في الوقت الذي تعيش فيه أوروبا تنامي خطاب عنصري ضد الأجانب، خصوصا المسلمين، كونهم "عاجزين عن الاندماج في المجتمعات الأوروبية"، قدم مسؤولون إسبان في "طاراغونا"، تقييمهم لمستوى اندماج المغاربة المقيمين في الإقليم، على خلفية مشاركتهم في فعاليات "أيام المغرب" بطاراغونا.
وأكد جوردي سيرا، ممثل رئيس الحكومة الإسبانية بإقليم طاراغونا، أن السلطات الإسبانية لا تواجه أي مشكل مع الجالية المغربية بالمنطقة، مبرزا أنهم "من أكثر الجاليات الأجنبية نشاطا ومساهمة في الأنشطة الثقافية للمدينة"، وفق تصريح المسؤول الإسباني لجريدة هسبريس.
واستدل المسؤول، الذي يمثل أعلى سلطة في طاراغونا، على قدرة المغاربة على الاندماج، بكونهم "يشاركون في جميع الأنشطة الثقافية والإنسانية في الإقليم، ولا يلجئون إلى الاعتزال والتمييز"، مضيفا أن "تحسن العلاقات المغربية الإسبانية سيساهم في "زيادة انخراط المغاربة في الحركة الثقافية والمدنية بالإقليم".
ونفى المتحدث الاسباني أن يكون للمهاجرون المغاربة في منطقة طاراغونا نزوعات متطرفة"، قبل أن يشيد بمسألة تكوين أئمة المساجد الفرنسيين في المغرب على تعاليم الإسلام المعتدل"، مبرزا أنها "فكرة سديدة من أجل محاربة التطرف، ويجب التفكير في تطبيقها."
ومن جهته تحدث خوسي لويس، عمدة مدينة طاراغونا ورئيس برلمانها، عن اندماج كامل للأطفال المغاربة في المدارس الإسبانية، سواء في طريقة التعبير عن أنفسهم، أو في طريقة تعاملهم مع محيطهم"، وفق تعبيره.
وسجل المسؤول وجود بعض "المشاكل الاجتماعية والدينية واللغوية" لدى المغاربة الذين جاءوا إلى إسبانيا، بعد أن قضوا سنوات طفولتهم وحتى شبابهم في المغرب"، مردفا أنه "حتى بالنسبة لهؤلاء فهم يقومون بمجهود إيجابي للاندماج في المجتمع".
وقدم خوسي لويس المثال على اندماج أبناء المهاجرين بشكل أفضل من آبائهم، بأنه عندما يتجول في الطريق، فإن أبناء المهاجرين المغاربة يتعرفون عليه، ويبادلونه التحية، لأنهم يتابعون الشأن السياسي الإسباني ويتحدثون إليه باللغة الكطلانية".
وفسر المسؤول الإسباني هذا الاختلاف في التعامل بكون أبناء المهاجرين قد تعلموا في المدارس الإسبانية ولهم القدرات اللغوية وحتى العلمية للاندماج في المجتمع بشكل أفضل، معبرا عن يقينه بأن اندماج المغاربة بشكل تام في المجتمع الإسباني "هي مسألة وقت فقط".
ووصف بيري غرانادوس كاريو، عمدة مدينة سالو التابعة لإقليم طاراغونا، مستوى اندماج المغاربة في المجتمع الإسباني بأنه "جد إيجابي"، مضيفا بأن المغاربة يقيمون في إقليم طاراغونا منذ عقود "ولم نواجه مع المهاجرين المغاربة أي مشكل في تقبلهم لنمط العيش الإسباني، لأنهم يحترمون الثقافة الإسبانية".