يحل نائب رئيس الوزراء، ووزير الشؤون الاجتماعية الهولندي، لودويك أشر، بالمغرب بداية من الأسبوع المقبل، حيث سيزور الرباط لمدة يومين، من المرتقب أن يلتقي خلالها برئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، وعدد من كبار المسؤولين المغاربة، من بينهم وزير الداخلية، محمد حصاد.
وأفادت منابر إعلامية هولندية بأن زيارة نائب رئيس الوزراء للمملكة تأتي بمبادرة منه ورغبة أبدتها الحكومة الهولندية، بغية مناقشة عدد من الملفات الحيوية مع الجانب المغربي، والتي لها نفس الاهتمام لدى الطرفين، خاصة مواضيع التطرف والإرهاب واندماج المسلمين في المجتمع الهولندي.
وتابعت ذات المصادر بأن زيارة المسؤول الهولندي للمغرب ستكون مخصصة أساسا لمناقشة سُبل محاربة التطرف الديني في البلدين معا، باعتبارهما معنيان بهجرة العديد من الشاب إلى بؤر التوتر في سوريا والعراق، خاصة الالتحاق بتنظيم "داعش" وقائده أبو بكر البغدادي.
ويُعرف المغرب بكونه من بين أكثر البلدان "تصديرا" لشبابه نحو تنظيم "داعش"، حيث تشير إحصائيات دولية إلى أن المملكة تأتي في المرتبة الثالثة بين الدول العربية، من حيث الملتحقين بهذه الجماعة، بعد تونس والسعودية، بعدد يصل إلى 1500 مقاتل مغربي، فيما سبق لوزير الداخلية الكغرب يأن حدد عددهم في حوالي1222 مقاتل، يضاف إليهم مغاربة أوربا.
وتنبع أهمية التباحث الثنائي بين المسؤول الهولندي مع مسؤولين حكوميين مغاربة، إبان زيارته المرتقبة، حول ملف محاربة التطرف والإرهاب، والحد من هجرة الشباب إلى "داعش"، بالنظر إلى أن هولندا تعيش ذات المشكلة، حيث ارتفع في الآونة الأخيرة عدد مسلمي هولندا الذين يغادرون الأراضي المنخفضة في اتجاه تنظيم البغدادي.
ويقدر عدد المسلمين الهولنديين الذين انضموا إلى تنظيم "داعش"، بحسب تصريحات رسمية من لدن وزير الداخلية الهولندي، رونالد بلاستيرك، في وقت سابق العام الماضي، بحوالي 180 "جهاديا" هولنديا، عاد منهم قرابة 35 مقاتلا، وقُتل في الحرب 21 جهادي هولندي.
وعدا ملف محاربة التطرف، سيتباحث الطرفان المغربي والهولندي حول موضوع اندماج المهاجرين المغاربة داخل المجتمع الهولندي، فضلا عن عدد من المشاكل التي تواجه مغاربة هولندا، منها موضوع العنصرية ضدهم وملف التعويضات، فضلا عن مناقشة معضلة الهجرة من دول إفريقيا جنوب الصحراء نحو المملكة.