أبدى المسؤولون الإيفواريون في مجال الهجرة والادماج، اهتماما بالغا بتجربة المملكة في مجال تدبير شؤون المغاربة المقيمين بالخارج، مؤكدين سعيهم لاستنساخ تجربته، وخصوصا على مستوى مجلس الجالية.
وفي هذا الاتجاه استعرض إدريس أجبالي عضو مجلس الجالية، تجربة المجلس، ضمن ندوات أول منتدى لجالية الكوت ديفوار بالخارج، معرجا على تجربة المغرب في مشاركة المهاجرين في الحياة السياسية التي أفضت لتمثيلة لهم داخل المؤسسة البرلمانية، وتأكيده أن المملكة أعطت هذا الحق لهم منذ سنة 1984 إلى غاية 1992.
ويأتي طلب دولة كوت ديفوار لتجربة المغرب في مجال الهجرة تنفيذا للاتفاق الذي وقعه الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، ووزير الاندماج الإفريقي والإيفواريين بالخارج، علي كوليبالي، في مجال تدبير شؤون الجالية، خلال حفل ترأسه الملك محمد السادس، ورئيس جمهورية الكوت ديفوار الحسن وتارا، خلال يناير الماضي بمراكش، على هامش الزيارة التي قام بها الرئيس الإيفواري للمغرب.
وأكد أجبالي في هذا الاتجاه أمام الايفواريين، على ضرورة تنزيل مضامين الاتفاقية الإطار، معتبرا أن هدف المغرب هو "مساعدة الكوت ديفوار على خلق مجلس للجالية، لذلك يأتي تجميع الجالية للتشاور معها في هذا الشأن".
وبعدما كشف أن المغرب ساعد دولة الكوت ديفوار، أوضح أن "خلق المجلس جاء لتفعيل الاتفاق بين البلدين، واصفا "التعاون المغربي الايفواري بالنموذجي، وذلك بعد إطلاعهم على التجربة المغربية، بهدف خلق آلية مستقلة تهم المهاجرين".
"الهدف هو خلق هيئة استشارية، واستشرافية، لتنوير الجالية في الكوت ديفوار"، يقول أجبالي، الذي أكد على "أهمية المنهجية التشاركية مع الجالية الايفوارية للتفكير في إخراج مجلس لها، مذكرا "أن ملك المغرب فتح باب التشاور حول إنشاء المجلس منذ سنة 2006 عبر المجلس الاستشاري لحقوق الانسان، رغم أن الجالية المغربية تتواجد في 51 دولة وأضحت تشكل جاليات، وليس جالية واحدة".
أجبالي اعتبر أن "التشاركية يمكنها الحد من التوترات فيما بعد، وذلك لاستحالة الحديث عن المنهجية التمثيلية"، مضيفا "لكن في المقابل يجب أن يأخذ بعين الاعتبار جميع الفئات والبلدان في تشكيلته، مع التركيز على بعد حقوق الانسان".
بدوره أكد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، في تصريح لهسبريس، "أن المغرب يهدف إلى نقل تجربته لإفريقيا لأنها عمقنا، وبالتالي لابد من تدعيم هذا العمق لنكون صلة وصل بين مختلف الهجرات"، مشددا على أهمية "إنشاء فضاء مشترك للدفاع عن مصالح المهاجرين، وخصوصا في الدول الأوربية".
بوصوف أوضح أن التجربة المغربية رائدة في مجال الهجرة، مضيفا أن " العديد من الدول الافريقية ترى في التجربة المغربية نموذجا يحتدى به، ويسعون للإستفادة منه، ونقله لبلدانهم التي نشترك معها نفس المصير"، على حد تعبير الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج.
وبعدما أشار أن المستقبل للقارة الإفريقية، أضاف "نحتاج جهودا متبادلة لتطوير الاقتصادات وخلق فضاء مشترك للتعاون، وتبادل الخبرات"، موضحا أن "المغرب لا يجب أن يلعب دور الدركي لأوربا لوقف تدفق المهاجرين"، مضيفا أن "فتح باب الهجرة ليس للأسباب نفسها التي دعت أوربا لفتحها، وليست أسبابا اقتصادية مرتبطة بإعادة بناء المغرب، بل هي نوع من التضامن الإنساني والأخوي لتدعيم التعاون جنوب جنوب"، قبل أن يوجه دعوة للمجتمع المغربي إلى التحرك عن طريق استقبالهم واحترام خصوصياتهم.
واعتبر بوصوف، "أن المغرب لم يستقبل المهاجرين للحد من هجرتهم لأوربا، لكن لنؤكد أن هناك فرص لإعادة بناء الدول الإفريقية"، مسجلا أن "مثل هذه المنتديات يمكنها أن تشكل حاجة للاستغناء عن أوربا، لكون افريقيا قارة غنية، وتتوفر على مؤهلات طبيعية وبشرية هائلة".