نظمت مجموعة من 60 امرأة في فرنسا "مسيرة من أجل الكرامة وضد العنصرية"، في قلب باريس، أمس السبت، للتذكير بأن الدولة الفرنسية، على اختلاف حكوماتها، لم تفعل شيئاً لوقف العنصرية والجرائم البوليسية، ضد العرب والسود والغجر.
تجاوز عدد المشاركين في المظاهرة عشرة آلاف شخص، رفعوا صُوَر الراحلين من شهداء الثورات، فكان الراحل ياسر عرفات إلى جانب الأمير عبد القادر الجزائري إلى جانب الأمير عبد الكريم الخطابي والمهدي بن بركة وتوماس سانكارا، والملاكم محمد علي وآخرين.
انطلقت التظاهرة من الحي العربي في باريس، والذي يُذكّر بكل النضالات العمالية والسياسية المطالبة بالمساواة، عبر الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، والذي كان قبل سنة منطلقا لتظاهرات، مرخص لها وأخرى محظورة، مؤيدة لصمود الشعب الفلسطيني ضد مجازر نتنياهو.
"لقد جرّبنا كل الأحزاب، يمينها ويسارها، فلم نَرَ اختلافا يذكر فيما يخصنا" يقول لنا عالم الاجتماع سعيد بوعمامة، الذي قدم من مدينة "ليل" للتظاهر.
وكانت المسيرة فرصة لعائلات ضحايا الجرائم البوليسية، مثل أمل بنتونسي التي فقدت أخاها أمين بنتونسي، أو العجوز والد الضحية سهام اليمني، مذكّرين باحتقار الإدارة الفرنسية لقضيتهم، وكيف أنهم لا يزالون ينتظرون محاكمة عادلة. وانتهت بعد أكثر من أربع ساعات، في ساحة الباستيل، التي تُذكّر بالسجن الرهيب الذي حطمته الثورة الفرنسية، وهنالك كان للحضور موعد مع كلمات والموسيقى.
سهام كريمي أوضحت للحضور أن فكرة المسيرة تمخضت عن "تجمع النساء من أجل الكرامة"، معتبرة أن المسيرة " إعلان عن الاستقلال، والإرادة من أجل المساواة وضد العنصرية"، معتبرة أن العنف البوليسي لم يتغير والجرائم البوليسية لم تتوقف، والتمييز العنصري مستمرّ والخطاب السياسي يبث الفرقة بين مختلف الفرنسيين".
وتابعت " ما نريده الآن، أن نشكر الأسلاف على نضالهم، والتعهد بالنضال حتى النهاية ضد العنف البوليسي وضد عنصرية الدولة"، منتقدة "الأكاذيب الانتخابية، ورغبة السلطة في إبقاء المرأة المنحدرة من الهجرات في وضعية مطيعة وخاضعة لعنف الزوج والأخ ..".
أمل بنتونسي كشفت أن "الجرائم البوليسية نعرفها جيداً، فأمين بنتونسي كان أخي وتلقى رصاصة في ظهره، قبل ثلاث سنوات، وأرادوا أن يجعلوه مسؤولاً عن موته، بعد رحيله (...) يجب وضع حد لهذه الجرائم، يجب إيقاف رجال الشرطة المسؤولين عن الجرائم البوليسية وإدانتهم"، مناشدة الجميع للعمل على تصوير عمليات إيقاف الشرطة لعرب وأفارقة، لأن هؤلاء هم من ينتهي بهم الأمر أحياناً إلى الموت، وضرورة اللجوء إلى المحاكم.
من جهتها، أكدت الأستاذة الجامعية نصيرة غنيف، أن من لا يناضل ضد العنصرية متواطئ معها، و"الكرامة تعني التخلص من الوصاية، وقد أعلنّا هنا، استقلالنا".
وقال لنا يوسف بوسوماح أحد مسؤولي "حزب أهالي الجمهورية" إن "مكاننا طبيعي هنا، ومطالب المسيرة تتطابق مع برنامجنا السياسي، خصوصاً وقف عنصرية الدولة والعنف البوليسي". أما جمعية فرنسا- فلسطين التضامن، فقد أكدت أهمية تعزيز حملة مقاطعة الكيان الإسرائيلي وإيقاف الاستثمارات فيه وتنفيذ العقوبات ضده.