لم يعد الجدل حول العنصرية والعداء للأجانب استثناء في فرنسا، إلا أنه أخذ بعدا جديدا بعد اندلاع "حرب التصريحات" بين الوزيرة الفرنسية السابقة رشيدة داتي، من جهة، والوزيرة الفرنسية الحالية نجاة بلقاسم، التي تشارك الأولى الأصول المغربية.. وذلك إثر خلاف بين اليساريين واليمينيين حول إصلاح التعليم.
وانطلقت أولى شرارات هذا الصراع عندما اعتبر الحزب الاشتراكي الفرنسي تصريحات نيكولا ساركوزي، زعيم حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، في حق وزيرة التعليم نجاة بلقاسم أنها "عنصرية ومعادية للأجانب"، وذلك للرد على الانتقادات التي وجهها الرئيس الفرنسي السابق لكل من وزيرة العدل كريستين توبيرا ووزيرة التعليم نجاة بلقاسم بقوله "في السباق القوي على الأداء المتواضع للوزراء فإن نجاة بلقاسم قد تفوقت على توبيرا في هذا المجال".
تصريحات ساركوزي لم ترق الحزب الاشتراكي، خصوصا وأنها جاءت في حق أكثر وزراء الحكومة تعرضا للانتقادات والهجمات العنصرية بسبب الأصل، ما دفع حزب الرئيس الفرنسي فرانوسوا هولاند إلى إصدار بلاغ يتهم فيه ساركوزي بـ"استهداف توبيرا وبلقاسم، وهذا الأمر ليس مجرد صدفة بل هي مناورة من طرف ساركوزي للحصول على تعاطف ناخبين اليمين المتطرف المعروفين بعدائهم لبلقاسم وتوبيرا".
ووجه الحزب الاشتراكي انتقادات لاذعة لساركوزي على خلفية تصريحه المسيء "الذي ينم على أن ساركوزي فقد بشكل النهائي شرف الممارسة السياسية" وفق تعبير البلاغ الذي أشار إلى أن "توبيرا وبلقاسم كانتا موضوع هجوم عنصري منذ بداية ولاية الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند"، بينما ردت نجاة بلقاسم، المعنية الأولى بهذه التصريحات، بقولها إن "ساركوزي لا يملك أي دروس يمكن أن يقدمها للآخرين".
وانبرت الوزير الفرنسية السابقة رشيدة داتي للدفاع عن تصريحات ساركوزي ضد نجاة بلقاسم عندما كتبت ضمن تغريدة لها على تويتر أن اتهام ساركوزي بمعاداة الأجانب هو أمر مخجل من وجهة نظرها، قبل أن توجه انتقاداتها صوب الحزب الاشتراكي "أنه "لا يميز بين الدفاع عن مبادئ الجمهورية الفرنسية، والمدرسة الفرنسية، وبين معاداة الأجانب" وفق تعبيرها.
وذهبت داتي لحد تبني تصريحات ساركوزي عندما وصفت إصلاح التعليم المقترح من طرف نجاة بلقاسم، التي تتشارك مع رشيدة في نفس الأصول المغربية، بأنه "إصلاح رديء ومتواضع"، قبل أن تتحدى الجميع باتهامها بكونها معادية للأجانب.
وفي الوقت الذي اعتبر الوزير الأول الفرنسي، مانويل فالس، تصريحات ساركوزي بأنها "لا تطاق".. فقد أكد وزير الاقتصاد والمالية، ميشيل سابان، أن هجوم ساركوزي على بلقاسم مرده إلى الأصول المغربية لوزيرة التربية الفرنسية.