه فارغين للمهاجرين السريين على مقربة من جزيرة “لامبيدوزا” ، القارب الأول يحمل مهاجرين إثنين فقط اما القارب الثاني فكان على متنه سبعة مهاجرين.
والمؤكد أن القوارب التي تنطلق في غالب الأحيان من السواحل الليبية لا تحمل فقط هذا العدد من الأشخاص إذ يتم تكديسهم فيها إلى آخر سنتميتر وهذا يدل على أن من كانوا على القاربين لقوا حتفهم في عرض البحر ويرجح أن يكون سوء الأحوال الجوية وهيجان البحر وراء المأساة الجديدة إذ وصل علو الأمواج في الأيام الأخيرة إلى أزيد من ثمانية أمتار.
وقالت “كارلوتا سامي” عن “المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ” إنها استطاعت التحدث مع المهاجرين التسعة الأحياء الذين عُثر عليهم في القاربين ونقلت عنهم كون عدد الأشخاص الذين كانوا في القارب الأول 105 أشخاص و107 في القارب الثاني وأن الجميع غرقوا، مضيفة أن أحد القوارب انقلب ما تسبب في وفاة ركابه بينما الثاني حدث له عطب على مستوى المقدمة وأحدث العطب حالة من الذعر وسط الركاب ليفقد توازنه ويغرق هو أيضا بمن فيه.
كما نقلت “كارلوتا” عن الناجين كونهم انطلقوا من السواحل الليبية يوم السبت الماضي ولم يتم العثور عليهم إلا في الساعات الأولى من صباح اليوم (الأربعاء).
هذا وشهدت السواحل الإيطالية في الأيام القليلة الماضية وفاة تسعة وعشرين مهاجرا سريا بسبب البرد القارس.
وتعالت الأصوات المنددة بما يقع في المتوسط داعية إلى ضرورة إعادة العمل بخطة الإنقاد المسماة “ماري نوستروم ” التي أوقفتها السلطات الإيطالية.
يذكر أن المآسي الأخيرة التي عرفها البحر الأبيض المتوسط أعاد إلى الأذهان كارثة يوم 13 أكتوبر عندما أخرجت السلطات الإيطالية غير بعيد عن نفس المكان جثت 366 شخصا بينهم نساء وأطفال، وكان رجال الإنقاذ قد التقطوا حينها صورة مؤلمة لأم ظلت ملتصقة بابنها حتى وهما في قاع البحر وهي الصورة التي أحدثتت حينها ضجة كبيرة.