استطاعت جنازة المسلمين الثلاثة الذين قتلوا على يد متطرف أمريكي، أن تجمع اليوم الخميس، الآلاف من المُشيِّعين من جنسيات وديانات مختلفة، بمقبرة الجمعية الإسلامية بمدينة "رالي" في ولاية "كارولاينا الشمالية".
وإلى جانب أسرتي الضحايا وعدد كبير من الجامعيين والأكاديميين أساتذة وطلبة، حضر ممثلون عن الحكومة المحلية متمثلة في وزير العدل والأمن القومي وشخصيات سياسية وعسكرية، فضلا عن وفود من الجاليات المسلمة على رأسهم مغاربة. إلى جانب المئات من وكالات الأنباء المحلية والدولية.
إلى ذلك، قال الدكتور بلقاسم ناهي رئيس المنتدى المغربي الأمريكي للإغاثة والتنمية في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إنه يعرف الشاب ضياء شادي بركات عن قرب إلى جانب كل من زوجته يسر محمد أبو صالحة وشقيقتها رزان، مؤكدا أنهما كانا "من أفضل الشباب الملتزم بقيم الإسلام في التسامح وخدمة الآخرين.
وتابع ناهي وهو مدير جهوي للإغاثة الإسلامية بواشنطن، أنه تعرف على الشباب الثلاثة منذ سنين مضت، موضحا أنهم كانوا دائمي التطوع للقيام بأعمال خيرية إنسانية، إلى جانب اشتغالهم قيد حياتهم في برامج إغاثية كثيرة.
ويرى الباحث في شؤون التنمية، أن مقتل هؤلاء الشباب هو إنذار للجميع للمساهمة في إيجاد مناخ سليم للتعايش، مطالبا من الإدارة الأمريكية التعامل بالجدية المطلوبة مع هذه المذبحة والضرب على أيدي العنصريين والمتطرفين.
وقبل صلاة الظهر ألقيت كلمات من قبل ممثلي العديد من المنظمات الأهلية المسلمة بالولايات المتحدة، أدانوا فيها الحادث، وطالبوا بالقصاص في أقرب وقت ممكن للضحايا. وأعربوا عن بالغ تعازيهم لأسر الضحايا وذويهم.
وفي كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة، أعرب أسامة أبو إرشاد عضو مجلس إدارة منظمة "مسملو أمريكا من أجل الفلسطينيين"، عن قلقه البالغ من ذلك الهجوم، مؤكداً رفضهم لسبب الهجوم الذي أعلنت عنه الشرطة في وقت سابق والتي ذكرت أن الحادث جاء بسبب خلال على مكان لتوقيف السيارات.
وتابع قائلا: "المسلمون جزء من المجتمع في الولايات المتحدة، ومن المؤسف أن ظاهرة الإسلاموفوبيا باتت في تطور مستمر"، معرباً عن أمله في أن تتلاشى هذه الظاهرة في القريب العاجل.
إلى ذلك، حجَّ ليلة البارحة أقارب وأصدقاء الضحايا، إلى باحة جامعة " شابل هيل" ترحما على مقتل الشباب الثلاثة، حاملين الشموع وباقات الورود، ومنددين بالجريمة المرتكبة على يد المتطرف الأمريكي ذي 46 سنة، المعروف بازدرائه للأديان السماوية وكرهه لها، وذلك قبل أن يسلم نفسه للشرطة التي اتهمته بالقيام بجريمة قتل من الدرجة الأولى.
عن موقع هسبريس