الأربعاء، 15 مايو 2024 04:39

بوصوف وفاضل: تقصير إعلاميّ مغربيّ بالتعاطي مع ملف الهجرة

الإثنين, 19 أكتوير 2015

أجمع متدخلون خلال افتتاح دورة تكوينية، ينظمها مجلس الجالية المغربية بالخارج بشراكة مع المعهد العالي للإعلام والاتصال، على تقصير الإعلام المغربي في التعاطي مع ملفات الهجرة، مشددين على ضرورة العمل من أجل تقوية القدرات المهنية والعلمية للمشتغلين في القطاع، وذلك لمعالجة المعطيات ذات الصلة بقضايا الهجرة والجالية.

الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، شدد في كلمته، أمام الصحافيين المشاركين في الورشة التكوينية، التي تمتد ليومين، على أن الإعلام طرف أساسي في الدينامية التي تعرفها الهجرة عموما، والهجرة المغربية على الخصوص، مؤكدا أن الاهتمام بالهجرة والجالية يبقى دون المكانة اللائقة في الاعلام المغربي، رغم القيمة التي يحتلها المهاجرون إنسانيا في المجتمع.

واعتبر بوصوف أن الهدف من اللقاء هو خلق فضاء لتبادل وتقاسم التجارب، وإغنائها، بين الصحافيين وباقي المتدخلين على المستوى الأكاديمي والمؤسساتي والمدني، داعيا إلى خلق "شبكة للصحافيين والفاعلين"، قادرة على الاشتغال باستمرار على سؤال الهجرة والجالية، وأن أن تكون منتجة لمعرفة مهنية وعلمية في المجال.

وأكد الأمين العام لـ"CCME" أن المجلس لديه استعداد دائم لتقديم المساعدة للصحافيين ومنابر الإعلام من الراغبين في الاشتغال على تيمة الهجرة، مضيفا أن "العرض الإعلامي المغربي لا يقدم فهما عميقا للظاهرة".

العتاب نفسه أيده مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال، عبد المجيد فاضل، الذي ركز على كون الهجرة قضية أساسية باعتبارها ظاهرة عالمية، وأن الإعلام المغربي يهمل الاشتغال على الموضوع، وأن التخصص فيه "لا يرقى للمستوى المطلوب"، على حد تعبيره.ا

مدير "ISIC" قال إن الدراسات التي تتحدث عن الهجرة تصدرها مؤسسات أجنبية، و"غالبا ما تتناول الموضوع بطريقة نمطية، لا تعكس وضعها الحقيقي"، مشددا على ضرورة تأهيل الصحافيين لتمكينهم من المهارات الكفيلة بمعالجة ملف الهجرة والجالية بالطريقة الصحيحة.

الدورة التكوينية التي تنظم بإحدى فنادق الرباط، اختير لها عنوان: "بناء الإستراتيجيات الإعلامية في موضوع الهجرة"، ويشارك فيها 25 صحافيا من مختلف المنابر الصحافية والإعلامية المغربية، بينما يؤطرها الخبير في الإستراتيجيات محمد الخمسي، والصحافي نجيب بنشريف، وهي من تسيير الإعلامي سعيد الخمسي.

وأكد المنظمون، في أرضية النقاش التي تعني الموعد، أن هناك غيابا لإستراتيجية إعلامية لدى المؤسسات المشتغلة على قضايا الهجرة والجالية، واقتصار التعاطي الاعلامي على مواكبة الأحداث والمستجدات في أحسن الأحوال، مع غياب مواد حول الموضوع في برامج التكوين والتكوين المستمر لدى المؤسسات المشتغلة على التكوينات الصحافية، ووجود عدد قليل من المهنيين المهتمين، والمشتغلين على الملف.

كما أوردت الوثيقة أن أغلب الكتابات الصحافية حول الهجرة والجالية تعتمد على مراجع من دول الاستقبال، أو مراجع ليست ذات مصداقية، ما يجعل المادة الاعلامية المنتجة عاكسة لوجهات نظر المصدر، أو مشوشة في نقل الوقائع، مع نقص التوثيق وضعف أبناك المعلومات، وعدم تحيينها، وأيضا عدم وجود نظام لاعتماد المعطيات وتحديد صدقيتها؛ مع التأكيد على طغيان الصور النمطية في الاعلام السمعي البصري تحديدا.

جدير بالذكر أن اللقاء الافتتاحي للدورة التكوينية المنعقدة بالرباط قد شهد توقيع اتفاقية إطار بين مجلس الجالية المغربية بالخارج، من جهة، والمعهد العالي للإعلام والاتصال من جهة ثانية؛ وذلك للتعاون بين الطرفين في ما يخص ملف الهجرة والجالية، حيث اعتبر الأمين العام لـ"CCME"، عبد الله بوصوف، أن "الاتفاقية هي رسالة لمغاربة العالم، مفادها أن مؤسسات المغرب مهتمة بأمرهم، وتضعهم ضمن سياساتها العمومية".

عن موقع هسبريس

مختارات

Google+ Google+