تعرض طالبي اللجوء بروستوك شرق ألمانيا للضرب من قبل منتمين للتيار اليميني، في وقت تزداد فيه العمليات ضد منشآت اللاجئين، بينما تطالب أحزاب وهيئات بتعديل قانون الهجرة الألماني لتسهيل اندماج الوافدين.
وأوضحت الشرطة الألمانية أن خمسة من المخمورين الذين يشتبه في صلتهم بالتيار اليميني المتطرف، أحاطوا بمجموعة من اللاجئين ليلة السبت/ الأحد (19 تموز/ يوليو)، ووجه أحدهم ضربة بالرأس لأحد اللاجئين.
وأضافت أنه تم استدعاء أفراد الشرطة، كما قام سكان المنطقة بنقل اللاجئين إلى مكان آمن، ولكن رجال الشرطة أنفسهم وقعوا في مأزق، عندما انقض عليهم المهاجمون. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع، وهرب المهاجمون. وسجلت في ألمانيا في الأشهر الأخيرة ازديادا غير مسبوق للعمليات التي ينفذها معادون للأجانب ضد مراكز إيواء اللاجئين في عدد من الولايات الألمانية.
مطالبات بتعديل قانون الهجرة
وفي سياق متصل جدد توماس أوبرمان، رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا، دعوته مرة أخرى لصياغة قانون هجرة في ألمانيا نظرا لحالة الفتاة الفلسطينية اللاجئة ريم. وقال أوبرمان في تصريحات لصحيفة "فيلت أم زونتاغ" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر اليوم الأحد: "إن الأمر يسري على نحو خاطئ تماما في ألمانيا، عندما نكون بحاجة للمزيد من الشباب من ناحية، ويكون اللاجئون الشباب المدمجون جيدا مهددين بالترحيل من ناحية أخرى". وتابع: "يتعين علينا الترحيب بالشباب المستعدين للعمل والراغبين في الاندماج وعلينا ألا نردعهم".
وشدد على ضرورة ألا يتم ترحيل الأطفال الذين تعلموا اللغة الألمانية بشكل جيد في المدرسة. يذكر أن التلميذة الفلسطينية ريم 14/ عاما/ أطلعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل يوم الأربعاء الماضي خلال "حوار المواطنين" على الأعباء التي يتم مواجهتها في إجراءات اللجوء والتهديد بالترحيل. وأعربت ميركل عن تفهمها لذلك، وأوضحت في الوقت ذاته أن ألمانيا لا يمكنها استقبال الجميع، ولهذا السبب أجهشت الفتاة في البكاء.
ومن جانبها انتقدت رابطة أصحاب العمل في ألمانيا (بي دي ايه) كثرة العوائق التي يواجهها طالبو اللجوء عند الالتحاق بسوق العمل ووصفتها بأنها "لم تعد ملائمة للعصر من الناحية السياسية والاقتصادية". وقال المتحدث باسم الرابطة في تصريحات لصحيفة "فيلت أم زونتاغ" إن الاقتصاد الجيد يقدم فرص عمل للاجئين، وأشار إلى أن الكثير من الشركات لا تجد عددا كافيا من المتدربين.