تواصل المغربية لطيفة بن زياتن، والدة الجندي عماد بن زياتن، الذي قتل على يد محمد مراح، الجهادي الفرنسي من أصل جزائري، قبل ثلاث سنوات من الآن في تولوز، “معركتها” لإقناع الشباب في فرنسا بضرورة الإيمان بالسلم والسلام، بعيدا عن التعصب في الديانات.
في لقائها الأخير، مع طلبة مدرسة “ماريز-باستي”، تحدثت رئيسة جمعية “عماد بن زياتن للشباب والسلام”، عن حياتها بعد وقبل وفاة ابنها البكر، إذ بعد أربعين يوما من الحداد، واستجماع قواها، قررت لطيفة زيارة مكان وفاة ابنها “قلت لنفسي إن عماد ترك لي بالتأكيد رسالة.. ربما تركها بخط يده على الأرض قبل وفاته.. لكنني لم أر سوى آثار دماء”، تقول بن زياتن.
وسألت أم عماد لحظة وصولها إلى مسرح الجريمة مجموعة من الشباب إن كان حقا حيث تقف هو مكان وقوع الجريمة، فكانت إجابة أحدهم صادمة، على حد تعبيرها:”محمد مراح بطل، هو شهيد الإسلام”، قبل أن ترد عليه بـ :”الإسلام لا يقتل الأبرياء، بل دين سلام وتسامح”، عندها فقط عرفوا من تكون، واعتذروا لها.
ولم تخف المتحدثة نفسها، أنها تتلقى بشكل دائم التشائم والتهديدات “المرأة التي ترتدي الحجاب وتتحدث عن العلمانية والجمهورية، لا ينظرون إليها بشكل طبيعي.. لكنني على الرغم من كل شيء، لست خائفة ولم أستسلم في إيصال رسالة السلم والسلام”.
وجدير بالذكر، أنه في 11 مارس 2012، قام محمد مراح على متن دراجة نارية صغيرة بقتل شاب في تولوز بعد استدراجه إلى كمين. وفي 15 من الشهر نفسه، أطلق النار على ثلاثة جنود في مونتوبان على مسافة 50 كلم من تولوز، حيث قتل اثنين منهم فيما أصاب الثالث بجروح، كما قام بعد أربعة أيام من ذلك بقتل أستاذ وثلاثة أطفال يهود في مدرسة عوزار هاتورا مستخدما سلاحا أوتوماتيكيا، قبل أن يحاصر داخل منزله ويقتل من طرف عناصر الأمن الفرنسيين.